Ru En

بوتين يعقد محادثات في أبو ظبي والرياض وترحيب حار في شبه الجزيرة العربية

٠٧ ديسمبر ٢٠٢٣

زار الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين أبو ظبي والرياض في يوم واحد، حيث لم يزر البلدين منذ عام 2019. في دولة الإمارات العربية المتحدة، استقبله الرئيس - محمد بن زايد آل نهيان، وفي المملكة العربية السعودية من قبل ولي العهد الوزراء - محمد بن سلمان آل سعود، وفقاً لما تداولته وسائل إعلام اليوم الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول 2023.

 

جرت معظم المباحثات في كلا البلدين، باستثناء محادثات البروتوكول في البداية، خلف أبواب مغلقة، ومع ذلك، فإن الاستقبال الذي تم تنظيمه لبوتين وتصريحات القادة العرب يشهد على المستوى العالي للعلاقات ومجموعة متنوعة من مجالات التعاون الواعدة.

 

يُشار الى أن رحلة الرئيس الروسي تمت على خلفية المرحلة المتفاقمة من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والتي استمرت لمدة شهرين، بعد وقت قصير من اجتماع الدول الأعضاء في منظمة (أوبك+)، حيث توافقت الدول على تخفيض طوعي آخر في إنتاج النفط، وقبل زيارة الرئيس الإيراني - إبراهيم رئيسي إلى موسكو مباشرة.

 

جمعت وكالة "تاس" المعلومات الرئيسية حول محادثات بوتين في شبه الجزيرة العربية:

 

 

اجتماع رسمي في دولة الإمارات العربية المتحدة

 

كما قال الناطق الرسمي باسم الكريملِن - دميتري بيسكوف، للصحفيين، طوال الرحلة إلى أبو ظبي، رافقت الطائرة الرئاسية مقاتلات "سو 35 إس "، التي أحتوت على "أسلحة قياسية من مختلف الفئات"، بالنسبة لمرافقة الطيران للطائرة الرئاسية، تم الحصول على تصاريح طيران خاصة من الدول التي تم تحليق الرحلة فوق أراضيها، ووفقاً لبيسكوف، نحن ممتنون لهذه الدول على تعاونها".

 

في أبو ظبي، عقد الرئيس بوتين اجتماعاً رسمياً: رسمت الطائرات المقاتلة الألوان الثلاثة للعلم الروسي فوق سماء عاصمة الإمارات العربية المتحدة، وتم تزيين الطريق المؤدي إلى قصر الوطن (قصر الأمة) بأعلام البلدين، التقى محمد بن زايد شخصياً برئيس روسيا عند المدخل الرئيسي.

 

 

الاقتصاد وجدول الأعمال الدولي

 

في الجزء المفتوح من الاجتماع، أشار بوتين إلى المستوى "العالي غير المسبوق" للعلاقات الثنائية، وشدد الرئيس الإماراتي على الدور الشخصي لنظيره الروسي في تعزيزها، ووصف الإمارات بأنها الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في العالم العربي (هذا العام، يتجاوز نمو حجم التجارة، حسب تقييمه، رقم العام الماضي البالغ 67.7٪)، واستذكر محمد بن زايد أكبر استثمارات بلاده في الاقتصاد الروسي.

 

وأشاد بوتين بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، لتحقيق الاستقرار في الوضع في العالم، ناقشت المحادثات في أبو ظبي، على وجه الخصوص، الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط.

 

وأشار أيضاً إلى أنه في عام 2024 ستترأس روسيا مجموعة "بريكس"، التي بدأت الإمارات العربية المتحدة العمل فيها، قائلاً: "سنواصل الاتصالات على طول هذا الخط، سنكون في انتظاركم في القمة في قازان في أكتوبر المقبل".

 

 

المفاوضات في الرياض

 

عندما وصل الرئيس الروسي إلى الرياض، حل الظلام وأصبح الجو أكثر برودة إلى 23 درجة مريحة، واستقبل الرئيس الروسي في قصر "اليمامة" عند المدخل التقى به ولي العهد السعودي.

 

وقال فلاديمير بوتين في بداية المحادثات "لا شيء يمكن أن يعيق تطور علاقاتنا الودية"، وأشار إلى أن الاتحاد السوفيتي كان من أوائل من اعترفوا بالمملكة العربية السعودية في ذلك الوقت، وأشار إلى أن هناك "الكثير" في العلاقات بين البلدين، لكن في السنوات السبع الماضية "اكتسبوا مثل هذه الجودة ووصلوا إلى مستوى لم يكن من قبل".

 

ورداً على ذلك، وصف محمد بن سلمان بوتين بأنه "ضيف عزيز ومميز على الأراضي السعودية"، مشدداً على آفاق التعاون: "هناك فرص كبيرة مفتوحة لنا، يمكننا من خلالها القيام بعمل مهم لصالح العالم بأسره".

 

وفي كلمته الافتتاحية، دعا الرئيس بوتين أيضاً ولي العهد إلى زيارة العاصمة موسكو. وأكد الأخير "سآتي بلا شك".

 

 

الأسمدة وأكثر من ذلك

 

وفقاً للأمير محمد بن سلمان، فإن الرياض وموسكو تتعاونان بشكل فعال في تعزيز التعاون الاقتصادي: "على مدى السنوات القليلة الماضية، حققنا نتائج رائعة، بما في ذلك في مجال الطاقة والزراعة والتجارة والاستثمار وغيرها من المجالات".

 

كما تحدث بوتين، على وجه الخصوص، عن آفاق العمل في سوق الأسمدة: حيث قدم أعضاء وفده إلى ولي العهد، بما في ذلك رجل الأعمال دميتري مازيبين، الذي يتعامل مع الأسمدة. وأضاف الرئيس الروسي "هناك فرصة لإنشاء شركة مشتركة كبيرة".

 

من الجدير بالذكر أن محادثات الرئيس الروسي في الرياض استمرت لفترة أطول مما كانت عليه في أبو ظبي - حوالي ثلاث ساعات مقابل حوالي ساعتين.

 

 

تعميق التعاون

 

واصل الرئيس الروسي وولي العهد السعودي، بعد مفاوضات بمشاركة الوفود، حديثهما وجهاً لوجه على مأدبة غداء "كانت هناك مصالحة مفصلة للساعات"، حسبما قال المتحدث باسم الكريملِن - دميتري بيسكوف للصحافيين بعد زيارة فلاديمير بوتين.

 

كما أشار سكرتير الرئيس الروسي الى أن "هناك عدد من الخطط المحددة لتعميق التعاون" بين البلدين في (أوبك+)، أيضاً ستواصل موسكو والرياض التعاون الاستثماري"، على الرغم من تصرفات الأعداء"، من بين أمور أخرى، ناقش بوتين وبن سلمان "القضايا الحساسة على جدول الأعمال الدولي والوضع في منطقة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والتي "تسبب قلقاً عميقاً".

 

يعد الدبلوماسيون الروس والسعوديون وثيقة ختامية تستند إلى نتائج المحادثات التي عقدت في الرياض، لكنها لا تعني أي "مبادرات سلام"، وسيتم تحديد موعد زيارة ولي العهد من خلال القنوات الدبلوماسية.

 

هذا وعلق دميتري بيسكوف كذلك على نتائج قمة مجموعة الـ 7 الافتراضية الأخيرة بالقول إن العقوبات على الماس لم تكن خبراً غير متوقعاً وإن الشركات الروسية تدرك المخاطر، وبالقول كذلك إن الولايات المتحدة متضاربة بشأن حرق الأموال "في فرن" أوكرانيا.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا

المصدر: تاس