مصدر المعلومات - SafirAlChamal
شكل المنتدى الدولي الخامس للصحفيين المسلمين، الذي إنطلق يوم أمس، بتنظيم ورعاية من مجموعة الرؤية الاستراتيجية ″روسيا ـ العالم الاسلامي″ تحت عنوان: ″تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام وتشكيل الأجندة الدولية″. وذلك في مدينة سانت بطرسبرج في روسيا بمشاركة صحافيين من 17 دولة إسلامية، ″خارطة طريق″ لكيفية الترويج لأفكار التعايش السلمي بين مختلف الفئات الدينية المختلفة، والعمل على مكافحة الأخبار الكاذبة، ومواجهة الشائعات والتلفيقات التي بدأت تسيء الى قدسية رسالة مهنة الصحافة التي من المفترض أن تؤثر في الرأي العام، ومن واجباتها أن تكون منصفة وموضوعية وأن تسعى دائما وراء الحقيقة.
يمكن القول أن المنتدى الخامس بجلستيه الافتتاحية والنقاشية ـ البحثية تحول الى واحة تلاق إسلامي، والى مساحة حوار وتبادل أفكار بين الصحافيين المشاركين وعدد من الخبراء والشخصيات السياسية والدبلوماسية حول الخروج من حال الفوضى الاعلامية التي تسيطر على العالم عموما وعلى الدول الاسلامية خصوصا، ودور الدول وأجهزتها في ملاحقة المواقع والصفحات التي تبث الشائعات أو الأضاليل خصوصا أن لها تأثيرا كبيرا ليس فقط على الشعوب بل على الأنظمة، لافتين الانتباه الى سلسلة نماذج كادت فيها هذه المواقع أن تتسبب بأزمات كبرى.
في فندق سوكوس في مدينة سانت بطرسبرج الرائعة سياحيا وحضاريا ومعماريا وتاريخيا وتراثيا إختارت مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا ـ العالم الاسلامي عقد منتداها الدولي الخامس، فكانت البداية مع عرض فيلم عن المجموعة وتأسيسها، ثم كلمة الرئيس التنفيذي بنيامين بوبوف الذي رحب بالمشاركين من صحافيين وخبراء ورجال سياسة ودبلوماسية، وأشار الى أن المجموعة تلعب دورا كبيرا في ترسيخ التقارب بين روسيا والعالم والاسلامي من خلال تنسيق وتوحيد جميع الجهود التي تسعى الى التقارب بين روسيا وتلك الدول.
غسان ريفي
ثم تحدث نائب رئيس المجموعة فاريت موخاميتش فأشار الى أن المنتدى سيناقش على مدار يومين القضايا الهامة، لا سيما ما يتعلق بالتأثير بالرأي العام العالمي، وتأثير وسائل الاعلام في المجتمعات المدنية، ومكافحة ظاهرة الأخبار الكاذبة وكيفية التعاطي مع مفهوم حرية الصحافة، لافتا الى أن هذا المنتدى يجري تحت رعاية مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا ـ العالم الاسلامي، ويرمي نشاطها الى تعزيز الحوار بين الحضارات وتطوير العلاقات بين دولنا ودول العالم الاسلامي، مشيرا الى أن المجموعة تضم 33 شخصية سياسية وإجتماعية.
وشدد على أن قيادة روسيا الاتحادية تستطيع أن تؤثر في الشرق الأوسط، وهي تدعو الى إحترام التنوع والتعدد في العالم المعاصر وتدعم الشعوب من أجل تقرير مصيرها ولا تقبل لأي كان أن يختطف الاسلام وأن ينشر الكراهية.
ثم تحدث المفكر المصري السفير عزت سعد فأشار الى تأثير الميديا على الرأي العام، لافتا الى أن الحروب الاعلامية والسياسية تؤدي الى تخريب الدول، مشيرا الى التصليل المعتمد من جانب الاعلام الغربي والأميركي للتأثير على الأجندة الدولية.
