قامت وحدة مشتركة من خبراء المتفجرات السوريين والمهندسين العسكريين الروس بإزالة الألغام، إضافة إلى البحث عن الكهوف والمغاور وتدميرها في جنوب شرقي محافظة حماة في سوريا، حيث نظم أعضاء الجماعات المسلحة غير الشرعية هناك مقار ميدانية ومستشفيات ونقاط تمركز لهم. حيث تم مؤخرا اكتشاف أحد هذه الكهوف بالقرب من إحدى المناطق المهجورة وتم تدميرها عبر التفجير.
وقال قائد الوحدة الهندسية الروسية، أندري زاخاركوف، للصحفيين: "كانوا يستخدمون هذا الكهف كمخبأ لهم، ومستودع للأسلحة والمتفجرات، وفي نفس الوقت كانوا يتخذونه مأوى. وخلال فترات النهار يلجؤون إلى هنا، وفي الليل يقومون بالطلعات والهجمات وعمليات الاستطلاع".
وفي محافظة حماة، ينتشر فيها الإرهابيون منذ بداية الحرب في سوريا. وبهدف الحصول على المأوى استخدموا الكهوف التي قاموا بحفرها في الصخور الناعمة بالقرب من المدينة. وهذا المخبأ هو عبارة عن نظام من الأنفاق تحت الأرض لا يمكن العثور عليه بدون استخدام وسائل خاصة.
وفي داخل إحداها، التي عثر عليها الجيش الروسي، لا يزال بالإمكان العثور على آثار تواجد المسلحين: الملابس والضمادات وحزم الأدوية المبعثرة على الأرض. وكان هدف الإرهابيين الذين يستخدمون مثل هذه الملاجئ هو مهاجمة السكان المحليين، واحتجاز السجناء، والسرقة. وقال زاخاركوف "لمنع حدوث ذلك مرة أخرى، تم تدمير الكهوف الموجودة بواسطة التفجير".
وبعد كلماته، قام فريق من خبراء المتفجرات بوضع عبوات في الأنفاق، ثم تراجع الجميع إلى مسافة آمنة. وأصدر الأمر عبر جهاز اتصال الراديو ثم حدث الانفجار. بعد ذلك، بقيت الأنقاض فقط في مكانها، والتي لم تعد صالحة للاستخدام.
وأضاف بعد عملية تفجير الكهف: "التربة هنا تشبه إلى حد كبير التربة الصخرية والحجارة. نعم، بالطبع، هناك بعض الصعوبات في العمل. أولا، عليك أن تعمل في العمق. فوق طبقة كبيرة من الأرض، حتى أنها ليست أرض، ولكن هذه الحجارة. وكيف يمكنك أن ترى بنفسك أنه بعد التفجير توجد صخور كبيرة".
إزالة الألغام من المنطقة
إن مرحلة أخرى مهمة في عمل خبراء المتفجرات العسكريين الروس مع نظرائهم السوريين تتمثل في عملية تطهير الأرض. إذ أنه خلال الحرب دارت معارك جنوب شرقي حماة، وبعدها بقيت الكثير من الذخائر غير المنفجرة.
بالإضافة إلى ذلك، عند مغادرة هذه الأراضي، يمكن للمتشددين أن ينسفوا المباني كي يمنعوا السكان المحليين من العودة إلى منازلهم، ويتعين على خبراء الألغام تفحص المنطقة بأكملها بعناية.
وخرجت مجموعة قوامها 4 أشخاص للقيام بهذه المهمة: جنديان من الجيش السوري وجنديان روسيان. وجميعهم يرتدون أطقم حماية خاصة لإزالة الألغام، كما أنهم "مسلحون" بأجهزة كشف الألغام الحديثة.
إن التضاريس في هذه المنطقة من محافظة حماة مليئة بالأشياء الخطرة بالفعل، وخلال أول عملية بحث بالقرب من المباني السكنية، أشار خبير المتفجرات السوري بيده، وهو ما يشير إلى زملائه بأنه تم العثور على جسم متفجر. وبالفعل تم العثور على قذيفة هاون في منطقة مفتوحة وتقرر عدم إخراجها بل تدميرها على الفور.
ومن أجل القيام بذلك، يتم وضع كتل من متفجرات "تي إن تي" (TNT) بجانبها وتفجيرها من مسافة آمنة.
نتائج العمل
تعمل الوحدة المشتركة من المهندسين العسكريين الروس وخبراء الألغام السوريين في حماة منذ منتصف تموز/ يوليو الماضي. وكما ورد في مكتب مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في سوريا بمحافظة حماة، فقد قامت المفرزة المشتركة بالفعل باستطلاع أكثر من 120 كيلومترا من الطرق. وعثر الجيش على 11 لغم أرضي وقام بتدميرها، ونزع فتيل 29 متفجرة نصبها المسلحون، كما قامت الوحدة بفحص 15 منطقة يسكنها الرّحل الذين يعيشون في حماة، بحثا عن مخاطر الألغام.
كما قام خبراء الألغام بتدمير 13 عبوة ناسفة ونسف أكثر من 30 كهفا استخدمها الإرهابيون كملاجئ.
وبفضل ذلك، بدأ السكان المحليون بالفعل في العودة إلى المناطق، الذين أجبروا في السابق على تركها بسبب المسلحين. وقال مكتب جمعية حماية المدنيين في حماة "بدأ المدنيون بالعودة إلى المناطق التي عادت إلى سيطرة القوات الحكومية، وبذلك عادت 20 عائلة بالفعل إلى بلدتي مبطان- تماز والحسو".
في المجموع، وفقا لمركز المصالحة الروسي، تم تطهير مساحة تزيد على 3 آلاف هكتار من الأراضي وأكثر من 3.1 ألف مبنى، بالإضافة إلى 270 كيلومترا من الطرق في جميع أنحاء سوريا. وتم خلال عمل خبراء المتفجرات في البلاد، اكتشاف وتدمير أكثر من 37.6 ألف جسم متفجرة، منهم 5.4 ألف عبارة عن عبوات ناسفة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الدفاع الروسية
المصدر: تاس