Ru En

لافروف يعقد اجتماعاً في موسكو مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي

١٠ يوليو ٢٠٢٣

يعقد وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربي في العاصمة موسكو، وذلك اليوم الاثنين 10 يوليو/تموز 2023.

 

أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي عشية المحادثات، فإن الاجتماع سيكون يهدف إلى تعزيز العلاقات بين دول الخليج وروسيا وسيغطي العديد من الموضوعات الدولية وقضايا التعاون الإقليمي.

 

 

وسيط محتمل

 

من المتوقع أن الوضع في جميع أنحاء أوكرانيا سوف يحتل مكاناً خاصاً على جدول أعمال الجولة السادسة من المفاوضات. فمن المرجح أن يقوم وزير الخارجية الروسي بإبلاغ نظرائه بالتقدم المحرز في العملية العسكرية الخاصة، وأن يصف بالتفصيل رؤية موسكو فيما يتعلق بالعوامل التي تسهم في زيادة تصعيد الصراع. في الوقت نفسه، من الممكن أن يبدي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اهتماما بدور الوسيط في التسوية السياسية والدبلوماسية.

 

في وقت سابق، قدم القادة، مثل الرئيس التركي - رجب طيب إردوغان ونظيره البيلاروسي - ألكسندر لوكاشينكو، وكذلك مجموعات من الدول والجمعيات خدماتهم في هذا الاتجاه على أساس المبادرة. على وجه الخصوص، زار موسكو بالفعل وفد من فريق الاتصال التابع لجامعة الدول العربية المعني بأوكرانيا وبعثة لحفظ السلام من 7 دول افريقية، والتي اقترحت خطة تسوية سلمية بعد الصين. إذ هناك سبب للاعتقاد بأن أعضاء مجلس التعاون الخليجي سيحاولون أيضاً ترجمة الصراع إلى حل سلمي. علاوة على ذلك، فإن أعضاء بارزين في الجمعية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لديهم خبرة في الوساطة الإيجابية في الاتصالات الروسية - الأوكرانية. من جهته أعرب الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين عن تقديره الكبير لمساعدة الرياض وأبو ظبي في عملية تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

 

 

التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية

 

جولة جديدة من تصعيد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي تعد بأن تكون موضوعاً حساساً في المفاوضات. هذا ووقعت غارة الجيش الإسرائيلي على نابلس، بعد أكثر من يوم بقليل من الانتهاء من العملية الخاصة في مدينة جنين ومخيم اللاجئين الذي يحمل نفس الاسم، الواقع أيضا في الضفة الغربية

 

وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فقد قتل 13 فلسطينياً خلال الاشتباكات، وأصيب ما لا يقل عن 120 شخصاً نتيجة للعملية الخاصة للقوات الإسرائيلية، بينما يتم تقييم حالة ما لا يقل عن 20 ضحية من قِبَل الأطباء على أنها خطيرة.

 

وفي ضوء تطورات الأحداث هذه، قررت قيادة السلطة الفلسطينية إنهاء جميع الاتصالات مع إسرائيل، وزيادة تقليص المناطق التي تنسق فيها الأطراف الإجراءات بشأن القضايا الأمنية.

 

وكما قال السفير الفلسطيني في موسكو - عبد الحفيظ نوفل، في مقابلة مع وكالة "تاس"، فإنه قد يُعاد النظر في مثل هذا القرار، ولكن بالتأكيد ليس في المستقبل القريب. وأشار إلى أن الحالة في الوقت الراهن تتطلب استجابة فورية وعملية من المجتمع الدولي ولا يمكن أن تقتصر على النداءات الروتينية لضبط النفس. ويراقب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بدورهم عن كثب تطور الوضع حول هذا الصراع. وفي مارس/ آذار الماضي، وجّهوا نداء إلى وزير الخارجية الأمريكي -أنتوني بلينكن يدعو فيه واشنطن إلى "المساهمة في تحقيق تسوية عادلة وشاملة للصراع على أساس مبادئ القانون الدولي" .ومن المرجح أن يناقش الاجتماع في موسكو أيضاً السبل الممكنة لدفع التسوية، بما في ذلك تفعيل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)، ومن غير المرجح أيضاً أن يظل تطبيع الوضع في بلدان مثل سوريا وليبيا واليمن دون اهتمام الوزراء.

 

 

التعاون التجاري والاقتصادي

 

سيحتل مسار التعاون التجاري والاقتصادي مكاناً خاصاً على جدول أعمال المفاوضات. في الصيف الماضي، خلال زيارته للرياض، ناقش وزير الخارجية الروسي آفاق التعاون الصناعي مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي آنذاك - نايف فلاح الحجرف. تحدثوا لصالح توسعها وتنفيذ مشاريع مشتركة في كل من روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي. كما أوضحت وزارة الخارجة الروسية أنه، من بين "أكثر المجالات الواعدة إدخال التقنيات الروسية المتقدمة، بما في ذلك في مجال الطاقة النووية والفضاء السلمي".

 

وبالإضافة إلى ذلك، عشية ذلك قدم رئيس بنك (VTB) - أندري كوستين اقتراحاً لإنشاء مركز تسوية الإيداع الدولي البديل، الذي سيكون مقره في واحدة من بلدان الخليج العربي، مع الأخذ بعين الاعتبار تركيز رأس المال الكبير في هذه المنطقة. ووصفت رئيسة بنك روسيا - إلفيرا نابيولينا، الاقتراح بأنه مثمر ودعت إلى مناقشة جوانب محددة مع السوق والشركاء الدوليين. في هذا الصدد، من المتوقع أن يرغب وزراء مجلس التعاون الخليجي في النظر بالتفصيل في الكتلة الاقتصادية للقضايا ومناقشة هذه المبادرة بمزيد من التفصيل في الاتصالات مع الجانب الروسي.

 

هذا وتعتبر دول مجلس التعاون الخليجي منظمة إقليمية تتكون من 6 دول: البحرين وقطر والكويت وعمان والسعودية والإمارات تأسست في عام 1981. هناك اهداف رئيسية للمنظمة وهي التنسيق السياسي والتكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة، وكذلك التعاون في مجال الأمن والدفاع الإقليميين في الخليج العربي، إذ عقد الاجتماع الأول للحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ في عام 2016 في الرياض في عام 2017.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس