Ru En

لافروف يحضر اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ بجنوب افريقيا

٢٠ فبراير

من المقرر أن يصل وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، إلى أكبر مدينة في جنوب افريقيا، جوهانسبرغ، اليوم الخميس 20 فبراير/شباط 2025 للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، حيث ستعقد القمة التي تستمر يومين.

 

خلال عام 2025، تتولى جنوب افريقيا رئاسة مجموعة العشرين، خلفاً للبرازيل. وهذا يعني أن جدول أعمال المجموعة سوف يتأثر مرة أخرى بحليف روسيا في مجموعة "بريكس". والجدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها القارة الافريقية اجتماعاً وزارياً لمجموعة العشرين.

 

تأتي زيارة لافروف إلى جنوب افريقيا في أعقاب مفاوضات رفيعة المستوى بين روسيا والولايات المتحدة في الرياض، وهو الحدث الذي يتابعه المجتمع الدولي عن كثب. ومن المتوقع أن يسعى نظراؤه في مجموعة العشرين إلى الحصول على رؤى، حول نتائج هذه المفاوضات من أحد الشخصيات المركزية المشاركة. وسوف تتاح لهم الفرصة الكافية للقيام بذلك، حيث أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا، أن لافروف لديه عدة اجتماعات ثنائية مقررة خلال القمة.

 

يعد أحد الأسئلة الرئيسية هو ما إذا كانت الدول الغربية الأخرى ستحذو حذو الولايات المتحدة وتطلب اجتماعاً مع لافروف على هامش جلسة مجموعة العشرين. وقد أكدت روسيا باستمرار انفتاحها على الحوار، شريطة وجود اهتمام حقيقي من وزراء الخارجية. ومع ذلك، على مدى السنوات الثلاث الماضية، تجنّب المسؤولون الغربيون إلى حد كبير التعامل المباشر مع نظرائهم الروس.

 

 

الخلاف الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وجنوب افريقيا

 

نشأ جدال دبلوماسي منفصل يتعلق بوزير الخارجية الأمريكي - ماركو روبيو، الذي كان حاضراً أيضاً في المفاوضات الأخيرة بالسعودية. ولكن على عكس لافروف، اختار روبيو عدم حضور اجتماع مجموعة العشرين في جوهانسبرغ. وقد أدى هذا القرار إلى تكثيف الخلاف المتزايد بين واشنطن وبريتوريا.

 

وتصاعدت التوترات بعد أن وقع الرئيس الأمريكي - دونالد ترامب على أمر تنفيذي في 7 فبراير الجاري لإنهاء جميع المساعدات الأمريكية لجنوب افريقيا. واتهم حكومة جنوب افريقيا بالتمييز العنصري ضد المواطنين البيض، وأثار مخاوف بشأن الاستيلاء المحتمل على الأراضي من المزارعين. كما انتقد ترامب بريتوريا لرفعها قضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في ديسمبر/كانون الأول 2023، متهماً إياها بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.

 

أعلن روبيو لاحقاً أنه لن يشارك في مناقشات مجموعة العشرين، مستشهداً بـ "السياسات المناهضة لأمريكا" في جنوب افريقيا وأجندة اعتبرها "مضللة"، تركز على التضامن والمساواة والاستدامة. من جهتها حاولت بريتوريا التواصل مع واشنطن للتوضيح والحوار، ولكن حتى الآن، لم يكن هناك رد من الإدارة الأمريكية.

 

 

أجندة اجتماع مجموعة العشرين

 

أكد سيرغي لافروف، متحدثاً في جلسة برلمانية حكومية أمام مجلس الـ دوما، البرلمان الروسي، قبل مغادرته موسكو متجهاً إلى بريتوريا، على أهمية استخدام منصة مجموعة العشرين لتشجيع نظرائه الغربيين على الانخراط في تعاون محترم وبناء بدلاً من فرض سياسات أحادية الجانب.

 

وسلط لافروف الضوء على جهود روسيا، إلى جانب حلفاء الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" ودول الجنوب العالمي الأخرى، لمواجهة محاولات الدول الغربية لتوجيه الأجندة نحو القضايا المتعلقة بأوكرانيا وفرض سياسات اقتصادية ومالية وتجارية ومناخية تقييدية.

 

سيفتتح اجتماع جوهانسبرغ رئيس جنوب افريقيا - سيريل رامافوزا، الذي سيحدد التحديات والتهديدات العالمية الرئيسية. وتهدف جنوب افريقيا، بصفتها الدولة المضيفة، إلى اقتراح مجموعة موحدة من مواضيع المناقشة.

 

ووفقاً لـ زاخاروفا، فإن الأولويات التي حددتها بريتوريا تركز على تحفيز النمو الاقتصادي، والحد من الصدامات، ومعالجة الاختلالات العالمية، وضمان الوصول العادل إلى الموارد المالية لدول الجنوب العالمي. وسيتماشى الموضوع الشامل للمشاورات مع التزام جنوب افريقيا بالتضامن والمساواة والتنمية المستدامة.

 

 

كلمة لافروف في مجموعة العشرين

 

خلال خطابه، سيقدم لافروف تحليلاً شاملاً للشؤون الدولية، مع التركيز على الأسباب الجذرية للأزمات الجيوسياسية الجارية والماضية. ووفقاً لمصادر دبلوماسية روسية، فإنه سيحدد خطوات ملموسة لمعالجة الاتجاهات العالمية المزعزعة للاستقرار.

 

وأضافت ماريا زاخاروفا "ستكون هناك أيضاً دعوة متجددة للحفاظ على اقتصاد عالمي مفتوح، ورفض الحروب التجارية، والعقوبات غير القانونية، وغيرها من أشكال المنافسة غير العادلة".

 

كما أوضحت الناطقة الرسمة باسم الخارجية الروسية أن موسكو "ستؤكد التزامها بالحفاظ على الدور المركزي للأمم المتحدة في الحوكمة العالمية، وأهمية دعم ميثاق الأمم المتحدة في مجمله".

 

هذا ومن المتوقع أيضاً أن يلفت لافروف الانتباه إلى أهمية التحالفات الدولية، التي تعمل على أساس الاحترام المتبادل والتعاون بدلاً من الإكراه أو التهديدات. وسيتناول على وجه التحديد دور منظمات مثل "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي"، و"منظمة شنغهاي للتعاون"، ومجموعة "بريكس".

 

بالإضافة إلى ذلك، سيؤكد الوزير الروسي على رؤية موسكو لـ "الشراكة الأوراسية الكبرى"، وهي مبادرة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي الأعمق في جميع أنحاء القارة.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس