أشار خبراء اقتصاديون خلال مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء إلى أن روسيا تخطط لتوسيع إمداداتها من الغاز إلى آسيا الوسطى إلى 10-15 مليار متر مكعب سنوياً في المستقبل القريب، وقد تعيد النظر في فكرة مد خط أنابيب إلى الهند، كما أن صادراتها من الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب "سيلا سيبيريا" تتجاوز طاقتها التصميمية البالغة 38 مليار متر مكعب في العام الجاري 2025.
وقال نائب رئيس صندوق الأمن الوطني للطاقة وخبير نادي "فالداي" - أليكسي غريفاش: "إن العمل جار مع كازاخستان وأوزبكستان لزيادة سعة خط أنابيب الغاز آسيا الوسطى - المركز في الوضع العكسي، مع أحجام محتملة تصل إلى 10-12 مليار متر مكعب سنوياً"، وذلك اليوم الأربعاء 8 يناير/كانون الأول 2025.
ومن جهته يقدر الخبيرفي مجموعة "فينام" - سيرغي كوفمان، الرقم بنحو 12-15 مليار متر مكعب سنوياً.
كما يتوقع الخبراء أيضاً أن روسيا تعزز إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب إلى الصين. وبحسب مديرة الأبحاث في شركة "إمبلمنتا" - ماريا بيلوفا، فقد وصلت شركة "غازبروم" الروسية بالفعل إلى الحد الأقصى من أحجام التسليم السنوية عبر خط أنابيب "سيلا سيبيريا" قبل الموعد المحدد، ووقعت اتفاقيات إضافية مع شركاء صينيين. وقد يدفع هذا الصادرات عبر هذا المسار إلى ما هو أبعد من 38 مليار متر مكعب المخطط لها في عام 2025.
ومن المتوقع أن تبدأ إمدادات الغاز عبر طريق الشرق الأقصى بحلول عام 2027، مما يزيد إجمالي عمليات التسليم إلى الصين إلى 48 مليار متر مكعب.
بالإضافة إلى ذلك، تدرس روسيا حالياً مسارين جديدين لأنابيب الغاز إلى الصين: خط أنابيب "سيلا سيبيريا-2"، الذي سيمر عبر منغوليا بسعة 50 مليار متر مكعب، وخط أنابيب عبر كازاخستان بسعة 45 مليار متر مكعب (35 مليارا للصين و10 مليارات عبر شمال شرق كازاخستان)، فيما يرى الخبراء أن خط أنابيب "سيلا سيبيريا-2" أكثر تقدماً وأفضل، لأنه سيدعم المدن السيبيرية الكبرى بالغاز ويزود المنطقة الحضرية في الصين بقاعدة مستهلكين قوية.
لكن الخبيرة ماريا بيلوفا أكدت أن الاختيار بين هذه المشاريع يجب أن يعطي الأولوية للجدوى الاقتصادية، بما في ذلك تكاليف البناء وصيغة التسعير المتفق عليها في عقد التوريد. وأشار الاقتصادي الروسي كوفمان إلى أن عدم وجود توافق في الآراء بشأن خط "سيلا سيبيريا-2" يزيد من احتمال اختيار الطريق الكازاخستاني.
آفاق خط الأنابيب إلى الهند
كانت فكرة خط الأنابيب من إيران إلى الهند عبر باكستان قيد المناقشة منذ عام 1996. ووقعت روسيا لاحقاً مذكرة تفاهم مع إيران وباكستان، لدعم بناء خط الأنابيب بين إيران وباكستان والهند، والذي سيمتد لمسافة 1200 كيلومتر. وكان من المتوقع أن تشارك شركة "غازبروم" الروسية في المشروع، ولكن في عام 2021، أعلنت الشركة نفسها أنها لا تخطط لبناء خط الأنابيب بسبب تكلفته العالية.
وبينما خلصت دراسات سابقة، أجريت قبل حوالي عقد من الزمان، إلى أن جميع الطرق المقترحة غير مربحة، فإن المشهد الجيوسياسي المتغير قد يوفر مبررات جديدة لمتابعة هذا المشروع،؛ حسبما أوضحت بيلوفا.
هذا وأشار الخبير غريفاش إلى أن "العمل في الهند مستمر، وإن كان في مرحلة أولية، وينطوي في المقام الأول على مناقشات حول العبور عبر إيران"، علماً أنه، ومع ذلك، ترى مجموعة "فينام" أنه مع نمو سوق الغاز الطبيعي المسال، فقدت فكرة إنشاء خط أنابيب إلى الهند الكثير من أهميتها.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: IlyaYurukin/PxHere
المصدر: تاس