أكد الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة في إمارة رأس الخيمة الإماراتية - راكي فيليبس، أن جذب السياح الروس يمثل أولوية قصوى للإمارة، ووفقاً له في عام 2022، استقبلت رأس الخيمة حوالي 200 ألف زائر روسي، مما يعكس مساهمتهم الحيوية في صناعة السياحة في الإمارة. تقع رأس الخيمة على الساحل الشمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة على طول الخليج العربي، وتشتهر بمعالمها الطبيعية، بما في ذلك جبال الحجر، وسلسلة جبال رأس الخيمة، وجبل جيس، أعلى قمة في الإمارات العربية المتحدة بارتفاع 1934 متراً، كما تمنح هذه الميزات الجغرافية الإمارة مناخاً أكثر اعتدالًا من أجزاء أخرى من الإمارات، مما يزيد من جاذبيتها بين المسافرين.
وقال راكي فيليبس: "السوق الروسية هي الأولى بالنسبة لنا"، مضيفاً أن الزوار الروس شكلوا 30% من إجمالي السياح الدوليين للإمارة العام الماضي، يليهم عن كثب السياح من المملكة المتحدة وألمانيا وكازاخستان والهند. وبشكل عام، استقطبت رأس الخيمة 1.22 مليون سائح في عام 2022، نصفهم من المقيمين في الإمارات العربية المتحدة، مما يجعلها الوجهة الرائدة في البلاد للسياحة الداخلية".
وأشار فيليبس إلى أن عام 2023 كان عاماً قياسياً للإمارة من حيث أعداد الزوار، والتوقعات متفائلة، مع هدف جذب 3.5 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030.
كما أكد راكي فيليبس أن المناظر الطبيعية في رأس الخيمة - وهي مزيج من الجبال والصحراء وساحل رملي بطول 64 كيلومتراً - تقدم مزيجاً فريداً من الأنشطة الخارجية، قائلاً: "في 45 دقيقة فقط، يمكنك الانتقال من الشاطئ إلى قمة الجبل، وهو شيء مميز حقاً هنا".
وأوضح المسؤول أن إمارة رأس الخيمة كثفت جهودها لجذب السياح الروس من خلال إنشاء مكتب تسويق في موسكو للترويج لرأس الخيمة عبر بلدان رابطة الدول المستقلة، ووفقاً له "نحن نعمل بشكل وثيق مع العديد من منظمي الرحلات السياحية الرئيسيين، فالتسويق المشترك هو جزء كبير من أعمالنا.
كما أشار فيليبس إلى أنه "عندما يجلب المشغلون السياح، نتعاون في التسويق، ولهذا السبب سترى إعلاناتنا في جميع أنحاء روسيا". كما تستفيد هيئة السياحة من الرحلات الجوية المباشرة إلى رأس الخيمة التي تقدمها العديد من شركات الطيران الروسية. وابتداءً من 27 ديسمبر/كانون الأول المقبل، ستطلق "العربية" للطيران، وهي شركة طيران منخفضة التكلفة مقرها الشارقة، رحلات مباشرة بين موسكو ورأس الخيمة، مع خدمة منتظمة مجدولة ثلاث مرات في الأسبوع بين مطار رأس الخيمة ومطار دوموديدوفو الدولي في موسكو.
التأثير الاقتصادي للسياحة على رأس الخيمة
تمثل السياحة الآن 6% من الناتج المحلي الإجمالي لرأس الخيمة، مما يجعلها أسرع القطاعات نمواً في اقتصاد الإمارة. وذكر فيليبس أيضاً أن الهدف هو رفع المساهمة الاقتصادية للسياحة إلى ثلث الناتج المحلي الإجمالي للإمارة خلال العقد المقبل. مع أكثر من 50 فندقًا و8000 غرفة، تتصور استراتيجية السياحة مضاعفة سعة الفندق إلى ما بين 16000 و20000 غرفة بحلول عام 2030.
حالياً، يعمل أكثر من 5000 فرد في قطاع الضيافة في رأس الخيمة. ويتوقع فيليبس أن يتجاوز التوظيف في السياحة والضيافة 35000 بسبب المشاريع الجارية، بما في ذلك تطوير منتجعات Wynn Resorts على جزيرة المرجان، وهي أرخبيل اصطناعي.
في يناير/كانون الثاني 2022، أعلنت شبكة منتجعات Wynn Resorts، وهي شركة ضيافة وكازينو عملاقة مقرها الولايات المتحدة، عن خطط لبناء منتجع بقيمة 3.9 مليار دولار في رأس الخيمة. وسيتضمن المشروع فندقاً يضم 1000 غرفة ومركز تسوق ومطاعم وبارات و"مناطق ألعاب" مخصصة. وقد اعتبر الإعلان بمثابة خطوة مهمة من جانب السلطات الإماراتية، مما يشير إلى الانفتاح على الألعاب المرخصة، وهو نشاط محظور عادة في منطقة الخليج المحافظة.
الالتزام بالسياحة المستدامة
هذا وأطلقت هيئة تنمية السياحة في رأس الخيمة استراتيجية استدامة تركز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز جودة حياة السكان، وبحسب فيليبس فأن الهدف هو وضع رأس الخيمة كرائدة في الإقليم بمجال السياحة المستدامة.
بالتعاون مع العشرات من الشركات المحلية الملتزمة بالاستدامة، أفادت الهيئة عن انخفاض بنسبة 23% في استهلاك الطاقة، وانخفاض بنسبة 29% في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، وخفض بنسبة 61% في النفايات. كما تتعاون رأس الخيمة مع شركة EarthCheck، وهي شركة أسترالية متخصصة في السياحة المستدامة، وحصلت على شهادة فضية منها العام الماضي. وكجزء من عملية الاعتماد، قامت EarthCheck بمراجعة قطاع السياحة في الإمارة عبر عشرة مقاييس للاستدامة، بما في ذلك انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، واستخدام الطاقة والمياه، وإدارة النفايات.
كما سلط الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة في إمارة رأس الخيمة الإماراتية الضوء على التزام الإمارة بعملية التخضير، حيث ركزت السلطات مؤخراً على توسيع المساحات الخضراء لتعزيز التنوع البيولوجي في جميع أنحاء المنطقة.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Nick Fewings/Unsplash
المصدر: تاس