للعام الثاني على التوالي، يواجه المسلمون في جميع أنحاء العالم قيودًا معينة خلال شهر رمضان المبارك. في بعض الدول، يتم إغلاق المساجد من جديد، مما يعني عدم إقامة صلاة التراويح ولكن في بعض البلدان يستأنف الإفطار الجماعي المشترك وتعود الحياة تدريجياً ولكن وفقًا لشروط ضرورية يجب الالتزام بها.
لذلك، على سبيل المثال، تم فرض الحضر من جديد في باكستان. يحث الأئمة المسملين على التقيد الصارم بالإرشادات الصحية التي تحددها الحكومة والعاملين في المجال الطبي. معظم الأسواق ومراكز التسوق في البلاد مغلقة، أما أسواق الخضار والفاكهة مفتوحة.
بعض الاحترازات والقيود تم الغائها في مصر - حيث تم إلغاء حظر التجول هذا العام. في بعض المساجد المصرية تقام صلاة التراويح، ولكن مع الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي. قدمت وزارة الأوقاف مجموعة من الإرشادات للمسؤولين حول كيفية ضمان سلامة أداء الصلاة. يتم بث الصلاة في المساجد على الهواء مباشرة، بحيث يمكن متابعتها من المنزل. كما يتم بث المحاضرات والخطب الدينية عبر الإنترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي المغرب تقرر تمديد فترة حظر التجوال وتقليصه في تونس. أما الحكومة الأردنية تعاملت بليونة مع نظام الحجر الصحي بحيث سمحت للمواطنين بالترد على المسجد مرتين في اليوم - عند الفجر وعند الغسق.
أما في تركيا الوضع صعبا : بسبب الزيادة الحادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال شهر رمضان، تم فرض قيود صارمة مرة أخرى. حيث كانت قد اتخذت تركيا تدابير مماثلة العام الماضي في مواجهة تفشي الفيروس. كما أعلنت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان إعادة فرض قيود على مستوى البلاد في عطلات نهاية الأسبوع. الآن، تم إغلاق جميع المقاهي والمطاعم ومنع الصائمين من التجمع لتناول الإفطار كما تم حضر إقامة صلاة التراويح في المساجد.
تتخذ العديد من التدابير، قبل الإفطار بثلاث ساعات على الأقل، منها زيادة عدد وسائل النقل العام لمنع الاختناقات المرورية المحتملة. ستواصل السلطات مراجعة وإنفاذ التعليمات الصحية والوبائية التي تهدف إلى ضمان التباعد الاجتماعي ومنع الازدحام في المحلات التجارية والأسواق الشعبية.
في المملكة المتحدة، بدأ مشروع الخيمة الرمضانية، الذي يستضيف إفطارًا مجانيًا في الهواء الطلق خلال شهر رمضان، في تنظيم وجبات إفطار افتراضية، يقوم خلالها المتحدثون البارزون والعلماء بالوعظ حول الموضوعات ذات الصلة. كما أطلقت المنظمة مشروعًا افتراضيًا غير عادي على الإنترنت، يتمثل جوهره في توحيد المسلمين، وإن كان ذلك عبر الإنترنت في هذا الشهر المقدس لجميع المسلمين. ومن بين الخدمات المقدمة وصفات السحور والافطار ومواعيد الصلاة وديكورات الأعياد المتنوعة. بالإضافة إلى ذلك، تشمل وجبات الإفطار عبر الإنترنت اختبارات قصيرة وورش عمل حرفية ومحادثات دينية.
في المملكة العربية السعودية، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية، يمكن فقط للأشخاص الذين تلقوا جرعتين من لقاح فيروس كورونا، أو تعافوا من الفيروس، أو تلقوا تطعيمًا واحدًا قبل أكثر من 14 يومًا من التردد على المسجد الحرام لاقامة الصلاة فيه . يجب تسجيل حالة التطعيم لكل شخص في تطبيق" توكلنا". ومن المعروف أيضًا أنه سيتم توزيع حوالي ثلاثة ملايين زجاجة من ماء زمزم على المؤمنين والزوار خلال شهر رمضان، أي حوالي 100 ألف زجاجة ماء يوميًا.
يتم تزويد كل فرد من المصلين بالتمر والماء لتناول الإفطار. يحظر تنظيم وتوزيع السحور ووجبة الإفطار على الأراضي المجاورة للمساجد . كما مُنع الاعتكاف - المكوث في المسجد عددًا من الأيام للعبادة. يذكر أنه في العام الماضي، أوقفت السعودية التراويح في المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة للحد من انتشار الفيروس.
في الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من الحظر العام الماضي، سمحت السلطات بتلاوة صلاة التراويح في المساجد، لكن "الخيام الرمضانية" ووجبات الإفطار الجماعية لا تزال ممنوعة منعا باتا. كما تم منع المطاعم من إقامة الإفطار في داخله وخارجه.
