اقترحت السلطات المصرية على إسرائيل وحركة "حماس" خطة لحل النزاع حول قطاع غزة، تتكون من ثلاث مراحل؛ حسبما أعلنت قناة "الشرق نيوز" نقلاً عن مصادر، وذلك اليوم الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ووفقاً للقناة فإن المرحلة الأولى من الخطة تشمل إدخال هدنة إنسانية في غزة لمدة أسبوعين مع إمكانية التمديد، وخلال فترة الهدنة، سيتعين على "حماس" إطلاق سراح 40 رهينة إسرائيلية من بين النساء والأطفال، وكذلك كبار السن، وفي المقابل، ستقوم إسرائيل بالإفراج عن 120 امرأة وطفلاً فلسطينياً محتجزين في سجونها، ووقف العمليات القتالية، وسحب الآليات العسكرية، وتوفير إمدادات إضافية من الغذاء والدواء لقطاع غزة.
أما المرحلة الثانية من خطة التسوية المصرية فتتضمن بدء حوار وطني فلسطيني - فلسطيني بوساطة مصرية لتجاوز الانقسام في الداخل الفلسطيني، وتشكيل حكومة من التكنوقراط. وبحسب الجانب المصري، فإنه ينبغي للحكومة الجديدة التعامل مع تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار قطاع غزة، فضلاً عن إعداد الأساس لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في فلسطين.
وجاء في المرحلة الثالثة الاتفاق على وقف كامل وشامل لإطلاق النار في قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، ستقوم "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي"، وغيرها من الفصائل الفلسطينية في القطاع، بإطلاق سراح جميع الأفراد العسكريين الإسرائيليين، وكجزء من الاتفاق، سيحدد الطرفان عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل، بمن فيهم أولئك الذين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، علماً أن المرحلة الأخيرة تنطوي على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وعودة المشردين إلى مدينة غزة والمناطق الشمالية من القطاع.
وفقا لقناة "الشرق نيوز"، فقد عاد وفد "حماس"، يتقدمه رئيس المكتب السياسي للحركة - إسماعيل هنية، من مصر إلى قطر للتشاور بشأن خطة التسوية التي اقترحتها مصر، علماً أن هنية وصل إلى مصر في 20 ديسمبر/ كانون الأول، للتفاوض بشأن القضايا المتعلقة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين، وتوريد المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع في المستقبل.
الانقسام الفلسطيني
الجدير بالذكر أنه بعد محادثات "أوسلو" عام 1993، تم الاعتراف المتبادل بمنظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. ووفقاً للوثائق الموقعة بين الطرفين، تم منح الحكم الذاتي في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة لسلطة فلسطينية برئاسة ياسر عرفات في حينه، إذ تم تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية كأعلى سلطة، وكذلك مجلس تشريعي فلسطيني مع صلاحيات برلمانية.
ما يُذكر أن حركة "حماس" فازت بانتخابات برلمانية أُجريت في 25 يناير/كانون الثاني 2006، علماً أن الحركة غير مندرجة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بأغلبية المقاعد في انتخابات برليمانية. أما عام 2007، فقد شهد اندلاع صراع بين الفصائل الفلسطينية، أسفر عن استيلاء حركة "حماس" على السلطة في قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين، سيطرت سلطتان على الأراضي الفلسطينية، التي من المفترض أن يتم تأسيس الدولة الفلسطينية عليها، على شطريّ أراضي الدولة العتيدة، سلطة رام الله - تحت إدارة حركة "فتح" (الفصيل الأكبر داخل منظمة التحرير الفلسطينية) - المعترف بها دولياً بزعامة الرئيس الفلسطيني - محمود عباس، وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، ما أدى إلى تأجيل الانتخابات عدة مرات.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: David Berkowitz/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس