Ru En

روسيا وأوكرانيا تعقدان جولة محادثات وجهاً لوجه في اسطنبول لأول مرة منذ 3 أسابيع

٢٩ مارس ٢٠٢٢

يعقد الوفدان الروسي والأوكراني جولة جديدة من المحادثات بينهما في مدينة اسطنبول التركية، اليوم الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، حيث سيجتمع الطرفان بشكل شخصي لأول مرة منذ المحادثات في منطقة بريست في بيلاروسيا بتاريخ 7 مارس الجاري.

 

وفي الوقت نفسه، استمر عمل الوفود طوال هذا الوقت في وضع ثابت - في صيغة مؤتمرات الفيديو.

 

وبحسب ما أفاد به رئيس الوفد الروسي، مساعد الرئيس الروسي، فلاديمير ميدينسكي، فإن مجموعات الخبراء كانت تتباحث بشكل شبه يومي، ومرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وكانت هناك محادثات لرؤساء الوفود. وقد استمر العمل في الليل أيضاً: حيث تباحث محامون وعسكريون وخبراء بين المناصب وبحثوا خلالها عن حلول وسط. ويلتزم الجانب الروسي بصرامة بخط عدم الكشف عن تفاصيل عملية التفاوض، معتقدا أن ذلك قد يضر بالمباحثات.

 

 

على ضفاف البوسفور

 

يُشار إلى أن تركيا تلعب دور الوسيط في المفاوضات الروسية - الأوكرانية للمرة الثانية.

 

وكان الجانب التركي قد نظّم، في 10 مارس الجاري، على هامش منتدى "أنطاليا" الدبلوماسي، اجتماعا لوزيري خارجية روسيا وأوكرانيا سيرغي لافروف ودميتري كوليبا، بمشاركة وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، وقد فشلت تلك المفاوضات، ولكن أنقرة تواصل محاولة تقريب المواقف بين الطرفين.

 

وكان قد بادر لهذا الاجتماع في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وبحسب بيان مكتب الرئيس التركي، تم التوصل إلى هذا الاتفاق خلال محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي.

 

بدوره، قال المكتب بعد المحادثة إن "الرئيس (التركي) إردوغان شدّد على ضرورة إقامة هدنة وسلام بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت مُمكن، وكذلك لتحسين الوضع الإنساني في المنطقة". كما تعرض أنقرة بإصرار تنظيم لقاء بين بوتين والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

 

ومع ذلك، وكما أكدت موسكو مراراً، لن يكون مثل هذا الاجتماع مُمكناً إلا بعد اتفاق الأطراف على نص المعاهدة.

 

إلى ذلك، ستجري المحادثات في اسطنبول في قصر "دولما بهجة" على ضفاف مضيق البوسفور آخر مقر سكني للسلاطين العثمانيين، وفي الوقت الحالي، يعتبر هذا مكتب العمل للإدارة الرئاسية. وغالباً ما يصبح القصر منصة لمفاوضات دولية رفيعة وعالية المستوى.

 

هذا وقد وصل الوفدان الروسي والأوكراني إلى اسطنبول يوم أمس. وبحسب رجب طيب إردوغان، سيعقد اجتماع ثلاثي قصير قبل المحادثات الثنائية. وستكون المحادثات، كالجولات السابقة وجهاً لوجه في بيلاروسيا، وستعقد خلف أبواب مغلقة عن الصحافة.

 

 

التقارب في القضايا الثانوية

 

من جهته، قال فلاديمير ميدينسكي يوم 25 مارس إن "المواقف تقترب الآن بشأن القضايا الثانوية. لكنّنا في الواقع ندوس في نفس المكان بالنسبة للقضايا السياسية الكبرى". وبحسب تصريح ميدينسكي، فإن موسكو تلاحظ من جانب الزملاء الأوكرانيين الرغبة في إطالة أمد المفاوضات، فيما يتعلق بالحالة الراهنة للأمور فيها "لا تبعث على التفاؤل".

 

ومن المُمكن أن تكون جولة المحادثات المباشرة في اسطنبول مصمّمة لمنحهم دفعة جديدة. كما أنه من بين الموضوعات التي تمكّنت الأطراف من تقريب مواقفها قدر الإمكان، رفض أوكرانيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي - الـ "ناتو" - ووضعها المحايد.

 

وأوضح المسؤول الروسي ملخصاً هدف موسكو في هذه المحادثات: "نحن بحاجة لأوكرانيا مسالمة وحرة ومستقلة ومحايدة، لا عضواً في كتل عسكرية، ولا عضواً في حلف شمال الأطلسي، بلد صديقنا وجارنا، ونعمل معه على تطوير العلاقات معاً، وبناء مستقبلنا، وهي ليست كذلك. إنها نقطة انطلاق لهجوم عسكري واقتصادي ضد بلدنا". ولخّص فلاديمير ميدينسكي هدف روسيا في المحادثات بقوله إن موسكو تتوقع التوصل إلى اتفاق "لأجيال، كي يعيش أطفالنا أيضا في سلام".

 

هذا وشدّد الجانب الروسي مراراً على أن أحد أسباب عدم كفاية ديناميات المفاوضات هو عدم استقلالية الوفد الأوكراني ونظام كييف. وقال في هذا الجانب على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إفادة صحفية: "ليس نظام كييف هو من يتخذ القرارات، والقرارات المتخذة لا تتوافق مع مصالح الشعب والسكان والمواطنين في أوكرانيا. كل هذا يتم باقتراح من واشنطن عبر قنوات الاتصال المناسبة، ويتم عرض القرارات على أنها قرارات من الجانب الأوكراني، لكنها في الحقيقة لا تعكس الواقع ولا سياسة تستهدف مصالح الجانب الأوكراني".

 

 

حان الوقت لضبط الساعات وجها لوجه

 

أوضح مصدر مطلع على مسار المفاوضات لوكالة أنباء "تاس" عن أسباب الاجتماع في اسطنبول أنه "لقد عملنا بما يكفي غيابيا، حان الوقت للتحقق وجها لوجه لساعات".

وعشية اجتماع الوفود، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اهتمام موسكو برؤية محادثات اسطنبول "تتوج بنتائج". وشدّد الوزير في مقابلة مع وسائل الإعلام الصربية "بالطبع، نريد إعطاء فرصة للدبلوماسية، ولهذا وافقنا على المحادثات التي تستأنف الآن في اسطنبول".

 

وفي الوقت نفسه، لم يعلّق الكريملِن على آمال الجانب الروسي في جولة مفاوضات اسطنبول، واصفاً إياها بأهمية حقيقة استمرار الاجتماعات وجها لوجه. وأضاف أن"صيغة وجهاً لوجه تجعل من المُمكن إجراء مفاوضات أكثر تركيزاً وثراءً من حيث المحتوى. ولكن في الوقت الحالي، وأوضح دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي: "للأسف، أنه لا يُمكننا ذكر أي إنجازات أو حدوث اختراقات كبيرة".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Creative Commons

المصدر: تاس