انطلقت أعمال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ التي تستمر يومين في مدينة غيونغجو الواقعة في جنوب كوريا الجنوبية، بمشاركة ممثلين عن 21 منظومة اقتصادية عضواً، وذلك اليوم الجمعة 31 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
ومن المقرر أن يبحث المندوبون، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء الروسي - أليكسي أوفرتشوك، التجارة الدولية، والذكاء الاصطناعي، والتنمية الرقمية، والقضايا الديموغرافية، وغيرها من التحديات العالمية.
وتُعقد قمة العام الجاري تحت شعار "بناء مستقبل مُستدام: تواصل، ابتكار، ازدهار". ومن المتوقع أن يُختتم الاجتماع، المُقسّم على يومين وجلستين، باعتماد إعلان مشترك. وبدأ أسبوع القادة في 27 أكتوبر الجاري، وتضمن سلسلة من الاجتماعات التحضيرية، بما في ذلك الاجتماع الختامي لكبار المسؤولين، والاجتماع الوزاري للمنتدى، وقمة الرؤساء التنفيذيين، التي شهدت مشاركة قادة من كبرى الشركات الغربية.
وفقاً للمنظمين، يُمثل ما مجموعه 15 منظومة اقتصادية في فعاليات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ على أعلى مستوى. وشملت هذه القائمة الرئيس الأمريكي - دونالد ترامب، الذي ألقى كلمة في اجتماع عُقد في 29 أكتوبر الجاري، لكنه غادر كوريا الجنوبية قبل القمة الرئيسية. كما عُقدت قمة أمريكية صينية على هامش المنتدى. ويمثل نواب رؤساء وزراء أو وزراء ستة أعضاء آخرين في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ.
واستلزم وجود رؤساء الدول الأجنبية اتخاذ تدابير أمنية مشددة. ويُنشر ما يقرب من 19 ألف ضابط شرطة يومياً في غيونغجو للحفاظ على النظام. وقد جُهزت قوات الأمن بتقنيات مضادة للطائرات المسيرة، مع وضع طائرات هليكوبتر ومركبات مدرعة في حالة تأهب قصوى. كما أُعلن عن حالة تأهب قصوى لمكافحة الإرهاب في المنطقة الجنوبية الشرقية التي تستضيف المدينة. وعلى الصعيد الوطني، تم تعبئة حوالي 3900 عسكري، مع التركيز بشكل خاص على تأمين المطارات التي يستخدمها الضيوف الدوليون. وسُبقت قيود على حركة المرور طوال الأسبوع، مع نصب حواجز للشرطة حول مكان انعقاد القمة.
حول المنتدى
يضم منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ 21 اقتصاداً: 19 دولة، بما في ذلك روسيا وأستراليا وفيتنام وإندونيسيا والصين وبيرو وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، بالإضافة إلى منطقتين صينيتين (هونغ كونغ وتايوان).
من جانبه قال نائب وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري الجنوبي - يو هان غو: "يمثل منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ 61% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و49% من التجارة الدولية.،وهو مركز تصنيع رائد ومحور حيوي في سلاسل التوريد العالمية".
تؤكد أمانة المنتدى على طابعه الاقتصادي غير السياسي. ولذلك، لا تُستخدم عادةً أعلام الدول في اجتماعات المنتدى، حيث تُشير لوحات الأسماء إلى "امنظومات الاقتصادية" بدلاً من "الدول". ويُفضل استخدام مصطلح "الاقتصادات" بدلاً من "الدول" أو "الولايات".
مع ذلك، أشار المسؤول الروسي الكبير في المنتدى - مارات بيردييف، سابقاً إلى أن ممثلين من أستراليا وكندا ونيوزيلندا واليابان حاولوا تسييس مناقشات المنتدى من خلال إثارة قضايا جيوسياسية.
كما أوضحت اللجنة التحضيرية للقمة، فإن "نقاط قوة وضعف منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ كمجموعة" تكمن في الطبيعة غير الملزمة لقراراته واشتراط توافق الآراء بشأن جميع بنود جدول الأعمال. لم يوسع المنتدى عضويته منذ عام 1998، إذ توافق الأعضاء على عدة قرارات لتجميد مؤقت لقبول أعضاء جدد.
واقترح رئيس الوزراء الأسترالي فكرة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ لأول مرة خلال زيارة لكوريا الجنوبية عام 1989. وتأسس المنتدى في وقت لاحق من ذلك العام في كانبيرا - أستراليا، بمشاركة 12 عضواً مؤسساً، من بينهم كوريا الجنوبية. انضمت روسيا إلى منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ عام 1998. واستضافت كوريا الجنوبية سابقاً قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في بوسان - كوريا الجنوبية عام 2005.
غيونغجو: خلفية تاريخية
تُعد مدينة غيونغجو، عاصمة مملكة شلا الكورية في العصور الوسطى (57 قبل الميلاد - 935 ميلادياً)، وجهة سياحية رئيسية، وتضم العديد من مواقع التراث العالمي للـ "يونسكو". تشمل هذه المعالم مجمع معبد بولغوكسا البوذي، والمناطق التاريخية في المدينة، بما فيها من تلال دفن ملكية. وكان كهف سوكغورام ومعبد بولغوكسا من أوائل المعالم الكورية الجنوبية التي أُدرجت في قائمة الـ "يونسكو" عام 1995.
وأكدت الإدارة الرئاسية في كوريا الجنوبية أن مملكة شلا سيطرت في القرن السابع على ثلثي شبه الجزيرة الكورية، مما بشّر بفترة سلام طويلة. وتأكيداً على الأهمية التاريخية للمدينة وشعارات السلام، عُقدت القمة الكورية الجنوبية الأمريكية في متحف غيونغجو الوطني، حيث قُدّم للرئيس ترامب نسخة طبق الأصل من التاج البرونزي المذهب لتاج شهير عُثر عليه في العاصمة القديمة.
هذا وعُقد الاجتماع السابق لقادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في بيرو، ومن المقرر عقد الاجتماع القادم في الصين.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: myllissa/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس