أكد القائم بالأعمال الروسي في ليبيا، جامشيد بولتاييف، أنه على اتصال مع جميع أطراف النزاع الليبي، مشيرا في مقابلة له مع وكالة "ريا نوفوستي" إلى أنه "بالطبع هذا ضروري، وأنا على استعداد للسفر والتواصل مع سلطات حكومة الوفاق الوطني، ومع السلطات في شرقي البلاد، كما أخطط للاتصال بجميع الأطراف في ليبيا والحفاظ على اتصالات مع الجميع بما في ذلك أولئك الذين يعتمد عليهم مصير مواطنينا المسجونين في ليبيا".
وأضاف القائم بالأعمال الروسي في ليبيا أن "مواطني روسيا الاتحادية المحتجزين في سجن ليبي لم يرتكبوا جرائم، ولم توجه إليهم اتهامات بعد، وهناك احتمالات لإطلاق سراحهم". لافتا إلى أنه ينوي زيارة المواطنين الروس في السجن عندما يتمكن من القيام برحلة إلى طرابلس.
وفي أيار/ مايو من العام الماضي، تم في ليبيا احتجاز مواطنين من روسيا، وهما موظفان في "الصندوق الوطني لحماية القيم"، مكسيم شوغالي وسامر سويفان. وزعم رئيس إدارة التحقيقات الجنائية عند المدعي العام الليبي أن الروس محتجزون في طرابلس لمحاولتهم التأثير في نتائج الانتخابات المقبلة.
وقال بولتاييف: "هناك احتمالات، لكن لا يمكنني أن أقول متى لا يمكنني تقديم أي ضمانات، لأن هذه دولة أجنبية، هناك حرب في البلاد".
وأضاف: "أنت تعلم أنه في كافة الاجتماعات مع الليبيين، فإن كل من وزير (الشؤون الخارجية في روسيا الاتحادية) لافروف ونائب الوزير (ميخائيل) بوغدانوف يطرحان هذا الموضوع دائما ويقولان إنه يجب إطلاق سراحهما، لأنهما – كما قال الدبلوماسي الروسي - "لقد تم احتجازهم بدون أي تهمة، ولم يرتكبوا أي جرائم".
وأكد أنه لا يزال من الصعب قول شيء محدد، "أولا، لأنني لم أبدأ ممارسة عملي بالفعل". وأضاف بولتاييف "ثانيا، إن قضايا الإفراج عن مواطنينا المحتجزين في سجون في دول أخرى موضوع معقد وحساس للغاية يتعلق بقضايا السرية". "لا أرغب في السير أمام القاطرة. في هذا الصدد، لدي بعض الخبرة، لقد عملت في العراق، وكانت هناك حالات قليلة على الخط القنصلي عندما انتهى الوضع بهؤلاء الناس في السجون. الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله عن مواطنينا في ليبيا هو أنني سوف أتعامل مع هذه القضية بإحكام شديد".
وبحسب بولتاييف، فإن الروس متواجدين الآن في سجن بضواحي طرابلس، وليس لديه معلومات عن نقلهم إلى فيلا وفي اسطنبول، كما كتبت بعض وسائل الإعلام.
وأضاف: "عندما وجهت هذه الأسئلة إلى القائم بالأعمال الليبي في موسكو، قال إنهم في السجن حيث ظلوا محتجزين طوال هذا الوقت، في ضواحي ليبيا، وعندما أصل يمكنني مقابلتهم. على الأقل هناك مثل هذا الاتفاق مع محامي مؤقت، وبالتأكيد فإن حماية مواطنينا المسجونين بدون أية اتهامات واضحة هي إحدى المهام الرئيسية لأي سفارة لنا، وسأتعامل عن كثب مع هذه القضية، وقد تم اتهامهم بالتجسس بدون دليل، على الرغم من أن أبحاث الرأي العام التي قاموا بها ليست ذات طابع تجسسي، لقد ذهبوا إلى هناك بشكل رسمي.
وأضاف بولتاييف "حصلوا على جميع الأذونات وانخرطوا علنا في عملهم ولم يختبئون من أحد وبالتالي الاتهامات ليس لها أساس".
