أعرب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني - كمال كرار، وهو عضو في قيادة الجبهة المدنية الثورية السودانية، في مقابلة مع وكالة "تاس"، أن السياسة الاستعمارية الجديدة لفرنسا، التي تسعى إلى الحفاظ على نفوذها في غرب افريقيا، أدت إلى انقلاب عسكري في نيامي، وذلك اليوم الجمعة 4 أغسطس/آب 2023.
وأشار كمال كرار إلى أن "الأحداث التي وقعت في النيجر طبيعية تماماً، منذ أن جاء التدخل الفرنسي في الحياة السياسية بالرئيس - محمد بازوم، الذي أطاح به الجيش الآن. وتحت إدارته، تمكن الفرنسيون من الوصول إلى الموارد الطبيعية لهذا البلد دون عوائق، في المقام الأول إلى احتياطيات خام اليورانيوم. فإن هذا الوضع، تسبب في قلق الجمهور التقدمي، كما يتضح من المظاهرات المناهضة للفرنسيين، التي وقعت ليس فقط في النيجر، ولكن أيضاً في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين".
وأضاف كرار، أنه من الواضح أن فرنسا، دولة مركزية سابقة، تسعى إلى الحفاظ على نفوذها في غرب افريقيا بأي وسيلة، لكن يبدو أن الأرض تنزلق من تحت أقدام الفرنسيين وسط الرغبة المتزايدة للأفارقة في الاستقلال الحقيقي. وشدد على أنه من الوارد أن يتبع الانقلاب في نيامي موجة من احتجاجات، من شأنها أن تعرض مصالح الشركات الفرنسية في منطقة الساحل الشاسعة للخطر.
هذا ولفت كرار الانتباه إلى حقيقة أن محاولة باريس استخدام الوحدات العسكرية للدول الأعضاء في الجماعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا لقمع الانقلاب في نيامي لم تنجح بعد. كما شدد السياسي السوداني على أن "المجموعة الافريقية رفضت استخدام القوة ضد النيجر، ومن الواضح أن فرنسا ستحاول الآن إشراك الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية الأخرى في الضغط على جيش النيجر، من أجل تحقيق أهدافه بحجة استعادة الحكم الدستوري في البلاد. وعلى أي حال، فإن الكلمة الأخيرة تبقى مع شعب النيجر".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Pascal Treichler\Pixabay
المصدر: تاس