أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو ستواصل دعم القوات الناشئة لـ "المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل" (بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد)، عبر توريد الأسلحة والمعدات المناسبة وتدريب قوات حفظ السلام بهدف مواجهة التهديدات الإرهابية.
وصرّح وزير الخارجية الروسي بذلك، اليوم الثلاثاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2021، في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع وزير الخارجية التشادي، شريف محمد زين، مشيراً إلى أنه تم خلال هذه المحادثات التطرق إلى الخطوات التي تتخذها روسيا من أجل دعم القوى الناشئة في "المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل". كما بيّن لافروف أنه يتم الانتهاء من عملية تشكيلها حاليا، وسنواصل دعم هذه العملية بتزويدها بأسلحتنا ومعداتها المناسبة وتدريب الأفراد، بما في ذلك تدريب قوات حفظ السلام".
وبحسب الوزير الروسي، "تتمسك موسكو ونجامينا بموقف مشترك مفاده أنه فقط من خلال "الحوار الوطني الذي تشارك فيه كافة القوى السياسية الرئيسية لكل مجتمع، يمكن من خلال ذلك إقامة حالة التطبيع في ذلك البلد"، وأضاف: "بينما يتم في نفس الوقت حشد كل القدرات المتاحة لكل من الأفارقة أنفسهم والمجتمع الدولي لمحاربة الجماعات الإرهابية".
هذا وأشار الوزير لافروف، إلى أن الجانب الروسي يعتبر أنه من المهم بشكل أساسي "مساعدة القارة الافريقية على التخلص من هذا (النشاط الإرهابي) الشرير، والتخلص من التهديدات والتحديات الأخرى، بما في ذلك تهريب المخدرات وأشكال الجريمة المنظمة الأخرى، وفي الوقت نفسه، سوف ندعو دائماً إلى أن يقرر الأفارقة أنفسهم طريقة حل مشكلاتهم. وعلى المجتمع الدولي أن يقدّم الدعم المعنوي والسياسي والقانوني والمادي من خلال مجلس الأمن الدولي والهياكل الأخرى".
القمة الروسية - الافريقية
وفي سياق متّصل، قال سيرغي لافروف أيضاً إن شركاء من تشاد أيدوا عقد القمة الروسية - الافريقية الثانية المقرّر عقدها في خريف 2022.
يُشار إلى أن رئيس الأمانة الدائمة لمنتدى الشراكة بين روسيا وافريقيا، السفير الروسي المتجول بوزارة الخارجية الروسية، أوليغ أوزيروف، أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أن العديد من دول القارة الافريقية أعربت عن رغبتها في المشاركة في هذا الحدث. هذا من المتوقع طرح مقترحات محددة لتطوير التعاون بين روسيا والقارة الافريقية للنقاش في إطار القمة.
من الجدير بالذكر أن القمة الروسية - الافريقية الأولى عُقِدت في مدينة سوتشي الروسية، في الفترة من 23 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول 2019، برعاية كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي.
ومن المقرّر أن يستضيف الجانب الافريقي القمة الثانية المقرّر عقدها في خريف 2022.
مجموعة الساحل
تأسست "المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل" في فبراير/شباط 2014، بهدف الحفاظ على النظام الأمني في منطقة الساحل الغربي في القارة الافريقية، وتنسيق مكافحة الإرهاب الدولي، ويقع المقر الرئيسي لأمانة هذه المجموعة في العاصمة الموريتانية نواكشوط. كما أنشأت دول المجموعة قوات جيش مشتركة في عام 2015 من اجل محاربة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.
ومن المعروف أن منطقة الساحل أصبحت بؤرة للتهديد الإرهابي الإسلامي لدول غرب افريقيا. ومع انهيار الدولة في ليبيا، على إثر سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي أواخر 2011، غزت الجماعات الإسلامية المسلحة مالي وشمال بوركينا فاسو انطلاقاً منها.
وبصورة تدريجية، بدات تلك الجماعات توسيع مناطق عملياتها، وتجديد صفوف المقاتلين من شمالي افريقيا والشرق الأدنى والشرق الأوسط. وقد أسفر ذلك عن زيادة عدد الهجمات الإرهابية والخسائر في صفوف العسكريين والمدنيين.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس