أعلن المقر التنسيقي الروسي - السوري المشترك، أن هدف الدول الغربية في سوريا يتمثل في نهب ثروات البلاد الوطنية وليس في محاربة الإرهاب، وذلك في بيان مشترك صادر عن المقر التنسيقي بين الإدارات الروسية والسورية، ونشر يوم أمس الخميس 4 مارس/آذار 2021.
كما جاء في البيان أن "لا علاقة لكافة الخطوات التي تتخذها الدول الغربية بالحرب على الإرهاب في سوريا، إذ أن هدفها الحقيقي هو النهب للثروة الوطنية لدولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة دون عقاب".
وتوضح الوثيقة أنه في سبيل هذا الغرض، "يتم استخدام تقنية سحق البلاد بشكل قوي وأن الوجود العسكري الأمريكي في الجزء الشمالي الشرقي من سوريا، الغني بالمواد النفطية، آخذ في الازدياد".
وبحسب البيان المنشور فإن"هذا على وجه الخصوص ما أكده بيان الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، الذي وصف النفط في الواقع بأنه السبب الرئيسي لوجود الوحدات العسكرية الأمريكية في سوريا". كما ورد في البيان ذاته أن "قوات التحالف الدولي، ومن أجل تبرير وجودها في البلاد لمكافحة التهديد الإرهابي، تحفز في الواقع على نشاط تشكيلات العصابات المسلحة - فهي تقوم بتغذيتها بالأسلحة والذخيرة والمال وتدريب المسلحين، في الوقت نفسه، ينتهج الغرب سياسة الخنق الاقتصادي للبلاد".
وأضاف البيان: "نحن مقتنعون بأن الوجود غير الشرعي للوحدات العسكرية للدول الغربية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار على الأراضي السورية، هو بالتحديد ما يتطلب اهتماماً أساسياً من المجتمع الدولي بأسره، لأنهم هم من يساهمون في تعزيز الجريمة وتدهور الوضع الاقتصادي في سوريا وفي كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط ".
تورط الولايات المتحدة الأمريكية
كما أشار البيان المشترك إلى أن الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي من خلال شن ضربات جوية ودعم الجماعات المسلحة غير الشرعية على الأراضي السورية، مع التنويه بأن ذلك يتم "في انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، إذ يشن الأمريكيون غارات جوية على أراضي الجمهورية العربية السورية، ويحتلون مناطق واسعة من البلاد ويدعمون الجماعات المسلحة غير الشرعية بشكل علني، مما يحفز نمو النشاط الإرهابي".
وتجدر الإشارة أيضا إلى أنه على الرغم من جهود القيادة السورية لإعادة الحياة السلمية في البلاد، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها اتباع سياسة عقوبات مناهضة لسوريا، تهدف في الواقع إلى إجبار الشعب السوري على اتباع تعليمات الدول الغربية.
وأكد رئيسا مقر التنسيق المشترك بين الوزارات في روسيا وسوريا أنه "في ظل الوضع الصعب في العالم، مع انتشار جائحة فيروس كورونا، فإن عملية إعادة السوريين إلى وطنهم قد تباطأت على أرض الواقع".
كما لفت رئيسا المركز الانتباه إلى أن "وصول 8467 لاجئاً منذ بداية العام الجاري عبر نقاط التفتيش على الحدود مع لبنان إلى سوريا. وبسبب الضغط على سلطات المملكة الأردنية الهاشمية من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، لا يزال معبر نصيب على الحدود السورية - الأردنية مغلقاً".
وفي السياق ذاته، جاء في البيان أن القيادة السورية أعلنت أن عودة اللاجئين إلى البلاد أولوية وطنية، وأنها تبذل كل جهد ممكن لتنشيط هذه العملية. وباعتبار أن مهمتيّ إعادة المواطنين وإعادة تأهيل الوطن مترابطتان بشكل لا ينفصم، فإن حكومة الجمهورية تخصص عشرات المليارات من الليرات السورية لتنفيذ مشاريع إعادة تأهيل اللاجئين وتطوير البنى التحتية في المناطق".
تزايد نشاط المسلحين
وفي شأن متصل أشار البيان إلى أن الأمم المتحدة نوّهت بزيادة نشاط العصابات المسلحة في المناطق التي لا تخضع لسيطرة السلطات السورية، وإلى أنه "في سياق الهجمات والأعمال الإرهابية في أماكن تجمع أعداد كبيرة من المدنيين، تستخدم العصابات المسلحة العبوات الناسفة على نطاق واسع".
كما أحال البيان الصادر عن المقر التنسيقي الروسي - السوري المشترك إلى تقارير الأمم المتحدة، التي تسلط الضوء على "زيادة في نشاط تشكيلات العصابات في المناطق غير الخاضعة لسيطرة دمشق. وفي جنوبي البلاد، يهاجم الإرهابيون من تنظيم (هيئة تحرير الشام) - المحظورة في روسيا الاتحادية - وحدات من الأجهزة الأمنية الحكومية والجهات الحكومية وداعمي مسار المصالحة مع السلطات السورية. وسجلت الدولة هجمات منتظمة من قبل مسلحي تنظيم (داعش) - الاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية، المحظور في روسيا الاتحادية - على مرافق البنية التحتية الاجتماعية وقوافل المساعدات الإنسانية".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس