أعلن الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستانيسلاف زاس، أن تكثيف النشاط العسكري لحلف الناتو في الأراضي المجاورة لا يشكّل تهديدا لبيلاروسيا وروسيا فحسب، بل يؤثر كذلك بصورة سلبية على أمن منظمة معاهدة الأمن الجماعي بأكملها.
وصرّح الأمين العام للمنظمة بذلك اليوم الأربعاء 9 فبراير/شباط 2022 خلال مؤتمر "الأمن الجماعي في عصر جديد: تجربة وآفاق منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، في إطار منتدى نادي "فالداي" الدولي للنقاش.
وقال زاس: "على الحدود الغربية لمنطقة مسؤولية منظمة معاهدة الأمن الجماعي، هناك زيادة كبيرة في المجموعات العسكرية للـ "ناتو"، وتطوير البنية التحتية العسكرية في المناطق المجاورة" - النشاط العسكري آخذ في الازدياد، بل إن عسكرة المنطقة كلها مُستمرة. ولا يشكل هذا تهديدا لبيلاروسيا وروسيا فحسب، بل يؤثر سلباً أيضاً على أمن منظمتنا بأكملها، منظمة معاهدة الأمن الجماعي بأكملها".
وأضاف الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي: "لدي مثل هذه الشجاعة لقول هذا نيابة عن المنظمة بأكملها، لأن هذا هو بالضبط ما هو مكتوب في استراتيجية تطوير منظمة معاهدة الأمن الجماعي حتى عام 2025".
وبحسب ستانيسلاف زاس، فإن تلك المبادرات الروسية وتلك المفاوضات الأمنية المعقّدة التي تُجريها موسكو مع الشركاء الغربيين تتماشى مع مصالح منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
فريق الاستجابة للأزمات
وفي سياق متصل، قال زاس إن مجموعة العمل للاستجابة للأزمات تم تشكيلها في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي بعد عملية حفظ السلام في كازاخستان، موضحاً أن "نعم، بالطبع، لقد أنشأنا الآن مجموعة عمل وندرس بعناية هذه التجربة العملية الأولى، جميع أعمالنا. وبادئ ذي بدء، سنختبر نظام الاستجابة للأزمات. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على استخدام الإمكانات الحالية بسرعة وفعّالية في أي ظروف وفي أي وقت في منطقة مسؤوليتنا".
وبحسب الأمين العام، فإن العملية في كازاخستان أظهرت فعالية الآليات القائمة. وقال: "لقد حصلنا على أول تجربة عملية وتأكدنا من أن القوى والوسائل التي تمتلكها منظمتنا، وآليات استخدامها التي تم إنشاؤها على مدار 20 عاما، تعمل حقا وتسمح لنا بحل المهام التي تواجهها منظمتنا".
وبيّن أيضاً: "ساهمت عملية حفظ السلام هذه حقا في نقطة التحول واستقرار الوضع في كازاخستان. ووقف إراقة الدماء والهجمات الإرهابية، وقد جرى ذلك بشكل مفيد حقا".
من المعروف أنه بتاريخ 2 يناير/كانون الثاني الماضي - 2022، تم تنظيم احتجاجات في منطقة مانجيستاو في كازاخستان وفي عدد من المناطق الأخرى، والتي تطوّرت في غضون قليلة إلى أعمال شغب، وقد هاجم المشاركون فيها عناصر الشرطة والجيش.
بدوره، أعلن رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف عن وجود محاولة انقلاب في البلاد. وبحلول 7 يناير نفسه، استقر الوضع في البلاد؛ وفي 19 يناير أيضا، تم رفع حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب السلطات المحلية، توفي على إثر هذه الأحداث 225 شخصاً، وأصيب أكثر من 4.5 ألف.
قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية
وبحسب ستانيسلاف زاس، فإن الوضع مع إنشاء قائمة موحدة للمنظمات الإرهابية في منظمة معاهدة الأمن الجماعي قد توقف في الوقت الحالي.
وقال "نعم، تم تحديد مثل هذه المهمة، وقمنا بتطوير آلية للاعتراف بمنظمات على أنها إرهابية وتجميع مثل هذه القائمة في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ولكن الآن الوضع، دعونا نقول، قد توقف. لدينا أربع دول لديها قوائمها الخاصة بالمنظمات الإرهابية، وهي متطابقة جزئياً، وترتبط بأربع منظمات. وهناك بلدان لم يتم فيها إنشاء الحقل القانوني بعد للانضمام إلى هذه القائمة".
يُشار إلى أن فكرة إنشاء قائمة واحدة للمنظمات الإرهابية تم طرحها في العام 2018.
توسّع منظمة معاهدة الأمن الجماعي
وفي سياق آخر، صرّح الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إن مسألة توسيع منظمة معاهدة الأمن الجماعي ينبغي النظر فيها بعناية من أجل منع تآكل وحدة المنظمة.
وأضاف: "ينبغي النظر في مسألة توسيع منظمة معاهدة الأمن الجماعي بعناية فائقة وبعناية شديدة. نحن منظمة مفتوحة ونرحب بالتفاعل مع كل من الهياكل الدولية ومع البلدان الأخرى، التي تشاركنا نهجنا ومبادئ نشاطنا. ولكن العضوية في منظمة ما هي قضية خطيرة للغاية، يجب (النظر فيها) بعناية حتى لا تقوض وحدتنا وتماسكنا. من المهم جداً أن نكون عملياً منظمة فعّالة".
هذا ويُذكر أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي هي منظمة أمنية دولية تضم حاليا 6 دول: أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس