قدم حزب "الوطن" التركي خلال ورشة عمل تنسيقية عبر الإنترنت، بعنوان "خطة الصداقة والسلام في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، والتي تتضمن الاعتراف بشبه جزيرة القرم على أنها روسية، بحسب الوثيقة التي حصلت وكالة "ريا نوفوستي" على نسخة منها.
وتشمل النقاط الأخرى للخطة التخلص من قواعد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو في المنطقة، والاعتراف بجمهورية أبخازيا وجمهورية شمالي قبرص التركية التي أعلنت نفسها، ودعم وحدة أراضي أذربيجان، والسلام في سوريا ووحدة أراضيها، ووقف التدخل الأمريكي في ليبيا.
وخلال الاجتماع، تحدثت رئيس لجنة التعليم والعلوم وسياسة الشباب في "مجلس تتار القرم" لرئاسة جمهورية القرم، ليمارا سيلينديلي، عن التغييرات الهامة نحو الأفضل في وضع تتار القرم بعد إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا.
وقالت: "أصبحت لغة تتار القرم لغة رسمية. لقد حصلنا على حقوق الشعوب التركية الأخرى في روسيا. لما يقرب من 25 عاما كنا نعيش في ظروف سيئة، عندما كانت الكهرباء والمياه متوقفة باستمرار عن العمل، ومانت الطرقات غير صالحة، ولم يتم بناء المدارس. على مدى السنوات الخمس الماضية، كانت هذه المشاكل قد بدأت في الحل. وبدأ الوضع الاقتصادي لتتار القرم في التحسن".
وخلال حديثه خلال الاجتماع، دعا المحلل في مركز "ساهيبكيران" للدراسات الاستراتيجية، قرشاد أوركن، وزارة الخارجية التركية إلى إقامة علاقات فورية مع شبه جزيرة القرم، بالاتفاق مع روسيا وأن تصبح الضامن لحقوق تتار القرم.
وقال أوركن: "أنا من أصول القرم، درست في شبه جزيرة القرم لمدة ست سنوات، وتخرجت من كلية الدراسات العليا ونلت درجة الماجستير في فقه اللغة الروسية. في الواقع، لم تكن القرم أرضا أوكرانية أبدا، ولم ألتقي منذ ستة أعوام بأشخاص يتحدثون الأوكرانية هناك. هل لدينا الآن "المدارس والمساجد في شبه جزيرة القرم مفتوحة؟ إنها مفتوحة. لكن نوابنا ووزرائنا لم يشاركوا بعد في سياسات القرم. يجب علينا إصلاح ذلك".
من جهته أشار رئيس مكتب العلاقات الدولية في حزب "الوطن" سميح قوراي، إلى أن الهدف الرئيسي لخطة السلام والصداقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط هو ترك الولايات المتحدة وحدها في المنطقة وتنفيذ استراتيجية شاملة تقوم على التعاون الأوراسي واتحاد غرب آسيا. وأضاف "إن أهم سمة لخطة الصداقة والسلام في البحر الأسود والبحر المتوسط هي سلامتهما. وتعتمد هذه الخطة على تعزيز محور التعاون بين تركيا وروسيا".
وأصبحت شبه جزيرة القرم منطقة روسية بعد استفتاء أجري هناك في آذار/ مارس 2014، حيث صوت 96.77% من الناخبين في جمهورية القرم و95.6% من سكان سيفاستوبول لصالح الانضمام إلى روسيا.
وما زالت أوكرانيا تعتبر شبه جزيرة القرم أرضا "محتلة مؤقتا". وقد صرحت القيادة الروسية مرارا وتكرارا بأن سكان القرم وبشكل ديمقراطي، وبما يتفق تماما مع معايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، صوتوا على لم شملهم مع روسيا. وبحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن قضية شبه جزيرة القرم "مغلقة تماما".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
photo: Creative Commons