Ru En

انتخابات 2020: إلى أين ستتجه أمريكا؟

٢٠ سبتمبر ٢٠١٩

في عام 2020، سيجري الأمريكيون مناقشة غير مسبوقة في تجماعاتهم الخاصة بالانتخابات التمهيدية، والمناضرات الرئاسية. لأول مرة منذ انتخابات عام 1948، سيعبر الناخبون عن موقفهم من دور أميركا العالمي. ولأول مرة، سيصبح موضوع قيادة أمريكا للعالم اساسا للحملة الانتخابية الرئاسية.

 

انتخابات 2020: إلى أين ستتجه أمريكا؟

عبد الحكيم سولتيجوف

 

ومن ثم، فإن التدابير الوطنية الرامية إلى زيادة فهم الناس لمكان أمريكا في العالم المتغير تكتسب أهمية غير مسبوقة. توصية زبيغنيف بجيزينسكي: مع جهل الناس بهذا الخطر من الضروري الكفاح بشكل هادف وبحزم، من الأعلى إلى الأسفل.

 

وبهذا المعنى، فإن لـ "انتخابات 2020" أهمية مصيرية، والتي يجب أن توحد  الاحزاب الأمريكية لإعادة التفكير المسؤول، على حد تعبير بجيزينسكي، في دور أمريكا العالمي "وفقًا للظروف الموضوعية والذاتية للقرن الحادي والعشرين"[1].

 

خلاف ذلك، فإن مصير عظمة أمريكا كقوة عالمية يمكن أن تكون مثل مصير الاتحاد السوفياتي.

 

انتخابات 2020: إلى أين ستتجه أمريكا؟

 

زبيغنيف بجيزينسكي (المقدمة ، إلى اليمين) والرئيس باراك أوباما ، 2010 / Public Domain

 

بادئ ذي بدء، تمكنت عقيدة الانعزال الأمريكية  في الحرب العالمية الأولى من الثبات. ففي انتخابات 1916 كان الحظ  بالفوزر لوودرو ويلسون صاحب برنامج حب السلام.
تاريخيا تحول وتوجه أمريكا نحوالسياسة العالمية كان ناتجا عن "أعمال العنف الفظيعة" التي ارتكبتها ألمانيا في عام 1917، والتي أجبرت الرئيس ويلسون على الانضمام إلى الحرب من أجل السلام "الأمن من أجل الديمقراطية" [2]. على الرغم من أن هذا القرار تسبب في وقت لاحق في مناقشة لم يسبق لها مثيل على مستوى البلاد، وكانت النتيجة توحيد التشريعات للحياد الأمريكي (1935).

 

ومع ذلك، كان ويلسون هو من وضع مبادرة، السابقة من نوعها  لمناقشة توجه السياسة الخارجية. بعد خطابه الغير موفق في مجلس الشيوخ لصالح فكرة إنشاء عصبة الأمم  (1919)، زار كل أنحاء البلاد للدعاية للانضمام إلى هذه المنظمة الأممية الا ان الفكرة لم تحقق نجاح.

 

كان إنضمام الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية مدفوعًا بسبب: الهجوم الياباني والحرب التي أعلنتها ألمانيا. رغم أنه في انتخابات 1940، استبعد فرانكلين روزفلت المشاركة الأمريكية في الحروب الخارجية. لكن في أغسطس 1941، أوضح روزفلت مطالب أمريكا بالقيادة الأخلاقية والمسؤولية عن الشؤون العالمية. الحديث هنا عن الميثاق الأطلسي، الذي أصبح أساسا للأمم المتحدة.

 

كانت النتيجة الحتمية للإنتصار في الحرب العالمية، تعزيز احتكار أمريكا للقنبلة الذرية، واحتواء التوسع الشيوعي كعبئ اضافي في مسؤوليتها العالمية. وهكذا بدأت الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، التي أعلنها هاري ترومان، الرئيس الذي لم ينتخب لهذا المنصب [أصبح ترومان رئيسا للدولة الأمريكية في 12 أبريل 1945 بعد وفاة روزفلت المفاجئة، نائب الرئيس القادم].

