Ru En

بوتين يجري مباحثات مع رئيس أوزبكستان في طشقند

٢٧ مايو

يواصل الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، زيارته إلى طشقند، حيث سيجري اليوم الإثنين 27 مايو/أيار 2024،  مباحثات شاملة مع نظيره الأوزبكستاني - شوكت ميرزيوييف.

 

بداية، من المتوقع أن يجري القادة محادثة ثنائية فردية مغلقة، ومن ثم، سيشرع الرئيسان بالمناقشات الموسعة التي يشارك فيها وفدهما، ويتضمن جدول الأعمال التعاون بين روسيا وأوزبكستان في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية وغيرها من المجالات، كما سيتم تناول القضايا الإقليمية.

 

ومن المقرر أن يتم التوقيع على مجموعة كبيرة من الوثائق في ختام المحادثات، وهناك احتمال أن يدلي بوتين وميرزيوييف بتصريحات للصحافة عقب المباحثات.

 

ومن المقرر أيضاً المشاركة في أنشطة أخرى، ومن الجدير بالذكر أن الرئيسين سيتحدثان في الاجتماع الأول لمجلس إقاليم روسيا وأوزبكستان. وقد وصل ثمانية عشر حاكماً روسياً إلى طشقند للمشاركة في هذا المنتدى.

 

وقد أكد الكرملين أن التعاون الأقاليمي بين البلدين يزدهر، حيث تتعاون أكثر من 80 منطقة روسية بشكل مباشر مع المناطق الأوزبكستانية، مما يؤدي إلى إقامة علاقات أفقية مستقرة ومتبادلة المنفعة، وتتصدر هذه العلاقات مناطق روسية: موسكو وسانت بطرسبورغ وتتارستان وأستراخان وإيفانوفو وموسكو وتشيليابينسك.

 

 

التعاون الاقتصادي

 

تتعاون موسكو وطشقند بشكل وثيق في مختلف المجالات، تعد روسيا أحد الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لأوزبكستان، حيث تمثل 15.5% من التجارة الخارجية للجمهورية (في المرتبة الثانية بعد الصين). وفي عام 2023، ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 11.5% ليصل إلى 9.7 مليار دولار (821.3 مليار روبل)، واستمر هذا النمو في الربع الأول من العام.

 

وتعد روسيا أيضاً مستثمراً رئيسياً في اقتصاد أوزبكستان، حيث تجاوزت الاستثمارات التراكمية 9.3 مليار دولار، كما تعمل حوالي 3000 شركة بمساهمة روسية في أوزبكستان، في حين تعمل حوالي 700 شركة برأس مال أوزبكستاني في روسيا.

 

وتعمل كل من موسكو وطشقند على مشاريع مشتركة كبرى في الصناعة، إذ تشمل هذه المشاريع بناء مصنع لتخصيب النحاس في مجمع المالك للتعدين والمعادن في منطقة طشقند، ومجمع الغاز والكيميائي في منطقة بخارى، وإنشاء مجمع معدني في رواسب خام الحديد تيبينبولاك.

 

ومن المشاريع المشتركة الهامة الأخرى بناء محطة للطاقة النووية في أوزبكستان صممتها روسيا. ويجري حالياً الاتفاق على معايير العقد العام للمحطة النووية، إلى جانب بناء محطة بها مفاعلات نووية صغيرة.

 

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت عمليات تسليم الغاز الروسي إلى أوزبكستان عبر كازاخستان، بقيمة 2.8 مليار متر مكعب سنوياً، ومن المتوقع أن يزداد حجم الولادات تدريجيا. وهذا، كما أشار الكرملين، من شأنه أن يعزز أمن الطاقة في أوزبكستان ومنطقة آسيا الوسطى بأكملها.

 

وتتعاون روسيا وأوزبكستان كذلك في مجالات أخرى. ففي سمرقند، يتم تشغيل الإنتاج المشترك للشاحنات الثقيلة مع كاماز. وفي عام 2023، افتتحت شركة "ششيلكوفو أغروشيم" أكبر مصنع في آسيا الوسطى لإنتاج منتجات حماية النباتات الكيميائية في منطقة سمرقند، وأصبحت شركة "ياندكس" أول خدمة نقل الركاب في أوزبكستان، كما يقوم "Sber" أيضاً بتنفيذ مشاريع رقمية.

 

 

التعاون الإنساني

 

العلاقات الثقافية والتعليمية آخذة في التوسع بين البلدين، ففي عام 2023، تم تنظيم أكثر من 30 حدثاً بنجاح في أوزبكستان في إطار مشروع "المواسم الروسية"، بما في ذلك الفصول التعليمية الرئيسية وعروض الأفلام والعروض المسرحية والمعارض.

 

كما يجري تنفيذ مشروع "الفصل!" الذي يهدف إلى تحسين جودة تدريس اللغة الروسية في أوزبكستان، ويتضمن ذلك إرسال معلمين روس إلى المدارس الأوزبكستانية وإعادة تدريب المعلمين الأوزبكيين بشكل شامل. وبحلول عام 2030، يهدف المشروع إلى تغطية جميع المدارس تقريباً (حوالي 10.000) و30.000 معلم. كما أن برنامج "الطفل" لتحسين التعليم قبل المدرسي باللغة الروسية هو أيضاً في مراحله النهائية من اتفاقية المذكرة المشتركة بين الإدارات.

 

وبشكل عام، تُستخدم اللغة الروسية بنشاط في أوزبكستان للتواصل بين الأعراق (يعيش حوالي مليون مواطن روسي في الجمهورية، ويتحدث 70%  من السكان اللغة الروسية)، علماً أنه يتم توفير التعليم باللغة الروسية في 862 مدرسة في أوزبكستان.

 

ويدرس حوالي 63 ألف طالب أوزبكستاني في روسيا، ويتلقى 14 ألف منهم التعليم المجاني من خلال الميزانيات الإقليمية، وتمت زيادة المنح الدراسية للعام 2023-2024 بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، يعمل 14 فرعاً من الجامعات الروسية (بما في ذلك جامعة "موسكو" الحكومية ومعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية) في أوزبكستان.

 

 

اتصالات رفيعة المستوى

 

تعد زيارة الرئيس الروسي الحالية إلى طشقند هي الرحلة الخارجية الثالثة التي يقوم بها منذ بداية ولايته الرئاسية الجديدة (بعد التنصيب في 7 مايو)، وتعتبر زيارة دولة، وهي أعلى مستوى من الناحية الدبلوماسية.

 

وكان الزعيم الروسي قد وصل إلى طشقند يوم أمس الأحد، وزار حديقة "أوزبكستان الجديدة" ووضع الزهور على النصب التذكاري لاستقلال الجمهورية.

 

هذا وكانت آخر زيارة  قم بها بوتين لأوزبكستان في سبتمبر/أيلول 2022 لحضور قمة منظمة "شنغهاي" للتعاون. وقد زار ميرزيوييف روسيا مرتين هذا العام: في فبراير/شباط الماضي لحضور افتتاح ألعاب المستقبل في عاصمة جمهورية تتارستان - قازان، وفي الثامن والتاسع من مايو الجاري لحضور قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (كزعيم دولة مراقبة)، كما زار الرئيس الأوزبكستاني موسكو الاحتفالات بيوم النصر.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا

المصدر: تاس