صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن موسكو تؤيد التسوية السلمية في لبنان وهي على اتصال بجميع القوى السياسية في الجمهورية، لكنها في الوقت نفسه لا تدعم أياً من الأطراف المتحاربة، وذلك في جلسة اعمال نادي فاداي الدولي في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وقال الرئيس بوتين: "في ما يتعلق بلبنان نحن، دون أدنى شك، ندعو دائماً إلى حل أي نزاع من خلال الحوار. لقد حاولنا دائماً القيام بذلك بطريقة أو بأخرى. كما أننا على اتصال مع جميع القوى السياسية في لبنان تقريباً، وسنحاول أن نفعل هذا بالمستقبل ولكن بهدف ان تكون التسوية دون إراقة للدماء، ولا قدّر الله أن تكون هناك قوى لا ترغب في ذلك".
وأضاف فلاديمير بوتين أنه لا يرى التعليق على أي عمليات سياسية داخلية في لبنان أمر صحيح، موضحاً: "هل نؤيد أم لا إنذار أحد الطرفين ضد الآخر، لا نؤيد، هل نؤيد موقف الطرف الآخر. هذا يعني أننا نقف إلى جانب أحد الأطراف المتحاربة، وهذا من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية من حيث فعالية جهودنا للمصالحة الوطنية".
وأكد أن موسكو ستبذل قصارى جهدها لإقناع الأطراف المتحاربة بأنه "من الضروري البقاء على الأفكار السليمة والسعي للتوصل إلى اتفاقات". ووفقا للرئيس الروسي فإن الوضع في الشرق الأوسط دائماً على وشك انتهاك القانون. وشدد بوتين على "أهمية إيجاد منصة يمكن على أساسها الاتفاق، لا سمح الله، دون إطلاق نار. نحن، روسيا، مهتمون بذلك بالتأكيد".
في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021، اندلعت إشتباكات في بيروت، أثناء احتجاجات لأحزاب شيعية، رافضة سير التحقيق في انفجار الميناء البحري في عام 2020. نتيجة لذلك ، قُتِل سبعة أشخاص، وأصيب أكثر من 30 شخصا.
المساعدة في التحقيق في انفجار مرفأ بيروت
إلى ذلك وعد الرئيس الروسي بالمساعدة في التحقيق حول أسباب انفجار العام الماضي في مرفأ بيروت، إذا كانت لدى موسكو مثل بيانات أو معلومات تصب في هذا الإطار.
وقال: "إذا استطعنا المساعدة في التحقيق بالطبع سنفعل ذلك. بصدق، أنا لا أفهم حقاً كيف يمكن أن تساعد بعض الصور الفضائية، وهل هي لدينا (صور كهذه) أم لا، سأستفسر بالطبع عن ذلك، وإن وجدت لدينا سيكون بمقدورنا المساعدة في التحقيق".
هذا وأشار فلاديمير بوتين إلى أنه "بادئ ذي بدء يجب التحدث مع الزملاء الذين قد تكون لديهم مثل هذه المعلومات"، ليعرب مجدداً عن تعازيه للشعب اللبناني في من سقط جرّاء انفجار مرفأ بيروت. وذكر أن "هناك الكثير من القتلى، وكانت الأضرار جسيمة".
وقال رئيس الدولة الروسية إنه عرف من وسائل الإعلام ببعض التفاصيل المتعلقة بهذه الكارثة، موضحاً أنه "منذ عدة سنوات، تما استيراد النترات أو أي شيء آخر ومن ثم تفريغه في الميناء، وللأسف لم تهتم السلطات المحلية بذلك". وأضاف أن "المستوريدين اراودوا بيعها "بشكل مربح، والرغبة في البيع بشكل مربح اصطدمت بإمكانيات القيام بذلك مع السوق ومع بعض التناقضات الداخلية المتعلقة بمن يمكنه الاستفادة من ذلك".
وعبر الرئيس الروسي عن موقفه بقوله: "في رأيي، المأساة مرتبطة بشكل أساسي بهذا، وهذا هو بيت القصد".
وكان قد وقع انفجار قوي في مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020 ، قُتل فيه أكثر من 100 شخص، وأصيب عدة آلاف، وانهارت واجهات مبانٍ مجاورة، علاوة على أضرار جسيمة لحقت بمنازل ومكاتب في جميع أنحاء العاصمة اللبنانية.
مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا - العالم الإسلامي
Photo: Creative Commons
المصدر: تاس