 

لكن في الانتخابات الرئاسية لعام 1948، حصل الأمريكيون لأول مرة على فرصة التعبير عن موقفهم من السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة، حيث صوتوا لصالح البرنامج البديل المقدم من زعيم الحزب التقدمي، نائب الرئيس الأمريكي السابق هنري والاس. وهذا كان الحزب الثالث، الذي نشأ لأول مرة بسبب خلافات السياسة الخارجية.

 

ومع ذلك، فقد توجت الانتخابات الأولى بعد الحرب بانتصار غير متوقع لترومان، والتي أجريت في خضم الحصار السوفيتي على برلين الغربية.  وهناك حقيقة واحدة، هي وجود عقيدة مناهضة للسوفيت، والتي أصبحت عنصرا أساسيا في السياسة الخارجية، شاركها كلا الحزبين في الكونغرس، بما في ذلك السناتور روبرت تافت،  المنافس الحقيقي لترومان. أصبح ترومان أول رئيس خصص بالكامل خطاب تنصيبه لبرنامج السلام والحرية في سياسة أمريكا الخارجية ومناهضته للشيوعية.

 

في عام 1949، صادق مجلس الشيوخ على معاهدة ترومان الخاصة بحلف شمال الأطلسي. وهكذا، دخلت الولايات المتحدة ، وفقًا لهنري كيسنجر، لأول مرة في تاريخها في تحالف وقت السلم، والذي أصبح "حجر الأساس لنظام دولي جديد تحت رعاية أمريكا "[3].

 

من تلك اللحظة، تسمى السياسة الخارجية للولايات المتحدة بـــ "عقيدة ترومان"، والتي تُستبعد من خطاب الحملات الإنتخابية الرئاسية.

 

انتخابات 2020: إلى أين ستتجه أمريكا؟

كليمنت أتلي وهاري ترومان وجوزيف ستالين في مؤتمر بوتسدام / Public Domain

 

بطبيعة الحال، فإن "عقيدة ترومان" انطلقت من أولوية المهام الحيوية في السياسة الخارجية وبنيت على النموذج الأبوي للهيمنة والزعامة الأمريكية.

 

للسياسة، ناتج منطقي قاسي خلفته الحرب الباردة. وبالتالي، البرنامج الغير مسبوق في المساعدات، أمريكا تستحوذ على نصيب الأسد من الإنفاق العسكري لحلف الناتو، و تقدمها لحلفائها كفوائد ومزايا اقتصادية. وهكذا أصبحت الولايات المتحدة متزعمة ومهيمنة على العالم الحر، غير مستفيدة، لكن مدافعة غير أنانية عن المصالح الاستراتيجية للغرب ككل.

 

من الأبوية إلى القومية

 

لقد كان لـ "عقيدة ترومان" فوق الحزبية، تأثير قوي على تشكيل فلسفة عدة أجيال من السياسيين الأمريكيين، الذين اعتمدوها كحتمية جيوسياسية لا تهتز. لقد أصبح مفهوم عظمة أمريكا قيمة سياسية دستورية، وأصبحت القيادة المسؤولة هدفًا. في حين أن السياسة الأبوية هي أداة جيوسياسية لتحقيقها. ومع ذلك، حتى بعد انتصار "عقيدة ترومان" على "عقيدة بريجنيف"، ظلت الولايات المتحدة على نموذج السياسة الأبوية التقليدية.

 

عاجلاً أم آجلاً، كان من المفترض أن يظهر هذا التناقض على السطح السياسي.

 

ماذا حدث في انتخابات عام 2016. هنا، وللمرة الأولى، لوحظ التناقض الخطير بين المصالح الاقتصادية الحالية للناخبين المتأثرين بالشعبية الوطنية والمصالح طويلة الأجل للأمة الأمريكية - زعامة امريكا للعالم.