وأعطى سعد أمثلة عن التضليل المعتمد في الميديا الدولية، تجاه روسيا وإيران وسوريا، وإصرار الغرب وأميركا وحلفاءها على أن إسرائيل هي واحة الديمقراطية وهي تعلم أنها تتحدث عن قوة إحتلال إستيطاني، وإن الهدف من هذا الاصرار هو محاولة الغرب تبرير سياسته الموالية لاسرائيل.
ثم تحدث فلاديمير كوزيدوف فشدد على ضرورة الاهتمام بشؤون الصحافيين كونهم يعملون في أماكن خطرة ويخاطرون بأعمارهم من أجل نقل الحدث، لافتا الى وسائل الاعلام ستكون مستهدفة إذا كانت موضوعية .
ثم تحدث النائب الأول لمفتي مدينة سانا بطرسبرج الامام دامير موخنتبوف، فأشار الى الدور تلعبه روسيا من أجل توحيد الدول الاسلامية، لافتا الى أن روسيا منذ القرن السابع أصبحت جزءا من العالم الاسلامي، وهي اليوم بلد إسلامي، وفي وقت من الأوقات ستتحول الى دولة إسلامية عظيمة.
وقدم عضو ″مجموعة الرؤية الاستراتيجية″ الدكتور وسيم قلعجية مداخلة عرض فيها لمساعي روسيا الاتحادية لاحلال السلام في الشرق الأوسط ووقف التصعيد في الخليج العربي، ومحاولتها إطلاق نظام الأمن الجماعي في رد واضح على العسكرة الأميركية للخليج العربي، وهي مبادرة تمثل خطوة دبلوماسية كفوءة للغاية من موسكو التي صاغت بعناية تامة مجموعة إجراءات من شأنها تأمين الملاحة في الخليج وتأمين الثقة بين دول المنطقة والحفاظ على الاستقرار الاقليمي، لافتا الى أن روسيا الاتحادية تقوم بعمل ذي صلة نحو البحث عن حل سياسي وعلى إستعداد لتوفير منبر مفاوضات بين دول الشرق الأوسط، موضحا أن المبدأ الأساسي للتفكير بهذه الاستراتيجية هو أن الشرق الأوسط يواجه خطرا حقيقيا في التسبب بنزاع عسكري.
كما تحدثت المديرة التنفيذية ألميرا ياكوفا، فأشارت الى أن قضية الأمن الاعلامي تشكل موضوعا هاما، لافتة الى أن ضمن الفضاء الاعلامي نرى زيادة الكراهية والعداء بين الشعوب في حين أننا نعيش في عالم متنوع، مؤكدة أن التكنولوجيا الحديثة تتغلغل في مختلف جوانب حياة الانسان وهي تعطي الفرصة للتأثير على عقل الناس وتفكيرهم ما يفرض علينا الكثير من التحديات.
وتحدث نائب وزير الاعلام السوري الدكتور محمد بشاري، فشكر روسيا على مساندتها سورية في الحرب الكونية عليها والتي دخلت عامها التاسع، لافتا الى أن الحرب الاعلامية على سوريا تتقدم على الحرب العسكرية حيث أن الأخبار الكاذبة لم توفر قطاعا من القطاعات، وسعت الى ضرب شرائح المجتمع السوري.
وبعد إستراحة قصيرة عقدت الجلسة الثانية التي تخللها مداخلات للصحافيين والخبراء المشاركين، عرضوا فيها لتجاربهم مع الاعلام المضلل والأخبار الكاذبة وكيفية مواجهتهم لها، وعرضوا نماذج عديدة من البلدان التي ينتمون إليها ومن بلدان أخرى، مشددين على ضرورة حماية العالم من هذا الاعلام الذي لا يمكن أن يستمر.
بعد ذلك، إنتقل المشاركون في المؤتمر الى متحف الأرميتاج وجالوا في أرجائه، ثم أقيم حفل عشاء رسمي على شرفهم.
ويستكمل اليوم المنتدى في جلسة ثالثة يقدم فيها عدد المشاركين مداخلاتهم، على أن يتم إعداد وإعلان وثيقة المنتدى الدولي الخامس للصحفيين المسلمين في الجلسة الختامية.