Ru En

انعقاد قمة قازان العالمية الثانية للشباب في قازان

٣١ أغسطس ٢٠٢٣

عُقِدت في الفترة من 28 إلى 30 أغسطس/آب الماضي، قمة "قازان" العالمية الثانية للشباب في عاصمة تتارستان. وقدم ممثلون من أكثر من 80 دولة طلبات للمشاركة فيه. وأعلن وزير شؤون الشباب بجمهورية تتارستان رينات صاديقوف، مشاركة وفود من 30 دولة، من بينها إندونيسيا وليبيا ولبنان وإيران وباكستان والسعودية وتركيا والمغرب والكاميرون والسنغال والصومال. وتضمنت القمة برنامجاً تجارياً وثقافيا موسعاً، بما في ذلك جلسات عامة مع قيادة تتارستان وهيئة الشباب في منظمة التعاون الإسلامي والوكالة الفيدرالية لشؤون الشباب، كما تم التركيز على دور القيم التقليدية في تربية الأطفال والشباب.


وأشارت أكاديمية دبلوماسية الشباب إلى أن قازان، عاصمة تتارستان، استضافت بفخر العام الماضي قمة "قازان" العالمية الأولى للشباب كونها عاصمة شباب منظمة التعاون الإسلامي. وأدرج هذا الحدث المهم في قائمة الفعاليات الخاصة بالاحتفال بالذكرى الـ 1100 لاعتناق الإسلام في بولغار الفولغا في عام 2023، وعلى الرغم من أن عنوان "عاصمة الشباب" لم يعد يقتصر على قازان فحسب، فقد تقرر على المستوى الفيدرالي مواصلة دعم هذه القمة المرموقة. صرحت بذلك نائب وزير شؤون الشباب بجمهورية تتارستان إيغول صابيروفا.


وجمعت القمة 140 مندوباً. وأبدى عدد كبير من المشاركين في المناقشات العامة، وكذلك المتحدثين، رأياً بالإجماع: تمثل تتارستان مثالاً رائعاً لمناقشة موضوع القمة. وأعرب رئيس منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي، طه أيهان، عن رؤيته قائلاً: "لقد أصبحت قازان مثالاً ساطعاً لتعزيز القيم العائلية بين الشباب. هذا هو المكان الذي يمكن للشباب أن يروا فيه كيف تظل القيم التقليدية ذات صلة في العالم الحديث".


ومن بين عدد من الكلمات، يمكن إبراز تصريح الممثل المفوض للرئيس الروسي في منطقة الفولغا الفيدرالية، إيغور كوماروف، الذي أكد أن روسيا، إلى جانب الدول التي تتمسك بالقيم التقليدية، تحارب محاولات تغيير القيم والطبيعة الإنسانية التي تعتبر مهمة للأساس الثقافي والأخلاقي للحضارة .


بدوره، أكد رئيس تتارستان رستم مينيخانوف في الجلسة العامة على أهمية هذا الموضوع خلال فترة عدم الاستقرار التي يواجهها العالم وذلك بالقول: "نحن نعيش في عالم متغير، ومن المهم ليس فقط التكيف مع التحديات الجديدة، ولكن الحفاظ على ما هو أساس قيمنا.الشباب هم مستقبل مجتمعنا، ومن المهم ضمان تعليمهم بروح تقاليدنا وقيمنا الثقافية". وأشار أيضاً إلى أن تأثير الإنترنت له تأثير كبير على قيم الأطفال".


ومن الجدير بالاهتمام أنه في روسيا يتم إدخال نظام تعليم الشباب على جميع المستويات، مع استحداث مناصب مستشارين لمديري التعليم في المدارس ونواب رؤساء الجامعات المتخصصين. كما أشار المتحدثون إلى أن مهرجان الشباب العالمي سيقام في سوتشي عام 2024، والذي يهدف إلى توحيد الشباب حول القيم التقليدية لخلق عالم عادل متعدد الأقطاب وتطوير الشراكات الدولية.


لهذا الحدث، كما أكد دامير فتاخوف، نائب رئيس روس مولوديج ( شباب روسيا)، أهمية خاصة في سياق التغيرات التي تحدث في العالم، ومحاولات بعض القوى لتدمير القيم التقليدية. وأضاف أنه في ظل المناخ الحالي، من المهم تعزيز العلاقات مع الشركاء الذين يتمسكون بنفس القيم.


وأشار دامير فتاخوف الى أن "الشباب يلعبوا دوراً رئيسياً في تشكيل مستقبل المجتمع. ونحن ندعو البلدان إلى توحيد جهودها للحفاظ على القيم التقليدية والهوية الثقافية في أجيالنا الشابة".


وأكدت قمة "قازان" العالمية الثانية للشباب مرة أخرى على التزام الشباب والسلطات في مختلف البلدان بالقيم التقليدية في العالم الحديث. وتحت قيادة رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" رستم مينيخانوف وبمشاركة ممثلي منظمة التعاون الإسلامي، أصبح هذا الحدث منصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات. وقد أكدت قازان، بتاريخها الغني وخبرتها الطويلة في تعزيز تنمية الشباب، وشريكة رائدة في هذا المجال.


وركزت القمة على التعاون بين الدول التي تتقاسم القيم المشتركة وضرورة تعزيز سياسة الشباب. وأكد رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف أن المشاركة في هذا الحدث تساعد على إيجاد شراكات جديدة والتعلم من تجارب بعضنا البعض.


وهكذا، لم تكن قمة "قازان" العالمية الثانية للشباب بمثابة منصة للحوار فحسب، بل كانت أيضاً رمزاً لوحدة البلدان التي توحدها الرغبة في الحفاظ على القيم التقليدية وتعزيزها في مجتمع الشباب.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا - العالم الإسلامي"
 الصورة: Pixabay