أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا - النمسا، ميخائيل أوليانوف، أن الموعد الدقيق لاستئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني "غير معروف"، مشيراً إلى أنها ستستأنف بعد تنصيب الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي.
وقال أوليانوف في مقابلة مع صحيفة "إزفيستيا"، في 2 أغسطس/آب 2021، إنه من المقرر أن يتم حفل التنصيب بتاريخ 5 أغسطس الجاري، لافتاً إلى أنه "عندما تبدأ الجولة السابعة، لا يمكن إلا التخمين، من 20 يونيو، هناك استراحة. في البداية، كان من المفترض أن تستمر 10 أيام، لكن تبين أن هذا ليس هو الحال. وكل ما هو معروف الآن أن المفاوضات ستستأنف بعد حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، ومن المقرّر أن يتم الحفل في الخامس من أغسطس".
وتابع أوليانوف: "متى بعد تاريخ الخامس من أغسطس، لا يزال هذا غير معروفاً، مبيناً أن "المحللون يتساءل عمّا إذا كان هذا سيحدث في 15 أو 20 أغسطس، أحد ما ذكر شهر سبتمبر، والبعض يتحدث عن أكتوبر".
موقف جديد
وفي سياق متصل، أشار أوليانوف إلى أن الحكومة الجديدة في إيران قد تعدّل موقفها بشأن بعض القضايا التي نوقشت في المحادثات بشأن استعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني.
"لا نعرف ما هي التغييرات التي يمكن أن تحدث في التوجهات الإيرانية، مع الأخذ في الاعتبار وصول رئيس جديد إلى السلطة، وتشكيل حكومة جديدة. ولا يمكن استبعاد أن تخضع وجهات نظر الجانب الإيراني في بعض القضايا التي نوقشت في فيينا إلى تعديلات، مضيفاً: "لا نعرف شيئا عن هذا بعد".
يُشار إلى أنه سيتم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، في 5 أغسطس/ آب، الذي فاز في انتخابات 18 يوليو/ تموز 2021، وحصل على 17.9 مليون صوت (نسبة حوالي 62 بالمائة من الأصوات) وذلك بنسبة إقبال بلغت 48.8 بالمائة في الانتخابات.
وتعتبر السمة المميّزة للرئيس المقبل، مقارنة بالرئيس الحالي حسن روحاني، هي انتمائه إلى المعسكر السياسي المحافظ.
كما شدّد أوليانوف على أنه "لا يمكن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة إلا في صيغتها الأصلية، ومن المستحيل التوصل إلى اتفاق جديد".
وقال "من وجهة نظرنا، لا بديل عن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة في صيغتها الأصلية. وكل الحديث عن البدء من الصفر، وكتابة اتفاق جديدة هو من عالم الخيال، وإذا سارت على هذا النحو، فقد لا يتم الاتفاق على صفقة جديدة قريباً، وربما أبدا".
وأوضح مندوب روسيا الدائم أنه "لا، يجب أن ننطلق من الحقائق، وهي أن المهمة الأساسية هي استعادة الاتفاق النووي الأصلي في أسرع وقت ممكن من دون أي استثناءات أو ملاحق ".
وأشار ميخائيل أوليانوف إلى أن يمكن ملاحظة الانزعاج المتزايد لدى بعض المشاركين في محادثات "فيينا"، بشكل أساسي في البيانات العامة التي أصبحت "أكثر انزعاجا وتوترا. الأمريكيون، من ناحية، يقولون إنهم يتعاملون مع انقطاع المفاوضات بفهم معين، ومن ناحية أخرى، هناك كلام من واشنطن أنه في حالة التأخير المطوّل، فإن العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية ستبدأ في فقدان معناها، على الأقل في نظر الولايات المتحدة. ونأمل أن تكون هذه حملة دعائية كمحاولة لدفع إيران للتعجيل".
رفع العقوبات
وفي الحديث عن العقوبات على طهران، أشار مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، إلى أن "إيران تتحرك أكثر فأكثر بشأن التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية، والتي تؤجل الجدول الزمني لرفع العقوبات عن طهران"، منوهاً بأن إيران تبتعد أكثر عن التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية. وربما يوجد حتى بعض اللاعقلانية في هذا الأمر، لأنه إذا تم حل المفاوضات من خلال التوصل إلى اتفاق، فسوف يتعيّن عكس كل هذه الانحرافات عن الاتفاق النووي الأصلي. وكلما انحرفت إيران عن التزاماتها الأصلية، كلما طال الوقت، الأمر الذي سيؤثر أيضا على توقيت رفع العقوبات".
وردا على سؤال حول كيفية تقييم روسيا لحقيقة أن طهران تزيد من احتياطياتها من اليورانيوم المخصب، وهل يشكل ذلك تهديدا لروسيا الاتحادية، أشار أوليانوف: "أعتقد أنه لن يكون صحيحا تماما، لكنه بالتأكيد هذا لا يثير حماسنا".
الجدير بالذكر أنه منذ ابريل/ نيسان الماضي، تجري في فيينا مفاوضات وجهاً لوجه بين إيران و"الدول الخماسية" الدولية (روسيا وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا)، بهدف استعادة الاتفاق النووي الإيراني في صيغته الأصلية: رفع العقوبات الأمريكية على إيران، والوفاء بالتزامات إيران النووية، وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق ... كما يجري ممثلو الدول الأعضاء في خطة العمل المشتركة الشاملة مشاورات منفصلة مع الوفد الأمريكي، دون مشاركة إيرانية. وتوقعت جميع الوفود في البداية استكمال العمل في نهاية مايو/ أيار، ثم في بداية يونيو/ حزيران.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : viennamission.mid.ru
المصدر: تاس