كما تم إلغاء صلاة التراويح الجماعية في آسيا الوسطى. ستقام الخطب بالإضافة إلى تقديم الإجابات على الأسئلة الأكثر إلحاحا خلال شهر رمضان عبر الإنترنت. لذلك، سيستمع سكان مدينة ألماتي إلى قراء القرآن على الشبكات الاجتماعية وعلى الموقع الرسمي للمفتي . تمت الإجابة على جميع الأسئلة المتعلقة بالصيام والعبادة في مركز الاتصال بالمسجد المركزي بالمدينة.
في إطار حملتي "هدايا رمضان المبارك" و "سلال الإفطار" ، التي يقيمها مسلمو كازاخستان، يمكن للجميع القيام بأعمال خيرية وإيصال سلال الطعام إلى منازل العائلات المحتاجة. يتم تنفيذ العمل هذا من خلال استقطاب المتطوعين وكذا طاقم المسجد . بالإضافة إلى ذلك، تقام في شهر رمضان محاضرات عبر الإنترنت على صفحات مساجد المدينة وفي الشبكات الاجتماعية للمساجد تحت عناوين: " تعلم إقامة الصلاة " ، " تعلم قراءة القرآن" ، "أهلا رمضان". "30 خطبة في 30 يوم" ومسابقات "منبر الإمام العام " بالاضافة الى مسابقات فكرية تربوية عبر الإنترنت ايضا.
أما بالنسبة لروسيا وعلى سبيل المثال في مناطق شمال القوقاز، لا توجد قيود معينة، وفي إقليم تتارستان، تقام مآدب الإفطار الجماعية في المساجد، ولكن بإجمالي عدد لا يزيد عن 100 شخص في المرة الواحدة. كما سيمر الإفطار الجمهوري التقليدي، والذي خضع العام الماضي لبعض التغييرات بسبب العزلة الذاتية الإلزامية. يقرؤون في مساجد تتارستان وصلاة التراويح ، مع مراعاة جميع الأعراف - بساط فردي ووارتداء الكمامات والإلتزام بالمسافة المحددة للتباعد الاجتماعي.
هل هناك تحول في إقامة الشعائر الدينية الأخرى بسبب جائحة كورونا
تحظى العشر الأواخر من رمضان بالتبجيل والمكرسة بشكل خاص للعبادة، حيث أنه خلال هذه الفترة نزل القرآن على النبي محمد. التاريخ الدقيق لليلة القدر غير معروف، لكنها من بين الليالي الفردية في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر. يختار بعض المسلمين العيش والنوم في مسجد خلال هذه الفترة (الاعتكاف) للتركيز فقط على علاقتهم مع الخالق سبحانه وتعالى . تخلت العديد من المساجد عن ممارسة الاعتكاف هذا العام.
صرح المجلس الإسلامي لبريطانيا العظمى أنه لا يوصى بتنفيذ الاعتكاف ، وأنه من الضروري أيضًا إجراء تقييم للمخاطر مسبقًا في الأماكن المحتملة للاعتكاف. كما منعت وزارة الاوقاف المصرية المساجد من إقامة الدروس والندوات.
اعمال الخير وفيروس كورونا
جوهر شهر رمضان هو تقديم الصدقات ومساعدة المحتاجين. أدى ظهور الفيروس التاجي إلى فقدان الوظائف وشعر الكثيرون بتأثير الانكماش الاقتصادي. في العام الماضي، أبلغت عدة جمعيات خيرية عن زيادة في التبرعات. قبل الوباء، كان يتم تنظيم جمع التبرعات عادة خلال المناسبات الاجتماعية، مثلا بعد الصلاة أو في التجمعات الكبيرة أثناء الإفطار. ومع ذلك، اليوم أصبحت المنصات الخيرية عبر الإنترنت أكثر شيوعا هي طريقة ملائمة لمساعدة الآخرين.
خلال شهر رمضان من المعتاد أيضًا المشاركة بنشاط في الحركة التطوعية لجمع السلال الغذائية وتوزيعها للمحتاجين.
توصيات منظمة الصحة العالمية لشهر رمضان
وضعت منظمة الصحة العالمية عدداً من الإرشادات الخاصة بشهر رمضان. بادئ ذي بدء، يشير الخبراء إلى أهمية اتخاذ الاحتياطات أثناء جائحة الفيروس التاجي، لأن خطر الإصابة لا يزال مرتفعًا.
حث الخبراء خلال شهر رمضان المسلمين على ارتداء وسائل الوقاية من قناع وقفازات، وكذلك عدم نسيان تطهير الأيدي. ويفضل عقد جميع الفعاليات العامة في الهواء الطلق مع عدد محدود من المشاركين ولمدة زمنية محددة. عند السفر، يجدر استخدام وسائل النقل الشخصية كلما أمكن ذلك. يجب على أولئك الذين يشعرون بتوعك تجنب الأماكن المزدحمة والبقاء في المنزل. يجدر أيضًا الإهتمام بالأشخاص المعرضين للخطر، أي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والذين يعانون من أمراض مزمنة.