يوجد اليوم في روسيا نظام متكامل للحصول على التعليم الديني، يبدأ بدورات في المساجد والمدارس الدينية وينتهي بالأكاديمية الإسلامية البولغارية. على عكس المدارس الدينية القديمة، لا تزال الأكاديمية التي تقع في مدينة بولغار القديمة، مؤسسة تعليمية حديثة العهد تقوم بتأهيل أساتذة وماجستير في العلوم الإسلامية. ولمعرفة المزيد عن ذلك التقينا مع القائم بأعمال عميد أكاديمية بولغار الإسلامية الأستاذ/ أينور تيميرخانوف وحدثنا عن من يلتحق في الأكاديمية وكيف يتم الدفاع عن الأطروحات في مختلف المستويات العلمية وما هي مجالات الاهتمامات العلمية للطلاب؟
مهمة الأكاديمية - تأهيل علماء دين من الطراز العالمي
- أينور أخاتوفيتش،أهلا وسهلا بكم في حورانا هذا! المعروف انكم توليتم مؤخرًا منصب عميد الأكاديمية الإسلامية البولغارية، هل ممكن نعرف ولو قليلا عن سيرتكم الذاتية ؟
- ولدت وترعرعت في عائلة من فئة العمال البسطاء في قرية "إيكشورما القديمة" بمنطقة سابينسكي. والدتي من قرية ساتيشيفو التي تشتهر بمدرستها، التي بنيت في القرن الثامن عشر والقرية نفسها تأسست في فترة خانات قازان. من الواضح أن هذه الحقيقة أثرت بطريقة ما على أسلوب حياة جدتي من جهة والدتي - زُهرة. كانت متدينة للغاية ودائمًا كانت تٌقيم الصلوات وتدعو الى الخالق. أعتقد أن الله سبحانه قد حدد مثل هذا المصير وأنني أيضا وجدت نفسي في مجال وثيق الصلة بخدمة الإسلام وأنا مبسوط وسعيد وأحمد الله سبحانه وتعالى على هذا المصير.
في عام 1996 ، تخرجت من القسم الأنجلو- عربي بكلية اللغات الأجنبية وحصلت على مرتبة الشرف من معهد قازان التربوي الحكومي . ودرست اللغة التركية بشكل طوعي واختياري. في عام 1992 ، أتيحت لي الفرصة لحضور تأهيل في تركيا، حيث تلقيت دورات دراسية مكثفة للغة التركية في مدينة سامسون في مركز تعليمي لمدة 3 أشهر. في 1994- 1995درست في مصر حيث حضر دورات في اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة الأزهر. كما أكملت مستويين من دراسات اللغة الإنجليزية في المركز الثقافي البريطاني هناك. أنا سعيد جدا لأن العديد من الأطفال من بين التتار والجنسيات الأخرى من روسيا، الذين التقيتهم آنذاك، تخرجوا من الجامعة نفسها وأصبحوا منذ سنوات عديدة شخصيات بارزة ومرموقة في الجالية المسلمة في روسيا.
- في كانون الأول/ ديسمبر تم تعيينك في منصب نائب عميد الأكاديمية للأنشطة العلمية، وفي هذا العام أصبحت عميدا للأكاديمية. ما الذي تغير خلال هذا الوقت؟ وماذا انجزتم خلال هذه الفترة؟
- في البداية، كان عملي مرتبطًا بعدة اتجاهات. أولاً، لقد ضمنت التمثيل المستمر لقيادة الأكاديمية في بولغار، حيث تجري العملية التعليمية الرئيسية بأكملها، طوال حياة المؤسسة التعليمية. سمح لي هذا بالاجتماع لأكثر من مرة، والتواصل مع المعلمين، خصوصا الأجانب وكذا مع الطلاب الأجانب. بطبيعة الحال، نتواصل باللغة العربية دون مترجم، وهو أمر مهم جدًا لإقامة علاقات دافئة وموثوقة على المستوى الشخصي وهذا مهم للغاية عند التواصل مع ممثلي الشرق.
كل عام، كما تعلمون، يزور الأكاديمية العديد من الوفود من مختلف المستويات، بما في ذلك من الدول الاجنبية. خلال تلك الفترة، استقبلت أكثر من عشرة وفود وعرفتهم على الأكاديمية وعملها وأجريت حوارات ومن خلال هذه الاجتماعات، تم إرساء الأسس لمزيد من التعاون المشترك الناجح.
- منصب عميد لأكاديمية إسلامية فريدة ووحيدة في روسيا يتحمل مسؤولية معينة، فما هي الأهداف التي وضعتموها أمامكم الآن؟
- تُحدد المهمة الرئيسية للأكاديمية على مستوى رئيس الدولة - تدريب الشخصيات الإسلامية المحترفة وعلماء الدين الذين يشكلون كادر نخبة المجتمع الإسلامي في البلاد. يجب أن يعتمد هذا التأهيل على تقاليد مدرسة الشريعة الإسلامية الوطنية، والتي تهدف أنشطة الأكاديمية إلى إعادة صياغتها وتطويرها. بطبيعة الحال، يجب فهم هذه التقاليد والتجربة التي امتدت لقرون من تطور الإسلام في بلدنا، والعلاقات بين الأديان، وبين الطوائف في فترات تاريخية مختلفة في أراضي منطقة أورال فولغا، وشمال القوقاز، مع الأخذ في الاعتبار حقائق ومتغيرات حياة العصر الحديثة واحتياجات المجتمع المسلم والبلد ككل. كل هذا معًا لتوفير الظروف لوحدة الأمة على أساس مدرسة الشريعة الإسلامية الروسية التقليدية، وتطوير نظام حديث متكامل متعدد المراحل للتعليم الإسلامي في روسيا.
أود أن أتحدث عن عمل مركز التراث الإسلامي الذي ظهر فيه كما قلت سابقاً مختبر لترميم المخطوطات ورقمنتها مجهز بأحدث المعدات. في المستقبل القريب، في خططنا استعادة أكثر من ثلاثمائة مخطوطة من مؤسستنا ووضعها في متناول التداول العملي والأبحاث العلمية.
من هو الطالب المثالي في الأكاديمية ؟
- ماهي المعاير التي على أي أساس يتم إختيار الطلاب للإلتحاق في الأكاديمية ؟ وما الذي يجب معرفته للدراسة فيها؟
- بشكل عام، عند قبول المتقدمين، نعمل بشكل أساسي مع كل الادارات الدينية والجامعات الإسلامية، ونقوم بنشاط حملة القبول. والقبول يعود اساسا إلى حد كبير إلى حل مسألة التوظيف لاحقا، وهو أمر مهم بالنسبة لنا كمثل أي جامعة علمانية.
كالعادة، قبل بدء امتحانات القبول، نُقيم المدرسة الصيفية، حيث تتاح للمتقدمين الفرصة للاستماع إلى سلسلة من المحاضرات حول منهجية البحث العلمي واللاهوتي وتاريخ الشريعة الإسلامية وحضور دروس عملية باللغة العربية مع متحدث لغته الأم متخصص في تعليم اللغة العربية لجمهور بلغة أجنبية. أما بالنسبة لامتحانات القبول الفعلية، فيجب أن يكون المتقدمون إلى دراسة الماجستير حاصلين على درجة البكالوريوس (لغوي، مدرس، إلخ) واجتياز اختبار العلوم الإسلامية بنجاح والإملاء باللغة العربية واجتياز مقابلة حول موضوع "أساسيات النشاط العلمي". بالنسبة لدراسات الدكتوراه، هذا اختبار في العلوم الإسلامية ومقابلة حول موضوع الأنشطة العلمية واللاهوتية.
التعليم في الأكاديمية يتم باللغة العربية بنسة 90٪ . لذلك، فإن الشرط الاساسي للمتقدمين هو إتقان اللغة العربية بمستوى يسمح للفرد بتلقي التعليم باللغة العربية .
الأكاديمية البولغارية الإسلامية - بين الخبرة الأجنبية وعلم الشريعة المحلي
- أشرتم الى أن هناك العديد من المتخصصين الأجانب من بين كبار المعلمين في الأكاديمية الإسلامية البولغارية. كيف يتم اختيار المعلمين؟ هل يوجد متخصصون بهذا المستوى اليوم في روسيا ؟
- يشارك اليوم في تنفيذ البرامج التعليمية 4 مدرسين أجانب وعدد من الأساتذة الزائرين من الجامعات الإسلامية الرائدة في العالم. دكتور الدراسات الإسلامية والعربية إسماعيل بلبل ودكتور الفقه الإسلامي وأصوله محمد أيمن الزهراوي ودكتورالفقه الإسلامي وأصوله (المذهب الحنفي) أدهم فراج عبدالرحمن ودكتور الدراسات الإسلامية سيف العصري. ومن المتوقع أن يصل مدرس آخر من جامعة الأزهر للعمل الدائم.
تم التعاقد مع ما يصل إلى 12 مدرس لتدريس دورات مختلفة في برنامج الماجستير في مادة الشريعة. هؤلاء المتخصصون من جامعة قازان الفيدرالية ومركز الدراسات الإسلامية التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية تتارستان ومعلمون من جامعات في موسكو وروستوف على دون ، وماخاتشكالا ، إلخ. تقوم المجالات العلمية ذات الصلة بإجراء دورات ومحاضرات خاصة بشكل منتظم. قائمة المحاضرين: أستاذ المدرسة العليا للاقتصاد ليونيد سيوكياينن ، الأستاذ ، رئيس المعهد الإسلامي الروسي رفيق موخميتشين ، أستاذ الجامعة الإسلامية في عمان (الأردن) ، المستشار السابق في الشؤون الدينية للرئيس العراقي حسين عبد الرزاق. السعدي ، أستاذ في جامعة غينت الحكومية (بلجيكا) الدكتور علي الكنيسي ، أستاذ في جامعة البيت (الأردن) أحمد الكرالة ، أستاذ في جامعة سيدي محمد بن عبد الله (المغرب) إلياس بالكا ، عالم من سوريا محمد توفيق رمضان البوطي وغيرهم.
- لقد ذكرتم ان هناك شركاء لكم من مناطق روسيا ومختلف دول العالم. ماهي المؤسسات التي تتعامل معها الأكاديمية اليوم في المجالات التربوية والعلمية؟ ما هي خطط نشاطكم على المستوى الدولي وكيف هذا في الأكاديمية؟
- في عصر العولمة، لا يمكن أن يظل التعليم، بما في ذلك التعليم الديني، مقيدًا بشكل حصري في إطار ثقافة الفرد ودينه. على خلفية أهمية بث القيم والتقاليد الوطنية والعرقية، أصبح التواصل بين الثقافات والتعليم متعدد الإتجاهات مع التركيز على التعاون الدولي والاندماج في الفضاء الثقافي والتعليمي العالمي أمرًا ضروريًا في العصر الحالي.
اسمحوا لي أن أشير الى أن مهمتنا لا تكمن في جذب أكبر عدد ممكن من الطلاب الأجانب. نحن نتحدث في المقام الأول عن ممثلي الدول غير الأعضاء في رابطة الدول المستقلة. بالنسبة لنا، هذا ليس معيار الفعالية والكفاءة. لكننا نعمل مع الأجانب لأن نحن نتفهم أهمية هذا المجال من حيث تشكيل وتعزيز صورة إيجابية لروسيا على الساحة الدولية، بما في ذلك في العالم الإسلامي. في الوقت نفسه، نحن مهتمون إلى أقصى حد بالعمل مع جمهورنا المحلي ، مع شبابنا الذين يتلقون تعليمًا دينيًا في الخارج اليوم.
في الأكاديمية يوجد قسم دولي مسؤول عن هذا المجال. في العامين الماضيين، بُذلت جهود نشطة نحو إقامة تعاون مع الجامعات الوطنية والأجنبية. وبالتالي، فإننا نعمل بفعالية على توسيع الشراكات مع المراكز والجامعات الإسلامية، بما في ذلك جامعة الأزهر في مصر والمجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية في الإمارات العربية المتحدة وجامعة محمد الخامس في المغرب ومركز أبحاث الإمام البخاري في أوزبكستان وجامعة دمشق في سوريا وغيرها الكثير. كما تم توقيع اتفاقيات بشأن أنشطة مشتركة مع جامعات في الأردن والإمارات العربية المتحدة وأيضا مع زملاء من جمهورية داغستان وجمهورية الشيشان. نحافظ على اتصال دائم مع قيادة جميع الجامعات الإسلامية تقريبًا في روسيا.
هل شهادة الدكتوره في العلوم مجرد ورقة أم عمل بحثي جاد؟
- لنتحدث عن تأهيل الدكاترة في العلوم. لا يخفى على أحد أن الأكاديمية تتوقع أولاً وقبل كل شيء أن تحقق نتائج ملحوظة في اتجاه تأهيل الأساتذة في العلوم الإسلامية - علماء في مجال دين. هل يمكنكم إطلاعنا على تجربتكم في هذا المجال والمشاكل والخطط الحالية؟
- أنت محق. في هذا الصدد، فإن متطلبات أنشطة الأكاديمية والتوقعات بنتائج جادة من ذلك عالية جدًا. في نفس الوقت يمكنني القول، هذه التوقعات مبالغة فيها للغاية. المبالغة في تقديري بمعنى أنه من المستحيل في فترة قصيرة من الزمن إعداد وتأهيل عالم الشريعة مشهور عالميًا يتمتع بنفس القدر من الفهم بالإضافة إلى المعرفة العميقة بشكل طبيعي في مجال الإسلام وعلم الدين الإسلامي وفي جدول الأعمال الداخلي الحالي ورؤية عامة واسعة للقضايا الدولية وما إلى ذلك. أن يكون ذلك القائد الروحي، المثقف، " المدرس اللامع" الذي يستطيع أن نقل بشكل مهني ومقنع القيم الإنسانية العالمية في سياق موقف حذر ومحترم تجاه وطنه ومصالحه ونجاحاته وإنجازاته.
في عامي 2019 و 2020 ، تخرجت أول دفعة اساتذه في العلوم الإسلامية . في الواقع، هذه تجربة فريدة لا تقدر بثمن لتأهيل متخصصين رفيعي المستوى في مجال العلوم الإسلامية في ظروف روسيا الحديثة. بالطبع هناك الكثير من المهام والصعوبات هنا، حيث أن الأكاديمية تخطط للكثير وتقوم لاول مرة بالتنفيذ.
يأتي إلينا فريق محدد التوجه والأهداف. في الغالب، هؤلاء أشخاص لديهم معرفة جيدة باللغة العربية وأسس الإسلام والعلوم الإسلامية، لكنهم بعيدون عن العلم والعمل البحثي. هناك أيضًا مشكلة لغوية، وانخفاض مستوى الكفاءات الثقافية العامة. يمثل الطلاب حوالي 20 منطقة في روسيا وهناك كما قلت سابقًا أجانب. وفقًا لذلك، يتمتع كل شخص بمستوى مختلف من إتقان اللغة الروسية. وفي الوقت نفسه، فإن الإلمام الجيد باللغة العربية أمر له دلالة مما يشكل انطباعًا إيجابيًا حتى بين زملائنا العرب. وكم هم أولئك الذين يدركون أحيانًا النقد الحاد لنتائج الدفاعات في الأكاديمية دون معرفة الموضوع بأكمله وقادرين على إجراء البحوث والدفاع عن نتائجه باللغة العربية، كونهم ليسوا متحدثين أصليين ؟!