روسيا لا تزود ليبيا بالأسلحة
أكد القائم بالأعمال الروسي في ليبيا أن بلاده لا تزود ليبيا بالأسلحة، ولا تنتهك حظر مجلس الأمن الدولي. وقال بولتاييف "فيما يتعلق بالأسلحة في ليبيا، قبل فرض العقوبات، قدمنا الأسلحة ولكن بالطبع ليس في الوقت الحالي، ونحن لا ننتهك الحظر". وأوضح أنه سيكون من غير العملي تماما أن تنتهك روسيا حظر الأسلحة.
الدبلوماسي يرد على تقارير وجود "مرتزقة روس" في ليبيا
كما أكد بولتاييف أن مزاعم وجود مرتزقة روس في ليبيا "زائفة"، وأن المزاعم ضد روسيا لا أساس لها ولا تدعمها الحقائق. وقال: "روسيا كدولة لا تدعم ولا تشجع على الارتزاق. هذا ما قاله الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين. إذا كان هناك مواطنون روس، بإرادة القدر أو بأي وسيلة أخرى، انتهى بهم الحال في ليبيا أو في أي مكان آخر، وهذا يعني أنهم "لقد اتخذوا بعض الخطوات بأنفسهم، وتلقوا المال مقابل ذلك، لكنهم بذلك ينتهكون القانون الروسي".
وأضاف: "إن الاتهامات الموجهة ضد روسيا كدولة (في وجود مرتزقة روس في ليبيا - محرر) لا أساس لها. أريد أن أؤكد مرة أخرى أن مزاعم وجود مرتزقة روس في ليبيا لم يتم تأكيدها.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنه "في روسيا هناك مادة في القانون الجنائي تنص على العقوبة الجنائية على جرم الارتزاق." وقال بولتاييف "المرتزق ليس ممثلا للدولة، إنه شخص خاص يمكنه استئجار شخص خاص آخر لبعض العمليات العسكرية أو المسلحة".
ونفت روسيا مرارا مزاعم التورط في النزاع الليبي، في حين أن موسكو تفضل تسوية سلمية للوضع في ذلك البلد وتحتفظ باتصالات مع الطرفين المتحاربين.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح في وقت سابق أن روسيا تستأنف عمل السفارة في ليبيا، وأنها ستمثل مصالح روسيا الاتحادية في جميع أنحاء البلاد، بينما سيكون مقرها في تونس.
وتم إجلاء البعثة الدبلوماسية لروسيا الاتحادية من العاصمة الليبية في آب/ أغسطس 2014 بسبب تفاقم الوضع في البلاد.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، أعفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيفان مولوتكوف من مهامه كسفير فوق العادة ومفوض لروسيا الاتحادية في ليبيا، ولم يتم تعيين رئيس جديد للبعثة الدبلوماسية بعد.
وحتى الآن، وفقا لبولتاييف، لا يوجد موعد لمغادرته إلى تونس، حيث ستتمركز البعثة الدبلوماسية الروسية هناك.
وأوضح الدبلوماسي "أنا على استعداد للطيران على الأقل غدا، ولكن لأسباب واضحة لا يمكنني أن أقول متى سأنتهي هناك بسبب القيود المفروضة على الحركة الجوية في العالم".
وقال إنه سيكون في تونس لأسباب أمنية، لأن الوضع في طرابلس لا يسمح بالانتقال إلى هناك ومباشرة العمل على الفور.
وأضاف: "بالنسبة للرحلات، أنا متأكد من أنني سوف أسافر في جميع أنحاء البلاد، ولكن ذلك لا يعتمد على رغبتي فقط، ولكن أيضا على توازن المخاطر وقضايا الأمن".
وبعد الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي واغتياله في العام 2011، توقفت ليبيا عمليا عن العمل كدولة موحدة. وتسود هناك حاليا سلطة مزدوجة في البلاد. ويتموضع البرلمان الذي انتخبه الشعب في الشرق، وفي الغرب في العاصمة طرابلس، تحكم "حكومة الوفاق الوطني" بقيادة فايز السراج، بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كما تعمل سلطات الجزء الشرقي من البلاد بشكل مستقل عن طرابلس وتتعاون مع "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي لم يتوقف عن محاولة السيطرة على طرابلس منذ نيسان/ أبريل 2019.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons
المصدر: نوفوستي