Ru En

نيبينزيا: كارثة " أبعاد توراتية " تتكشف في غزة

٣١ أكتوبر ٢٠٢٣

صرّح ممثل روسيا الاتحادية الدائم لدى الأمم المتحدة - فاسيلي نيبينزيا، متحدثاً في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أن كارثة إنسانية ذات أبعاد توراتية تتكشف حالياً في قطاع غزة، وذلك اليوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

وقال نيبينزيا: "حان الوقت لنطلق على الأشياء بأسمائها الحقيقية: كارثة إنسانية ذات أبعاد توراتية تتكشف في الأرض الفلسطينية المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة".

 

وأضاف الممثل الدائم: "وفقاً للمعلومات الواردة، تجاوز عدد القتلى في غزة 8 آلاف شخص، نصفهم من النساء والأطفال". وتابع أن أكثر من 2 ألف شخص تحت الأنقاض، وأصيب أكثر من 21 ألفا، وعدد المواطنين النازحين داخليا 1.6 مليون، بالإضافة إلى ذلك، لاحظ نيبينزيا خسائر كبيرة بين موظفي الأمم المتحدة في منطقة النزاع.

 

ووفقاً لـ نيبينزيا أيضاً فإن "هذه الأرقام الرهيبة تتزايد بالساعة. حيث نعرب عن امتناننا لجميع العاملين في المجال الإنساني على الأرض الذين يعملون في نهاية قوتهم في ظروف النقص الكارثي في السلع الأساسية، بما في ذلك الطبية، وكذلك مع مخاطر عالية للغاية على الحياة".

 

 

إمدادات المساعدات الإنسانية

 

أشار فاسيلي نيبينزيا إلى أن إسرائيل لا تزال تعوق إمدادات المساعدات الإنسانية الضئيلة بالفعل إلى قطاع غزة.

 

وقال في هذا الصدد إنه "في ظروف العمليات العسكرية الفعلية، لا تزال الاستجابة الإنسانية رمزية تقريباً، غذ لم تمر سوى 94 شاحنة عبر معبر رفح، المنفذ الوحيد من مصر، منذ 21 أكتوبر الجاري، ووفقاً للأدلة الواردة، تمنع إسرائيل حتى هذه الإمدادات الضئيلة. ونتيجة لذلك، هناك نقص حاد في كل شيء في هذا القطاع: المياه والوقود والغذاء والأدوية والناس خائفون ويائسون".

 

وأشار الدبلوماسي إلى أنه في غياب الاتصالات المتنقلة والإنترنت، فإن القطاع الفلسطيني معزول تماماً عن بقية العالم. قائلاً: "لا أحد يعرف على وجه اليقين ما يحدث هناك الآن. مثل هذا الحصار لا يزرع الذعر بين المدنيين فحسب، بل إنه يقوض بشكل مباشر عمل الخدمات الطبية وخدمات الإنقاذ، مما يعني أنه سيؤدي إلى خسائر مدنية جديدة. وللسبب نفسه، لم يتسن تنسيق مرور القافلة الإنسانية التالية عبر حاجز رفح في 28 أكتوبر. نحن ندين بشكل قاطع مثل هذه الأعمال، خاصة في حالة تم فيها، بعد قطع الاتصالات، تنفيذ أقوى الغارات الجوية على القطاع منذ بداية التصعيد".

 

وبحسب ممثل روسيا الدائم إنه "في 28 أكتوبر، بقرار من القيادة العسكرية والسياسية لإسرائيل، شنت القوات المسلحة متجاهلة الموقف الذي عبر عنه المجتمع الدولي بوضوح في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم تبنيه في اليوم السابق، عملية عسكرية برية في قطاع غزة. وبعد الضربات الأشد، بدأ الجيش الإسرائيلي في دخول أراضي غزة من عدة اتجاهات. حيث تصف السلطات الإسرائيلية أفعالها بشكل مختلف: توسيع العملية، لكن الحقيقة ليست كذلك، ولكن على الرغم من رد الفعل القاطع في العالم، بدأت التنفيذ العملي لخططها لتنظيف القطاع".

 

 

الحاجة إلى وقف التصعيد

 

كما أكد الممثل الدائم الروسي لدى الأمم المتحدة أن وقت اتخاذ أنصاف الإجراءات في الشرق الأوسط قد مضى بالفعل، وأن التوقفات الإنسانية لن تساعد في التخفيف من الوضع المتأزم.

 

وأوضح: "لقد مر وقت الإجراءات النصفية والنداءات المبسطة الفاترة، ولن تساعد أي فترات توقف إنسانية. كما أنه لا يمكن تقديم المساعدات الإنسانية في خضم الأعمال القتالية على الأرض. آمل أن يفهم الجميع هذا".

 

وقال فاسيلي نيبينزيا إن "المهام ذات الأولوية للمجتمع الدولي اليوم هي وقف إراقة الدماء وتقليل الأضرار التي تلحق بالسكان المدنيين وتحويل الوضع إلى قناة سياسية ودبلوماسية".

 

كما شدد الدبلوماسي الروسي على أهمية تعزيز الخطوات الجماعية الرامية إلى استئناف عملية مفاوضات كاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيراً الى أن "روسيا تبذل في الوضع الحالي جهوداً مكثفة لتهدئة الوضع على الأرض، بهدف التوصل إلى تسوية مبكرة للأزمة. من الضروري وقف إطلاق النار فوراً وتوفير ممرات إنسانية من أجل تقديم المساعدة بشكل عاجل لجميع المحتاجين".

 

 

حول موقف الولايات المتحدة

 

إلى ذلك أعرب ممثل روسيا الدائم لدى هيئة الأمم المتحدةعن اعتقاده بأن مجلس الأمن الدولي كان مشلولاً في الواقع بسبب موقف واشنطن من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والولايات المتحدة جنبا ًإلى جنب مع إسرائيل تريد حل المشكلة الفلسطينية عن طريق إبادة سكان قطاع غزة.

 

وقال: "بسبب الموقف الأمريكي، أصيب مجلس الأمن بالشلل بالفعل ولم يتمكن بعد من تبني قرار بمطلب عاجل لوقف إطلاق النار. لقد خرجنا مرتين بمبادرات مماثلة، لكن واشنطن تل ابيب لديهما خطط مختلفة تماماً لإبادة سكان غزة أو إخراجهم من القطاع، واستيعاب بقية السكان الفلسطينيين في إسرائيل من أجل حل المشكلة الفلسطينية بهذه الطريقة".

 

وأشار الدبلوماسي أيضاً إلى أن إسرائيل "تتجاهل بتحد رأي الأغلبية الساحقة من أعضاء الأمم المتحدة، بما في ذلك العديد من الدول الغربية، بشأن الحاجة إلى وقف العنف".

 

هذا وصوتت الولايات المتحدة في مجلس الأمن هذا الشهر ثلاث مرات ضد مشاريع قرارات بشأن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ورفضت مرتين الوثائق الروسية وعرقلت مشروع قرار برازيلي مستخدمة حق النقض الـ "فيتو"، وقامت بتبرير ذلك بغياب بند حول حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، ومن ثم اقترحت واشنطن مشروعها على مجلس الأمن الدولي، لكنه لم يتضمن بندا لوقف فوري لإطلاق النار.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Zuma\TASS

المصدر: تاس