- هل معروف لديكم وجود أطروحات علمية جاهزة للدفاع في المجس العلمي المتخصص بذلك؟ من هم أعضاء هذا المجلس وماهي مجالات البحث التي يتخصص فيها؟
- يجب القول أن إنشاء المجلس العلمي قد سبقه الكثير من العمل المضني في دراسة عمل مجالس الأطروحات في روسيا والدول الأخرى . مجلسنا يعتبر مجلس بمستوى عالمي لدفاع الأطروحات في العلوم الإسلامية. وهذا المجلس يعتبر الهيئة التي تتخذ القرار بمنح الدرجة العلمية اللاهوتية "الدكتورة"، التي تم الدفاع عنها بنجاح في العلوم الإسلامية. ثم يتم الموافقة على هذا القرار من قبل مجلس مؤسسي الأكاديمية.
الاعضاء المؤثرين في مجلس دفاع الأطروحات هم علماء دين من روسيا ومن الدول الاجنبية ، وهم يُقيمون بموضوعية العمل المقدم للدفاع، ويشيرون في الوقت المناسب إلى أوجه القصور في الكشف عن الموضوع، غالبًا في تحديد النهج المفاهيمي و تطوير القضية المحددة في إطار بحث الأطروحة.
أما بالنسبة للانضمام إلى مجلس الأطروحات، فإن المعيار الأساسي لدعوة شخص ما إلى العضوية يتطلب كفاءته العلمية ومهنيته في مجال بعض مجالات العلوم الإسلامية وتوافر المصنفات العلمية والعلمية والعقائدية. حتى الآن، يتم تمثيل التكوين من قبل علماء وعلماء لاهوت محليين وأجانب. أول رئيس لمجلس الأطروحة في تاريخ الأكاديمية، وهو الآن عضو في المجلس، هو أستاذ الأكاديمية الإسلامية البولغارية الدكتور إسماعيل بلبل (فلسطين - مصر) وهو عالم معروف في العالم الإسلامي، الذي ترأس في السابق فرع جامعة الأزهر في فلسطين لأكثر من 10 سنوات، مفتي فلسطين الأسبق ... كان الرئيس الجديد للمجلس العام الماضي دكتور علوم الشريعة مدرس أكاديمية أيمن الزهراوي (سوريا)، والسكرتير العلمي رسلان صياخوف خريج جامعة الأزهر، وهو الآن نائب رئيس الجامعة للأنشطة العلمية في الأكاديمية.
إهتمامات طلاب الأكاديمية
- ما هو مجال الاهتمامات العلمية لطلبة الاكاديمية؟ ماهي الموضوعات التي يركزون عليها في أبحاثهم العلمية؟
- الحديث عن اختيار الباحثين بحرية لموضوعات التخرج والرسائل العليمة في الدكتوراه قد يكون غير صحيحًا تمامًا. لأنه يتم اقتراح الموضوعات والموافقة عليها في إطار الموضعات ذات الأولوية الرئيسية للبحث العلمي اللاهوتي للأكاديمية. بادئ ذي بدء، هذه موضوعات تهدف إلى دراسة وتقديم عينات من تراثنا الروحي والثقافي واللاهوتي في تداول علمي واسع. على سبيل المثال، أعمال سليمان بن داود السكسيني وعبدالناصر القورساوي وعبدالرحيم أوتيز إيمياني وشيهاب الدين مرجاني وموسى بيغييف ورضا الدين فخر الدين وغيرهم. الحديث أيضًا عن الدراسة في الأعمال البحثية للأجندة الحالية للحياة الحديثة التي يقلق الجالية المسلمة في روسيا.
المجال الآخر للأبحاث هو الذي يهدف إلى إطلاق إمكانات التنمية للمدرسة اللاهوتية الإسلامية الروسية في ضوء تحديات المستقبل. نحن نتفهم أهمية العمل قبل الموعد المحدد والتنبؤ والحلول الاستباقية للمشاكل المحتملة التي سيواجهها المسلمون في المستقبل القريب بسبب مجموعة متنوعة من العوامل - العالمية والإقليمية والمحلية.
اذا نحدث بشكل جدي عن موضوع أطروحات الماجستير والدكتوراه، فهناك مجموعة واسعة من القضايا: التراث اللاهوتي المحلي لشهاب الدين المرجاني وموسى بيجيف والآراء اللاهوتية لرضا الدين فخر الدين. إرث اللاهوتيين الداغستانيين. تهم طلابنا بشكل خاص مواضيع مثل "القضايا المعاصرة من منظور الشريعة: التقييم اللاهوتي للجراحة التجميلية التي تهدف إلى تحسين مظهر الشخص" و "إحياء وتطوير مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في روسيا الاتحادية على أساس دراسة مساهمة قارئ القرآن الدكتور أيمن رشدي السويدي"، وكذلك تحديد نسب الطفل المولود من أم بديلة.
- هل هناك أعمال مخصصة لدراسة خصائص الاتجاهات المذهبية المختلفة في الإسلام؟ هل يمكن لمثل هذا البحث أن يقلل من مستوى التطرف في المجتمع؟
يجب الإشارة إلى أن من بين التخصصات الأكاديمية مادة "المذاهب والفرق" والتي يدرسها سعيد شجافييف. أما بالنسبة للأنشطة البحثية المباشرة، فإن كل عمل من أعمال طلابنا يهدف بطريقة أو بأخرى على تقليل المشاعر المتطرفة في المجتمع بما في ذلك من خلال التعليم والتعريف بالمدرسة اللاهوتية التقليدية. تساهم هذه الأعمال في رفع مستوى محو الأمية لدى المسلمين والجماهير المهتمة بأهم القضايا الدينية والتي يتم الكشف عنها وتقييمها من منظور تراثنا الديني.
لو تكرمتم هل بإمكانكم اطلاعنا على خططكم القادمة: ما هي المؤتمرات والمنتديات والأنشطة الأخرى المخطط لها داخل الأكاديمية؟
كل عام لدينا حوالي 50 فعالية ذات المحتوى والأهداف العلمية والتربوية، مثل المؤتمرات والمنتديات والطاولة المستديرة والندوات والمحاضرات المفتوحة والأمسيات الهادفة والمسابقات الفكرية. كل شهر في مكتبة الأكاديمية تقام أمسيات مخصصة لحياة وعمل علماء اللاهوت العالميين المشهورين والعاملين في مجال الأدب وثقافة الدول المختلفة، بالإضافة الى اقامة المعارض المختلفة.
ومن المقرر عقد المؤتمر العلمي والعملي الدولي الثاني في نهاية سبتمبر "الدراسات الإسلامية وعلم الدين الإسلامي في نظام التعليم الحديث: مشاكل وآفاق". الغرض من المؤتمر هو مناقشة القضايا النظرية والعملية الموضوعية لتشكيل وتطوير الدراسات الإسلامية وفرع المعرفة اللاهوتي الإسلامي في سياق تطبيق المعايير التعليمية الفيدرالية الحكومية للتعليم العالي في علم اللاهوت.
ولعل الحدث المركزي هو المنتدى الدولي السنوي "التراث الديني لمسلمي روسيا" الذي سيعقد في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 للمرة الثالثة. يتضمن برنامج المنتدى 4 مؤتمرات (قراءات بولغارية، قراءات تحمل اسم المرجاني، إلخ) ، عروض تقديمية لأعمال جديدة، مؤتمرين دوليين. من بينها مؤتمر طلابي دولي مخصص لمناقشة تشكيل الهوية المدنية للشباب المسلم في روسيا وخارجها.
في ختام حديثنا هذا لا يسعنا الا ان نشكركم شكرا جزيلا أينور أخاتوفيتش على كل الشرح و التوضيحات المهمة ونسأل الله ان يوفقنا وأياكم .
إلميرا جافياتولينا