 

ونتيجة لذلك، تلقى البرنامج القومي لدونالد ترامب دعما واسع النطاق. بعد انتخابه في الذكرى السبعين لبداية الحرب الباردة، أصبح ترامب أول رئيس للولايات المتحدة يرفض السياسات الأبوية التي فقدت أهميتها السابقة.

 

انتخابات 2020: إلى أين ستتجه أمريكا؟

Gage Skidmore, CC BY-SA 2.0

 

ربط الرئيس ترامب لأول مرة السياسة الخارجية بحل المشكلات الداخلية، مع الوفاء بوعود حملته الإنتخابية بتوفير فرص عمل واسعة النطاق، وتخفيض الضرائب.

 

بدأ ترامب بمراجعة أعمال غير مسبوقة للسياسات السابقة: مراجعة أو رفض جميع الاتفاقيات غير المربحة؛ مكافحة الحمائية الأجنبية من أجل تحفيز النمو الاقتصادي؛ تحفيز إعادة رؤوس أموال الشركات الأمريكية؛ التغييرات في أولويات سياسة الموازنة من المشروعات الدولية والمساعدات الخارجية إلى تطوير المؤسسات الداخلية؛ تخفيض النفقات غير الفعالة وغير العادلة المرتبطة بالمشاركة في المنظمات الدولية والعقود.

 

ومن هنا كان نهج ترامب في برنامج شراكة المحيط الهاد ، واتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة، واتفاقيات باريس بشأن المناخ والتجارة عبر المحيط الأطلسي؛ عضوية الولايات المتحدة في اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

 

رفضًا للتربية الأبوية الغير محدودة في السياسة العسكرية، شرع ترامب في تحويل دور الولايات المتحدة كــــ "شرطي عالمي مجاني" في مصلحة البلدان الأخرى إلى شرطي مدفوع الأجر. وقد حصل بالفعل على موافقة شركاء الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي.

 

ومع ذلك، فإن سياسة فرض الغاز المسال الأمريكي الباهظ الثمن على الاتحاد الأوروبي، للحد من اعتمادهم على الطاقة الروسية، قد تعارضن مع مصالح الاتحاد الأوروبي. علاوة على ذلك، من خلال معارضة إنشاء خط أنابيب الغاز السيل الشمالي - 2، فإن الولايات المتحدة، من المفارقة، تعرض للصين، التي تستهلك الغاز الروسي الرخيص، مزايا تنافسية مقارنة مع الاتحاد الأوروبي. ونتيجة لذلك، بدأ الاتحاد الأوروبي في مناقشة إمكانية إلغاء الدولار من حساباته للحصول على إمدادات الطاقة الروسية.

 

وفي نفس الصف يكمن موقف ترامب بشأن الصفقة النووية مع إيران، خلافًا لمصالح فرنسا وإنجلترا وألمانيا. علاوة على ذلك، تفاقم الصراع مع إيران تداخل مع التدهور الغير مقبول في العلاقات مع تركيا ، بؤرة الناتو المسلمة .

 

من الطبيعي، ان تسبب سياسة ترامب انتقادات حادة. إنه متهم بعدم وجود استراتيجية سليمة للسياسة الخارجية. في حين أن الطبيعة المتناقضة لأفعاله يفسروها بأنها لا تنبع من المفاهيم والعقيدة، ولكن من تجربة براغماتي - رجل أعمال، وليس مثقلة بالتقديس لتقاليد مؤسسة واشنطن والسياسة الدولية.

 

انتخابات 2020: إلى أين ستتجه أمريكا؟

دونالد ترامب وزعيم الحزب الشيوعي الفيتنامي نجوين فو تشونج ، فبراير 2019 / Public Domain

 

في الواقع، يبدو للوهلة الأولى أنه من المفارقات أن ترامب ذهب إلى إشعال حرب تجارية على "الجبهات الثلاث": مع حلفاء أمريكا وخصومها - الصين وروسيا، دفعهم إلى إحياء "الكتلة الصينية السوفيتية" كرها.

