يقام معرض "الإسلام في تاريخ منطقة الفولغا السفلى"، المكرس للذكرى السنوية ال 1100 لاعتناق الإسلام من قِبَل بولغار الفولغا وسنة الفنون الشعبية والتراث الثقافي غير المادي للشعوب في روسيا في محمية متحف أستراخان.
من 30 سبتمبر/أيلول إلى 30 أكتوبر/تشرين الاول، تمكن سكان أستراخان وضيوف المدينة من التعرف على المعارض التي تحكي تاريخ الإسلام الإقليمي. والمشروع مدعوم من مؤسسة تاريخ الوطن الأم.
على موقع المتحف على الإنترنت قدم القائمين على المشروع نسخة افتراضية من المعرض بحيث يتمكن الجميع من "زيارته" عبر الإنترنت بعد 30 أكتوبر/تشرين الاول.
تم جمع أكثر من 40 معرضاً في المعرض في مجالات مختلفة منها "علم الآثار" و"الفنون الزخرفية والتطبيقية" و"فنون تشكيلة منن المعدن و الخشب"، "كتاب نادر". أيضاً المجوهرات والألواح والأطباق من القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وكذلك الكتب التي كانت تتداول بين مسلمي أستراخان، وصور المساجد والناس.
يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول استضاف المتحف المؤتمر العلمي والعملي الرابع عشر لعموم روسيا "قراءات أستراخان المحلية للتقاليد"، حيث تم تقديم طبعة مخصصة لمشروع المعرض و معرض "الإسلام في تاريخ منطقة الفولغا السفلى". حضر هذا الحدث المؤلف و المؤرخ المستشرق الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم التاريخية أستاذ الأكاديمية الروسية للعلوم - إيليا زايتسيف. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تقديم لأول مرة في للنقاش العلمي طبعات فريدة من نوعها من القرن السادس عشر - أوائل القرن العشرين.
ظهر الإسلام في المنطقة في القرنين الثامن والعاشر وكان موجوداً في فترة القبيلة الذهبية، التي حكمت المنطقة حينها وظل الاسلام الدين الرئيسي للسكان المحليين، وخاصة التتار. اما بعد ضم خانات أستراخان إلى روسيا في عام 1556 فقد تجاوز عدد المسلمين في مقاطعة أستراخان نسبة 30٪ من إجمالي تعداد السكان.
كان اغلب تتار أستراخان مسلمين سُنة ولكن هناك ايضاً مساجد في المدينة بناها الشيعة، كما كان لثقافة الأتراك العثمانيين تأثير كبير على تطور الإسلام.
بعد الغزو المغولي أصبحت مدينة أستراخان مركزاً للتجارة على امتداد طريق الحرير التجاري المارر عبر إيتيل السفلى (منطقة الفولغا السفلى)، التي شكلت الأراضي الوسطى لدولة للقبيلة الذهبية الذي كان يهيمن عليه خانات نوغاي والقرم الذين أرادوا توسيع هيمنتهم نحو منطقة الفولغا السفلى. هذا الوضع زعزع استقرار الخانات ومنعها من تعزيز موقفها. شكل خان أستراخان، خوفاً من جيرانهم التتار الأقوياء تحالفاً مع دوقات موسكو الكبرى حينها أصبحت استراخان هدفاً جديدا للأمراء الروس الذين استولوا على خانات قازان في عام 1552، ومن ثم الاستيلاء على خانات أستراخان في عام 1556، والوصول إلى بحر قزوين. ونتيجة لذلك انتهت الهيمنة التركية العثمانية على المنطقة.
بفضل هذا التاريخ الغني للمنطقة في معرض "الإسلام في تاريخ منطقة الفولغا السفلى"، يمكنك العثور على آثار لمختلف الثقافات بسبب التنوع العرقي للمنطقة والأحداث التاريخية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية " روسيا - العالم الاسلامي"
الصورة: astmuseum.ru