أجرى فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، مساء الخميس 23 تموز/ يوليو، محادثات هاتفية وُصِفت بـ"البناءة"، وأثنى الجانبان على التعاون في مكافحة فيروس كورونا، معربين عن التزامهم بتطوير التعاون التجاري والاقتصادي، وذلك بحسب ما ذكره المكتب الصحفي في الكرملين.
وقال بيان الكرملين: " أعرب الجانبان عن موقف متبادل لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي الروسي الأمريكي". كما قدمت المحادثة أيضا "تقييما إيجابيا للتعاون في مكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا".
وشدّد بيان الكرملين على أن "المحادثة كانت بناءة وغنية بالمعلومات"، مشيرا إلى أن الزعيمين اتفقا على مواصلة الاتصالات على مختلف المستويات.
يُشار إلى أن المرة السابقة التي تحدث فيها بوتين وترامب عبر الهاتف كانت في 1 حزيران/ يونيو الماضي.
وكما صرّح السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، في وقت سابق، بأنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة زيادة حجم التجارة الثنائية بشكل كبير، والذي بلغ في العام الماضي 28 مليار دولار، مشيرا إلى أنه تم تحديد مهمة رفع نوعية العلاقات التجارية والاستثمار.
وقد ناقش بوتين وترامب مسألة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في مجال مكافحة فيروس كورونا المستجد خلال المحادثة الهاتفية التي جرت في 30 آذار/ مارس الماضي.
وفي البداية، قدمت روسيا المساعدة للولايات المتحدة، بعد ذلك أرسل الجانب الأمريكي 200 جهاز تنفس اصطناعي إلى روسيا الاتحادية.
الحد من التسلح
أكد بوتين وترامب على ضرورة إجراء مشاورات أمريكية روسية بشأن الحد من التسلح، وقال المكتب الصحفي للكرملين: "تم بدقة بحث قضايا الاستقرار الاستراتيجي والحد من التسلح مع الأخذ بعين الاعتبار المسؤولية الخاصة لروسيا والولايات المتحدة في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين."
وأشار الكرملين إلى أنه "في هذا السياق، تم تأكيد أهمية المشاورات الثنائية حول هذه القضايا، بما في ذلك موضوع معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها".
كما أشار الجانبان إلى "أهمية المبادرة الروسية لعقد قمة للدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي حول مجموعة واسعة من مشاكل الأمن الدولي".
وفي وقت سابق، أكد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون الحد من الأسلحة، مارشال بيلينغسلي، أن جولة جديدة من مشاورات مراقبة الأسلحة الروسية الأمريكية سوف تعقد في العاصمة النمساوية، كما هو مخطط.
وستنتهي فعالية معاهدة "ستارت" الروسية الأمريكية أوائل العام المقبل 2021 في حال لم تتفق موسكو وواشنطن على تمديدها. وتم التوقيع على تلك المعاهدة من قبل الدولتين في العام 2010.
وبحسب بنود الاتفاقية، يقوم كل طرف من جهته بتخفيض أسلحته الهجومية الإستراتيجية، إذ أنه بعد 7 سنوات من دخولها حيز التنفيذ، لا يجب أن تتجاوز الكميات الإجمالية للأسلحة: 700 صاروخ باليستي عابر للقارات منشور، وصاروخ باليستي من الغواصات، وقاذفة ثقيلة.
إضافة إلى 1550 رأس حربي، منها 800 قذيفة باليستية منشورة أو غير منشورة، بما فيها الغواصات والقاذفات الثقيلة.
وتبقى الاتفاقية سارية المفعول لمدة 10 سنوات (حتى 5 شباط/ فبراير 2021)، ما لم يتم استبدالها باتفاق لاحق قبل ذلك التاريخ. ويمكن تمديدها أيضا لمدة لا تزيد عن خمس سنوات (أي حتى عام 2026) بالاتفاق المتبادل بين الطرفين.
نظام عدم الانتشار النووي
أشار الكرملين إلى أن بوتين وترامب تناولا الوضع حول الاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف البيان "تم التطرق إلى الوضع حول البرنامج النووي الإيراني. وأكد الجانبان على المطالبة ببذل جهود جماعية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ونظام عدم الانتشار النووي العالمي."
وفي العام 2015، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يدعم "خطة العمل الشاملة المشتركة" لحل مسألة "البرنامج النووي الإيراني"، والذي بدوره حدّ من تطوير طهران النووي باستثناء الأغراض المدنية فقط. وفي هذا الخصوص، نص القرار على الإبقاء على حظر الأسلحة المفروض على إيران لمدة خمس سنوات.
وفي أيار/ مايو 2018، انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية ضد طهران، بما في ذلك في مجال صادرات النفط.
ذكرى مشروع "سيوز- أبولو"
وقال الكرملين إن رئيسي روسيا والولايات المتحدة "تبادلا التهاني بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للرحلة المدارية في إطار برنامج (سويوز- أبولو) المشترك".
و يصادف تاريخ 15 تموز/ يوليو مرور 45 سنة على بدء أول رحلة فضائية مشتركة للسفن من البلدين. وكان رائدا الفضاء السوفيتيان أليكسي ليونوف (القائد) وفاليري كوباسوف (مهندس الطيران) على متن المركبة "سويوز -19"، ورائدا الفضاء الأمريكيان توماس ستافورد (القائد)، وفانس براند (قائد وحدة القيادة) ودونالد سلايتون (طيار وحدة الإرساء) على متن مركبة "أبولو". وتم التحام المركبتين بعد ذلك بيومين أي في 17 يوليو 1975 فوق العاصمة موسكو، وجرت أول مصافحة فضائية لممثلي دول مختلفة عبر إلبه.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس