صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه تم حل مسألة إدارة شركة "سادافويا باشكورستان" (واحدة من أكبر المجمّعات الكيميائية في البلاد)، وستحصل بموجب ذلك على حصة 38.3% من أسهم الشركة ونسبة 11.7% أخرى سوف تتم إدارتها من خلال منظمات تابعة للحكومة الإقليمية.
وأشار الرئيس الروسي خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة، عُقِد في 31 مارس/آذار 2021، إلى أنه "كما تعلمون، وبحسب قرار المحكمة، تم نقل حوالي 96% من أسهم الشركة إلى ملكية روسيا الاتحادية، ومن المهم ضمان التشغيل الفعال على المدى الطويل للشركة وإصدار منتجات تنافسية، بالطبع، من المهم للغاية بشكل عام دائما، وحتى اليوم على وجه الخصوص، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الحفاظ على الوظائف، وضمان أجور الناس".
ولفت فلاديمير بوتين إلى أن "إحدى القضايا الرئيسة هنا هي الإدارة المختصة للمؤسسات، حيث تم اتخاذ قرارات في هذا الصدد. وأفوض الحكومة تحويل 38.3% من أسهم شركة "سادافويا باشكورستان" إلى ملكية جمهورية باشكورستان، في الواقع، هذا ما كان أصلاً لدى باشكورستان.
واسترسل قائلاً: "لكن إلى جانب ذلك، أطلب منكم تحويل 11.7% إضافية، زائد حصة واحدة، إلى هياكل إدارة موثوقة والتي تخضع للسيطرة الكاملة لحكومة الجمهورية، بناءً على ما تم الاتفاق عليه بما في ذلك مع قيادة الجمهورية".
وأوضح الرئيس الروسي أن هذا يعني أن الجمهورية ستكون قادرة على إدارة شركة "باشكير (باشكورستان) صودا" بشكل كامل، وأنه "في الوقت نفسه، ستبقى حوالي 57.7% من الأسهم للملكية الفدرالية، وستكون الحصة المسيطرة، كما قلت، تحت الإدارة المشتركة مع الجمهورية".
كما أضاف بوتين: "انظروا، بعد كل شيء، تلاشت الحصة المسيطرة في الشركة ليس بسبب خطأ السلطات الفيدرالية، ولكن فيما يتعلق بالقرارات ذات الصلة لقيادة الجمهورية. لا حرج في الخصخصة، ولكن إذا كانت مستمرة، يجب أن تحقق أهداف هذه الخصخصة. يجب أن تعمل الشركة بشكل فعّال، وأن تراعي قواعد معينة للسلوك"، مشيراً إلى توقعه أن تتم إدارة الشركة "بشكل صحيح" في المستقبل، وأن قيادة باشكورستان "ستتعامل مع المهام التي تواجه هذه الشركة بالشكل المناسب".
بدوره، شكر رئيس باشكورستان، راضي خابيروف، الرئيس الروسي بوتين على القرارات المتعلقة بشركة "سادافويا باشكورستان".
وقال خابيروف: "لسنوات عديدة، كان موضوع خصخصة "صودا" حساساً للغاية بالنسبة للسكان، واليوم يشعر السكان بالامتنان الشديد لمثل هذا القرار. نحن ندرك مدى المسؤولية، ونتفهم دور وأهمية هذا المشروع بالنسبة لاقتصاد بلدنا وللجمهورية، لذا سنحاول ضمان تطور المشروع وتحديثه. شكراً جزيلاً على ثقتكم مرة أخرى".
الجدير ذكره أن شركة "سادافويا باشكورستان" كانت قد جذبت الانتباه بسبب محاولتها تطوير "جبل كوشتاو"، الذي يعتبر واحداً من التلال (الجبال الأربعة المنعزلة) في مدينة سترليتاماك.
وبعد احتجاجات من قبل نشطاء البيئة، توقفت أعمال التطوير، وأعطت سلطات باشكورستان الجبل صفة المحمية بشكل خاص، ومن ثم أعلنت الشركة إنها ستواصل تطوير جبل "شاختو" تحت المياه الجوفية.
هذا ويُذكر أن فلاديمير بوتين انتقد مالكي شركة "باشكير صودا" في أغسطس/آب 2020، مشيراً إلى أن الأموال التي تجنيها الشركة لا تُستثمَر في المنطقة، بل يتم سحبها من قِبَل المساهمين لإيداعها في حساباتهم الخارجية.
وعلى إثر ذلك أصدر الرئيس الروسي تعليماته إلى حكومة روسيا الاتحادية، جنبا إلى جنب مع قيادة باشكورستان، للبت المفصل في الوضع حول الشركة، كما أمر مكتب المدعي العام للتحقق من شرعية الصفقة، مما أسفر عن خسارة الدولة سيطرتها على صناعة الصودا في الجمهورية
وقد تقدم مكتب المدعي العام بدعوى قضائية، جرّاء إهدار 95.72% من أسهم الشركة، وقد نالت هذه الدعوى تأييد القضاء ليتم في شهر مارس/آذار الجاري تحويل حزمة الأسهم إلى حساب الهيئة الفيدرالية لإدارة الممتلكات.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: نوفوستي