 

ولكن هل الحرب التجارية مع الصين هي رهان على "الحرب الخاطفة"؟ أم أنه قرار متعمد بشأن معركة لا يستطيع فيها أي من الطرفين الفوز بانتصار ساحق؟

 

ربما تكون هذه هي الخطوة الأولى نحو فهم المشكلة التي كتب عنها بجيزينسكي: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كانت للولايات المتحدة فرصة فريدة للعب دور نشط في تطوير الشكل الدولي لأوروبا وآسيا بهدف ملئ الفراغ الناشئ بعد اختفاء الكتلة الصينية السوفيتية التي هيمنت على القارة. لقد أضاعت أمريكا هذه الفرصة، لذا الآن تنفيذ نفس المهمة سيكون في ظروف أكثر صعوبة بالنسبة لها .

 

من الواضح تماما اليوم أن الولايات المتحدة سيكون لها منافسة طويلة الامد مع جمهورية الصين الشعبية، والتي أحتلت مكان الاتحاد السوفياتي في المواجهة مع أمريكا. في حين أن الوضع الاستراتيجي في أواخر الستينيات، اعتمدت أمريكا على الصين لاحتواء الاتحاد السوفيتي ، وهذا الوضع تغير اليوم عكس ذلك تمامًا.

 

"انتخابات 2020" وانتخاب ترامب؟

 

ولكن مهما كان الأمر، فإن "ترامب هو واحد من تلك الشخصيات التاريخية التي تظهر في بعض الأحيان وكأنه يشير إلى نهاية حقبة ويجعلها جانباً بذريعة ان الزمن قد عفى عليها. هذا لا يعني بالضرورة أن ترامب نفسه يعرف هذا أو أنه يدرس نوعًا ما من البدائل العظيمة" [5].

 

توصيف هنري كيسنجر، يترك مسألة ظاهرة الرئيس ترامب مفتوحة. وقد يتضح أن تصرفات ترامب في السياسة الخارجية بمثابة "استطلاع في المعركة" المتعمد في جميع الجبهات. اختبار قوة العناصر الهيكلية لشكل النظام العالمي الذي شُيد في القرن العشرين. سواء كان هذا صحيحًا أم لا، فإن موقف ترامب من زعامة الولايات المتحدة للعالم سيظهر ان السياسة الخارجية هي من أولويات برنامجه الانتخابي.

 

علاوة على ذلك، فإن المراسيم حول القيم غير المشروطة لحلف الناتو والحاجة إلى تعزيز تضامن شمال الأطلسي - الهيكل الداعم للمجتمع الغربي، لن تكون كافية بعد الآن. لأن الوضع الاستراتيجي المتغير جذريًا في العالم يتطلب إنشاء ضوابط وتوازنات كافية لضمان توازن وتعادل مراكز القوى.

 

نحن نتحدث، على حد تعبير بجيزينسكي، عن خلق "غرب موسع وأكثر نشاطًا"[4] ينشر تأثيره خارج الهياكل التي أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين وهنا، لأسباب موضوعية، من المستحيل تجاوز العامل الأوراسي لروسيا. لهذا ترامب يعتبر السياسي الذي يمكن أن يثير مسألة العلاقات مع روسيا في سياق جغرافي استراتيجي جديد. الحديث يدور حول الحلول والقرارات التي ستكون حاسمة  بالنسبة لاستراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة، لإعادة تخطيط هيكل النظام العالمي الحالي.

 

يمكن أن يكون الحل بهذا المستوى  "اتفاق المحيط الهادئ" بين الولايات المتحدة واليابان وروسيا في مجال الأمن والتعاون الاقتصادي. ويقصد من ذلك، أنه في إطار هذه العملية السياسية، سيتم إبرام معاهدة سلام بين روسيا واليابان لحل مشكلة جزر الكوريل المتنازع عليها جذريا.

 

وبالتالي، ستلعب الولايات المتحدة دورًا تاريخيًا في اختتام الحرب العالمية الثانية وفي حل مشكلة الاراضي والأكثر أهمية  لليابان، الحليف الاستراتيجي لواشنطن في آسيا.
ناهيك عن الآفاق الجيو- استراتيجية للتعاون في إطار اللجنة الحكومية الدولية الثلاثية  بشأن التنمية المشتركة لجزر كوريل ومناطق روسيا في المحيط الهادئ.

