Ru En

كابولوف: "طالبان" تسيطر بشكل لا لبس فيه على أكثر من نصف أراضي أفغانستان

٢٩ يوليو ٢٠٢١

أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان، مدير القسم الثاني لآسيا في وزارة الخارجية الروسية زامير كابولوف، أن أكثر من نصف أراضي أفغانستان يخضع لسيطرة مسلحي حركة "طالبان" الراديكالية (المحظورة في روسيا الاتحادية).

 

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي افتراضي لكابولوف اليوم الخميس 29 يوليو/ تموز 2021، في معرض رده على سؤال حول درجة سيطرة "طالبان" على أراضي أفغانستان: "هذا على أي حال أكثر من نصف أراضي البلاد، بشكل لا لبس فيه".

 

وفي الوقت نفسه، أشار كابولوف إلى أنه "من غير المرجح أن تتمكن (طالبان) من السيطرة على كامل أراضي البلاد"، منوّهاً بأن "روسيا قلقة من احتمال تعزيز مواقع مقاتلي تنظيم (الدولة الإسلامية) الإرهابي - تنظيم (داعش) المحظور في روسيا الاتحادية في شمال أفغانستان.

 

وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان: "لا يزال التطور المتعدد المتغيّرات للأحداث أمراً قائماً، ونحن قلقون بشكل أساسي من احتمال أن يستخدم (داعش) والجماعات الإرهابية الدولية المماثلة الفوضى التي نشأت، بهدف تعزيز مواقعها في شمال أفغانستان من أجل الإضرار بأمن واستقرار دول آسيا الوسطى".

 

كما أشار زامير كابولوف إلى أن "طالبان" و"داعش" عدوان لدودان.

 

وتابع في هذا الجانب: "إذا سمينا الأشياء بمسمياتها الصحيحة، فإن حركة (طالبان) هي التي قاتلت وحاربت (تنظيم الدولة) - الاسم السابق لتنظيم داعش- في أفغانستان، على عكس جميع الآخرين، بما في ذلك الحكومة الحالية وقوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".

 

وأضاف المبعوث الخاص للرئيس الروسي أنه "كلما دمرت (طالبان) عناصر (تنظيم الدولة)، كلما كان الوضع أسهل بالمعنى الذي سألتوني به".

 

إلى ذلك حدّد زامير كابولوف أن مستوى تهريب المخدرات من أفغانستان يجب ألا يرتبط بالوضع السياسي في الجمهورية. وقال إن "تدفق وكميات مواد الأفيون القادمة من أفغانستان تتوقف على ظروف السوق السوداء للمخدرات التي يسيطر عليها الإرهابيون الدوليون، ومن غير المرجح أن يخدم الإغراق غير المنضبط وتدفق الكثير من المخدرات مصالح هذه الجماعات الإجرامية".

 

ووفقا لكابولوف فإن المستوى الحالي لتهريب المخدرات لا يتوقف على المزاج السياسي السائد في البلاد.

 

 

 

لقاء الدوحة

 

في سياق متصل بالشأن الأفغاني، قال زامير كابولوف إن الاجتماع المقبل لأعضاء "الثلاثية" الموسّعة (روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان) بشأن تسوية السلام الأفغانية، سيعقد في أوائل أغسطس/ آب 2021 في عاصمة دولة قطر الدوحة.

 

وقال: "نحن على اتصال دائم مع زميلي (الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان زلماي) خليل زاد، الموجود الآن (في) واشنطن. وفي الأسبوع المقبل نخطط للقائه مع زملائنا الصينيين والباكستانيين في الدوحة في الاجتماع القادم للثلاثية الموسّعة".

 

وأضاف ممثل الرئيس الروسي: "قبل أيام قليلة، تم تعيّين ممثل خاص جديد لوزارة الخارجية لأفغانستان في بكين، وما زلت لا أعرفه شخصياً، لكني أتوقع أن أراه في الدوحة في 11 أغسطس المقبل، وسنواصل المشاورات المعمقة بالصيغة الثنائية والثلاثية الموسعة، ونحن مستعدون لإجراء محادثات أوسع مع اللاعبين الدوليين المهتمين".

 

 

مشاركة تركيا

 

هذا وأفاد المبعوث الخاص للرئيس بأن تركيا قد تصبح في المستقبل مشاركة في عملية السلام، مشيراً إلى أن "هذه الصيغة متداولة بالفعل. تركيا لم تشارك فيها بعد، لكن هذا لا يعني أنها لن تشارك في المستقبل"، وذلك في معرض إجابته على سؤال حول ما إذا كان من الممكن إيجاد صيغة متعددة الأطراف من أجل المفاوضات بشأن أفغانستان على غرار صيغة "أستانا" بشأن سوريا، بمشاركة تركيا.

