أفاد يوري أوشاكوف، مساعد رئيس روسيا بأن الرئيس - فلاديمير بوتين سيجري محادثات مع الرئيس الجزائري - عبد المجيد تبون في 15 يونيو الجاري، وسيلقي الزعيمان، في اليوم التالي، كلمة أمام الجلسة العامة لمنتدى "سانت بطرسبرغ" الاقتصادي الدولي، وذلك اليوم الأربعاء 14 يونيو/حزِيران 2023.
واضاف أوشاكوف أن: "الجزء الرئيسي من زيارة الرئيس الجزائري هي محادثات واسعة النطاق رفيعة المستوى، ستجرى في موسكو غدًا"، منوّهاً بأن الرئيسين "سيوقعان إعلاناً ثنائياً بشأن شراكة استراتيجية متعمقة بين روسيا والجزائر".
كما صرّح مساعد الرئيس الروسي أن المرحلة القادمة "ستمثل بداية مرحلة جديدة، نأمل أن تكون أكثر تقدماً في العلاقات الثنائية، وخلال زيارة رئيس الجزائر سيتم توقيع 9 وثائق مشتركة. الرئيس الجزائري سيكون في سانت بطرسبرغ يوم غد الخميس وسيشارك مع زعيمنا في الجلسة العامة للرابطة، وسيقدم تقريراً هناك".
كما لفت المسؤول الروسي الانتباه إلى أن صيغة "زيارة دولة" تتمتع بالمكانة الأعلى بالبروتوكول الدبلوماسي، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تنطوي على برنامج غني، إذ وصل رئيس الجزائر إلى موسكو الليلة الماضية. واليوم سيعقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء - ميخائيل ميشوستين، ومع رؤساء مجلسيّ البرلمان، فالنتينا ماتفينكو وفياتشيسلاف فولودين، كما سيشارك في منتدى الأعمال الروسي - الجزائري"، موضحاً أن رئيس الجانب الروسي من اللجنة الحكومية الدولية الثنائية - وزير الزراعة دميتري باتروشيف، سيرافق رئيس الجزائر باستمرار.
وأفاد مساعد رئيس روسيا بأن "اليوم، بمشاركة الزعيم الجزائري، من المخطط افتتاح ساحة في موسكو تكريماً للبطل الوطني للجزائر- الأمير عبد القادر". ووفقاً لأوشاكوف، فإن "الساحة صغيرة، ولكنها مريحة ولطيفة، وتقع في منطقة شارع سبيريدونوفكا".
وأشار يوري أوشاكوف إلى أن "الجانب الجزائري يولي أهمية كبيرة لهذا الحدث، وسيتم وضع حجر في الساحة، الذي سيكون لاحقاً بمثابة أساس لنصب تذكاري تكريماً للبطل الجزائري.
وفي حديثه عن المحادثات بين بوتين وتبون، قال أوشاكوف، إن المحادثات ستعقد في جلسات مغلقة وموسعة، وسيدلي الرئيسان بتصريحات حول النتائج.
العلاقات بين روسيا والجزائر
إلى ذلك لفت يوري أوشاكوف الانتباه إلى أن الجزائر هي واحدة من الشركاء التجاريين الثلاثة الرئيسيين لروسيا في افريقيا، حيث تحتل المرتبة الثالثة بعد مصر والمغرب. ففي عام 2022، بلغ حجم التداول التجاري 1.7 مليار دولار، وفي يناير/كانون الثاني - مارس/آذار من هذا العام ارتفع المؤشر بنسبة 73.7٪، بينما تضاعف حجم التجارة المتبادلة في المنتجات الزراعية والغذائية، في عام 2022، متجاوزاً 700 مليون دولار.
ويُذكر أنه من بين مجالات التعاون، قام المسؤول الروسي الرفيع بتسمية الطاقة والمستحضرات الصيدلانية، مشيراً إلى أنه تم تسليم مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك V" ضد فيروس كورونا إلى الجزائر، وتم تصدير الأدوية المضادة للأورام، بمشاركة الجانب الروسي، إذ يتم إنتاج الأنسولين على الأراضي الجزائرية.
كما شدد يوري أوشاكوف على أنه "يتم إيلاء اهتمام خاص وتقليدياً للعلاقات الإنسانية، إذ تساعد روسيا بتدريب الموظفين المؤهلين للجزائر. وعلى مدار سنوات التعاون، تم تدريب حوالي 19 ألف متخصص جزائري في مختلف المجالات، ويدرس حوالي 1.5 ألف مواطن من رعايا الدولة الجزائرية في جامعات روسيا الاتحادية.
وأختتم يوري أوشاكوف القول أنه: "خلال المحادثات، من المقرر تبادل وجهات النظر حول القضايا الرئيسية على الأجندة الدولية، مع التركيز على الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا".
وشدد على أن "التنسيق الروسي - الجزائري يجري في أشكال ومنظمات متعددة الأطراف، بما في ذلك في الأمم المتحدة، مع مراعاة انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2024 - 2025. وأضاف ممثل الرئاسة الروسية أنه تم إنشاء عمل مشترك مثمر في إطار (أوبك+) ومنتدى الدول المصدرة للغاز. وفي معظم القضايا الدولية، فإن مواقف بلدينا إما تتطابق أو قريبة جداً"، منوّهاً بأنه "ضمن المخطط العام للعلاقات بين روسيا وافريقيا ستتم مناقشته أيضاً في المحادثات، مع مراعاة القمة التي عُقِدت في نهاية يوليو (تموز)". كما أكد يوري أوشاكوف أنه "ستتم مناقشة جوانب مختلفة من الأزمة الأوكرانية".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Alex Zarubi/Unsplash
المصدر: تاس