يعيش أتباع الديانتين المسيحية والإسلامية في روسيا منذ قرون عديدة. علاوة على ذلك ، الجميع يعيشون في سلام و وئام ويساعدون بعضهم البعض ويساهمون في الوئام والسلام في المجتمع ككل. وهذا الانسجام والتفاهم المتبادل أصبح السمة المميزة لجمهورية تتارستان. لذلك، ليس من المستغرب أن يُفتتح في قازان في متحف التاريخ والدولة معرضا للأعمال الفنية للمشاركين في مهرجان رائف الفني "تواصل الثقافات".
عُرضت أكثر من 40 عملاً فنياً ابتكرها المشاركون في المهرجان والتي تحمل أفكار إنسانية عامة - الحب والرحمة والعطف وهي القيم الدينية الرئيسية للثقافات الأرثوذكسية والإسلامية في تتارستان.
المشاركون في مهرجان 2021 كانوا من الفنانين التشيكيلين من عدة مدن، من أودمورتيا ، ماري إل ، موسكو ، سانت بطرسبرغ ، نابريجني تشيلني وقازان ، بالإضافة إلى الأشخاص الموهوبين ذوي الإعاقة من تتارستان. عرض كل منهم نتائج أعماله الفنية على لوحين و يرمزان لعالمين – عالم المسيحية وعالم الإسلام. تتحد أعمال كل فنان في شكل ثنائي، مما يرمز إلى الارتباط الذي لا ينفصم بين الثقافات ومصدرها المشترك و بدايتها المشتركة.
وبحسب إحدى المشاركات في المشروع، الفنانة ألفيا إلياسوفا، فإن اهمية مهرجان رائف الفني "تواصل الثقافات" تكمن بأنه عبارة عن مختبر و دراسة لمجتمع الثقافات الإسلامية والمسيحية وهما من الثقافات الرئيسية في تتارستان.
وقالت ألفيا إلياسوفا :"بدأنا إظهار وابراز المهرجان عام 2019 و أقيم لأول مرة عام 2020 وجمع 23 فنانا من جميع أنحاء روسيا. درسنا لمدة أسبوعين التراث الديني والثقافي لتتارستان: قمنا بزيارة المتاحف وكرملين قازان ومدينة بولغار وتحدثنا مع رجال الدين والموجهين. في النتيجة أنشأنا مثل هذا المحتوى المرئي والمكون من أعمال احتوت على من جزأين - مسيحي وإسلامي".
ومن أعمالها بدأ المعرض، حيث قدمت الفنانة الملاك جبريل عليه السلام (جبريل في الأرثوذكسية) إلى المشاهد للتقدير وأظهرت كيف تُرى الشخصية نفسها من منظور الثقافة والإسلام وامسيحية.
وأضافت المشاركة في المهرجان"بشكل عام هذا الموضوع جديد والمشروع فريد وهذا لم يحدث أبدًا في روسيا. وكانت أمامنا مهمة صعبة. نتحدث كثيرًا عن القواسم المشتركة بين الثقافات ولكن أين هذه القواسم المشتركة، وكيف نراها. هذا ما حاولنا إظهاره من خلال عملنا الفني. في عملية البحث، اتضح ما هو مشترك بيننا جميعا، بين الإسلام والأرثوذكسية، ما هي الأولوية لدى الجميع. وهذا هو الحب. الحب هو أساس كل الثقافات الدينية. لذلك ، أقيم مهرجاننا الثاني تحت شعار "الحب والرحمة أمر مشترك في الثقافات الدينية".
وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان لا يقتصر على إنشاء لوحات فنية فحسب، بل يحمل أهمية اجتماعية كبيرة. في الواقع، و في عملية إعداد الأعمال، بدأ المشاركون في التواصل بشكل أكبر مع فئات مختلفة من المجتمع – ومنهم المعاقين ، أولئك الذين وجدوا أنفسهم في مواقف حياتية صعبة. وهكذا، زار الفنانون مركز إعادة التأهيل في المعبد في رائف ومؤسسة "ياردم" الخيرية وتحدثوا كثيرا مع الأطفال واقاموا دروس مهمة رئيسية. كل هذا يشير إلى أن الفنانين اليوم يتجاوزون ورش عملهم ويصبحون القنوات التي يحتاجها مجتمعنا بشدة .
تهتم ألفيا إلياسوفا بالأساطير الإسلامية منذ 30 عاما وحتى نشرت كتاب "صور من الأساطير الإسلامية" عام 2018 ، والذي يعرض سلسلة رسوماتها ولوحاتها. على حد تعبيرها، دخلت ألفيا إلياسوفا هذا المجال لأول مرة في التسعينيات ، عندما قرأت القرآن والإنجيل وأدركت أن كلا الكتابين المقدسين مصدرهما واحد.
وشاركت إلياسوفا "عندما قدمت في أحد معارضي عملاً مخصصًا لمريم ، فوجئ بعض المشاهدين بأن مريم في الأرثوذكسية ومريم في الإسلام لهما نفس الشخصية. ثم أدركت أننا بحاجة إلى التحدث عن هذا ، نحتاج إلى التحدث عن قواسمنا المشتركة، لأن لدينا الكثير من القواسم المشتركة أكثر من الاختلافات. وإذا انتبهت لأعمالنا المعروضة في إطار المعرض ، يمكنك أيضًا رؤية السمات المشتركة - لون واحد وعناصر متشابهة. لقد أصبح هذا المعرض نوعًا من الكتب المدرسية ، والذي كان مفيدًا للفنانين أنفسهم".
إلميرا جافياتولينا