 

وأضاف: "لقد حدّدنا المعايير مع الصينيين والأمريكيين والباكستانيين. وبمجرد أن نتمكن من تحقيق بدء المفاوضات بين الأفغان بنجاح، ستبدأ المرحلة التالية من المساعدة الدولية، وستكون اقتصادية بالفعل، أي بمعنى مساعدة أفغانستان على إعادة تأهيل المجالات الاجتماعية والاقتصادية".  

 

كما أشار زامير كابولوف إلى أن محاولة تركيا استضافة مؤتمر دولي حول أفغانستان في اسطنبول لم تسفر عن نتائج بعد، مبيناً أن "تركيا، بالاتفاق مع الأمريكيين، بعد أن نسيت إخطار المسؤول في كابول، وافقت على تولي كل من مسألة الأمن وأنشطة مطار كابول الدولي".

 

وأوضح أنه "كانت لدينا شكوك معينة حول هذا الموضوع، ورفضت حركة (طالبان) واستنكرت هذا القرار بشكل قاطع، مؤكدة أن تركيا لا تزال عضوا في الـ (ناتو)، ما يعني أن الاتفاقات الخاصة بانسحاب جميع القوات الأجنبية تنطبق عليها أيضا".

 

 

الحوار الروسي- الأمريكي

 

إلى ذلك عبّر زامير كابولوف عن اعتقاده أن الحوار الروسي - الأمريكي حول التسوية الأفغانية يتطور بشكل إيجابي، مشيراً إلى أن "الحوار بين روسيا والولايات المتحدة (حول أفغانستان) يتطور بشكل إيجابي بشكل عام".

 

وبحسب ما أشار إليه الدبوماسي الروسي، فإن مصالح روسيا الاتحادية والولايات المتحدة في التسوية الأفغانية تتوافق فيما بينها في الخطوط العريضة.

 

وتابع: "تتطابق مصالح (روسيا والولايات المتحدة في التسوية الأفغانية) بشكل عام، لأننا ننطلق من فهم أن لا أحد مهتم بإعادة تحويل أفغانستان إلى ملاذ للإرهاب الدولي، الذي يعاني منه الشعب الأفغاني نفسه والعالم بأسره أيضاً من حوله قبل كل شيء، وبهذا المعنى تتطابق أهدافنا".

 

 

كما أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان لم يعد موضوع محادثات جوهرية، حيث غادر الجزء الأكبر من الجيش الأمريكي هذا البلد.

 

وأشار زامير كابولوف إلى أن "الأمريكيين غادروا فعلياً، وهذا (الأمر) ليس موضع بحث. روسيا مهتمة بالتهدئة في أفغانستان، والاستقلال عن أي أحد آخر، لتكون دولة مستقلة ومعتدلة تتمتع بالاكتفاء الذاتي ومحايدة".

 

هذا وقد أعلن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن في 14 ابريل/ نيسان، أنه اتخذ قراراً بإنهاء العملية في أفغانستان، والتي أصبحت أطول حملة عسكرية خارجية في التاريخ الأمريكي، وقد شنّت الولايات المتحدة هذه الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2001. وقد بدأ انسحاب القوات الأمريكية في مايو/ أيار، ويتوقع البيت الأبيض أن يتم الانتهاء منه بحلول نهاية أغسطس/ آب المقبل.

 

 

 

النفوذ الروسي في أفغانستان

 

إلى ذلك قال المسؤول الروسي إن "النفوذ الإقليمي القوي لروسيا، على خلفية الوضع الحالي في أفغانستان، سيزداد قوة مع الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية من الجمهورية الأفغانية".

 

ورداً على سؤال حول تغيير نوعي في موقف موسكو في المنطقة مع انسحاب الأمريكيين من أفغانستان، قال: "روسيا لديها بالفعل نفوذ قوي إلى حد ما في المنطقة". واستدرك قائلا إن هذا النفوذ "سيزداد بشكل موضوعي، خاصة في ظل هذه الظروف المضطربة، لأن دعم شركائنا في هذه المنطقة مرتبط مباشرة بمصالح أمننا القومي".

 

وفي الوقت نفسه، أشار المبعوث الروسي الخاص أيضاً إلى أنه "لا يمكن اليوم الاعتماد على وسيط خارجي عالمي وحيد في تسوية شاملة للقضية الأفغانية، مشدداً على أنه "لا وجود لمثل هذا البلد في الطبيعة"، مؤكداً على أن "الوسطاء الخارجيين الأكثر تأثيراً هم روسيا والولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية وجمهورية باكستان الإسلامية ".

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

المصدر: تاس