 

انتخابات 2020: إلى أين ستتجه أمريكا؟

كيم جونغ أون ودونالد ترامب / Public Domain

 

بطريقة أو بأخرى، سوف تجيب الانتخابات الرئاسية الأمريكية على السؤال: هل روسيا شريك مرغوب فيه أم خصم غير مشروط لأمريكا؟ الإجابة ستكون ذات أهمية مبدئية لرسم عقيدة السياسة الخارجية للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين.

 

الى قبل بدء الحملة الرئاسية الأمريكية، يتعين على روسيا أيضًا اتخاذ قرارها التاريخي.

 

في عام 2020، ولأول مرة منذ 70 عامًا، ستُجرى الانتخابات الأمريكية في ظل ظروف تزامن غير طبيعية مع المشاعر المعادية لأمريكا في العالم مع زيادة تعاطف الأمريكيين مع أفكار الانعزالية. ولكن ماذا سيحدث للعالم إذا تخلت أمريكا عن دورها العالمي؟ كيف ستصبح الأمم المتحدة بدون الولايات المتحدة؟ ومن سيحل محلها في مجلس الأمن؟

 

ما هو النظام الذي سيتم إنشاؤه في عالم متعدد الأقطاب يتجاوز "حدود عقيدة مونرو"؟

 

انتخابات 2020: إلى أين ستتجه أمريكا؟

Public Domain

 

إن الإجابة على هذا السؤال سبق أن قدمها تاريخ العالم متعدد الأقطاب في القرن العشرين مسجلا حربين عالميتين ولدتا في أوروبا المتحضرة.

 

ما الذي يجب توقعه من آسيا؟ هل ستتحول إلى "سوريا كبيرة"؟

 

الصراعات الحكومية والمحلية والدينية وعشرات الملايين من اللاجئين على أبواب أوروبا. وموجات الثورات الإسلامية، وتوحد الدول الإسلامية في حروبها مع إسرائيل، والتي ستصبح حتما نووية. وكذا التوسع الدائم لقائمة الدول النووية. وهذا سيناريو "متفائل". في حين أن السيناريو الكارثي يحدده النموذج التوسعي للتنمية في الصين، فإن الرغبة الجامحة تكمن في توسيع نفوذها وتعزيز قوتها. ومن هنا كان الاحتمال المحتدم لتفاقم التناقضات الصينية الهندية والباكستانية والهندية والروسية الصينية.

 

عاجلاً أم آجلاً، سوف تدخل هذه التناقضات في مرحلة الصراع العسكري مع استخدام الأسلحة النووية. نتيجة لذلك، ستقع موجات الهجرة غير المسبوقة على روسيا والاتحاد الأوروبي، مما يضع نهاية للهوية الأوروبية. وبالتالي، فإن المشكلة تكمن في أن الولايات المتحدة يمكن أن تحقق رغبتها في الانعزالية، لكنها ليست قادرة على عزل نفسها عن عواقب كارثة أوراسيا النووية والاقتصادية والإنسانية.

 

بهذا المعنى، يجب أن يحدد الناخبون الأمريكيون طوعًا أو لا إراديًا مصير العالم، الذي سيصبح حتماً مصيرهم.

 

المراجع:

 

1 - Brzezinski Zbigniew. Strategic Vision: America and the Crisis of Global Power
2 - President Wilson's Declaration of War Message to Congress
3 - Kissinger Henry. World Order
4 -  Brzezinski Zbigniew. Strategic Vision: America and the Crisis of Global Power
5 - Henry Kissinger. «Financial Times» interview. July, 20. 2018.

 


عبد الحكيم أحمدوفيتش سالتيجوف - دكتوراه في العلوم السياسية، رئيس تحرير نشرة الأمة الروسية. في 2004-2008 مساعد وزير الخارجية، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الروسية