إعداد: يلينا نيدوغينا.
ـ كاتبة وإعلامية روسيَّة.
منذ سنوات طويلة تواصل جماعة زيلينسكي الموالية بقضِّها وقَضِيضِهَا للدول الاستعمارية؛ التي بدورها تَعتبر هذا الرئيس وجماعته جزءاً فيزيائياً لا يتجزأ منها في حربها القذرة ضد روسيا والروسيين؛ قصف جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الروسيتين، وتتعمد وفي مواجهة وإنكار منها للقوانين الدولية والإنسانية، إيقاع أكبر الخسائر بالمدنيين العُزَّل الناطقين باللغة الروسية في هاتين الدولتين الصغيرتين.
واللافت للانتباه والشجب الإنساني العام والدولي، إنَّمَا هو الغرب الجماعي الذي ماتوقف لحظة عن تأييد هذا القصف العشوائي – الإبادي، بل والتخطيط المتواصل له، وتفعيله يومياً، إذ غدا نهجاً ثابتاً للغرب الكولونيالي ولنظام الرئيس زيلينسكي يومياً، هذا النظام الذي يتلقى الأسلحة من تل أبيب وبخاصةٍ منظومات الصواريخ المٌصَنَّعة هناك لضرب المدنيين الروس المسالمين بها في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، يعمل على توسيع رقعة القتال، ونحر المدنيين الروس، بغض النظر عن موت أعداد كبيرة من العَسكر الأوكران الذين تحاول أعدداً كبيرةً منهم اللجوء لمناطق الجيش الروسي، وتسليم أنفسهم للجانب الروسي، إذ لم يتوقف هذا الغرب الجماعي لحظة واحدة عن إيقاع الخسائر بالمدنيين الروس العُزل من النساء والشيوخ والأطفال، وتدمير مَسَاكنهم، ومدارِسهم، والأماكن العامة التي يرتادها على الدوام كثيرون منهم إمَّا لطلب الراحة ولو لبرهة بعيداً من قصف أوكراني وحشي بأسلحة غربية التصنيع والتصدير لأوكرانيا، و/أو في سبيل التواصل الإنساني، والمساهمة في بذل ما يمكن من مساعدات لاشقائهم مِمَّن يتعرضون للإبادة المُمَنهَجة غربياً وعلى يد مُمَثِّل ووكيل ومُمَثِّل عالم الغرب المتوحش – زيلينسكي، ومجموعته القيادية الفاشية التي تقطر أيدي أعضائها بدماء الأبرياء من الروس والأوكران على حد سواء.
الموت في قطاع غزة الفلسطيني المنكوب، وفي جمهوريتيّ لوغانسك ودونيتسك المضرجتين بدماء أهلهما يومياُ، أصبح ظاهرة يومية، بل هي صورة تتكرر في كل ساعة، بل وفي كل دقيقة، حيث تسقط أعداد كبيرة من المدنيين المسالمين مُضرَّجين بدمائهم الزكية، وجُلهُمُ من نساءٍ وشيوخٍ وأطفالٍ مُسَالِمين، وحيث هناك نشاهد حوائطٌ وأسوار وعَمائر تزيَّنت بصور الشهداء وأسمائهم التي لم تُنسى بعد، ولن تُنسى أبد الدهور وإلى يوم القيامة، فأينما وقعت عيناك على شيءٍ في فضاءات تلكم البقاع؛ غزة ودونيتسك ولوغانسك، تعاين شهداء مُلقَيَةً جثثهم هنا وهناك، يَستقبلون بصمتٍ حَبَّات المطر و"البَرَد" الصقيعية البيضاء - اللامعة، فتأكد تماماً بأن شهيداً، بل مجموعة شهداء، قد مرّوا من هنا، فمداخل وأحواز تلك البلدان لم تعد مواقع للعبور، بل غدت ألسنة لشبَّانٍ في مقتبل أعمارهم، ناطقين بشجاعة لا مثيل لها بكل مفردات المجد والبطولة، ليُسجِل التاريخ في سجلاته نضالاتهم المتميزة أمام شهود عيان على بسالتهم، وإقْدَامهم، وإِنْدِفَاعاتهم الكفاحية، وبَأْسهم، بل وبَسَالَتهم، وجَرَاءَتهم، وجَسارَنهم، وحَمَاسَتهم، ورَبَاطَة جَأْشم، وشَجَاعَتهم، ومُرُوءتهم الإنسانية وبخاصةٍ في عملانياتهم التي لا تكل ولا تمل لإنقاذهم البشر ونجدتهم بهمة بطولية لا مثيل لها منذ انتصار الشعب السوفييتي برمته، بكل قومياته وأعراقه وناسه البررة والأخيار على النازية - الهتلرية الألمانية والفاشية الموسولينية الإيطالية وأشياعهما، وجميعهم استقروا للابد في العتمة البرانية.
ـ للشهداء الرحمة والجِنان.
ـ والبقية تأتي.