قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو تتوقع أنه في الاعتراف بحقائق التلاعب فيما يتعلق بالحادث الكيميائي الذي وقع في مدينة دوما في سوريا في نيسان/ أبريل 2018،سيعيد عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى المسار غير المسيس.
وجاء بيان الخارجية الروسية يوم الخميس 30 تموز/ يوليو، تعليقا على مقال نشر بتاريخ 24 تموز/ يوليو في المجلة الأمريكية "The Nation"، وهي أقدم مجلة أسبوعية في الولايات المتحدة، حيث، كما لاحظت الوزارة، "تمت استعادة الصورة الحقيقية للتلاعب بطريقة أكثر تفصيلاً" أثناء إعداد تقرير من قبل البعثة الخاصة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإثبات وقائع استخدام الأسلحة الكيميائية فيما يتعلق بالحادث صاحب الصدى الواسع في دوما.
وقالت الخارجية الروسية: "على الرغم من أن كل هذه الحقائق معروفة بالفعل على نطاق واسع فقد ظهرت لأول مرة على صفحات مثل هذا المنشور الغربي المحترم والموثوق. نأمل في أن نتمكن من فرز هذه القصة غير الجذابة للغاية مع إعادة عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مسار مهني وغير سياسي وتقني، وذلك على النحو المنصوص عليه في اتفاقية الأسلحة الكيميائية".
وأكدت الخارجية في بيانها أن التلاعبات الموصوفة تمت مناقشتها للعام الثاني من قبل العديد من الخبراء المستقلين الدوليين والشخصيات العامة والسياسية وممثلي وسائل الإعلام.
وأضافت الخارجية "حتى أنه القضية وصلت إلى مستوى نداء جماعي إلى الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية، وشخصيا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بصفته مع طلب لفهم الوضع واتخاذ إجراءات عاجلة تهدف إلى استعادة الثقة في الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية".
ويقول بيان الخارجية: إن روسيا وأفرادها الذين يشاركون نفس التفكير يثيرون هذه المشكلة باستمرار في موقع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولكن لا يوجد رد فعل واضح على هذه النداءات العديدة. "يحصل المرء على انطباع بأنهم يحاولون ببساطة" التكتم على المشكلة، فقط لمنع ظهور حقيقة هذه القصة الشديدة الضراوة، مما يشير إلى أن تقارير البعثة الخاصة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مشوهة عمدا، ومن بين أمور أخرى، لتبرير تصرفات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي شنت ضربات صاروخية على أراضي دولة مستقلة وذلك في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ومعايير القانون الدولي المعترف بها. أما كيف ينتهي هذا النوع من الاستفزازات العسكرية السياسية والمغامرات فهو معروف جيدا من أمثلة العراق وليبيا".
حادثة مدينة دوما السورية
أفادت عدد من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك "الخوذ البيضاء"، عن استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما السورية بتاريخ 7 نيسان/ أبريل 2018. وأجرى ممثلو المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة مسحا هناك في دوما في 9 أبريل 2018، لكنهم لم يجدوا آثار استخدام الأسلحة الكيميائية هناك. وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بتاريخ 14 أبريل 2018، دون موافقة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ضربة ضخمة ضد سوريا. وشمل الهجوم مركز أبحاث في دمشق، ومقرات للحرس الجمهوري، وقاعدة للدفاع الجوي، والعديد من المطارات العسكرية ومستودعات الجيش.
بعد ذلك، قالت واشنطن ولندن وباريس إن الضربات كانت ردا على الاستخدام "المزعوم" للأسلحة الكيميائية في دوما.
وتم توزيع التقرير النهائي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي يضم أكثر من 100 صفحة مخصصة لحادثة دوما بين الدول الأعضاء في المنظمة، وتم تقديمه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 1 آذار/ مارس 2019.
وأشار التقرير إلى أنه تم في دوما استخدام مادة كيميائية سامة كسلاح وهي تحتوي على الكلور. في الوقت نفسه، زعمت الوثيقة أن الأسطوانات التي تحتوي على مواد كيميائية وجدت في مكان الحادث وسقطت من الهواء. وفي أيار/ مايو، تم نشر وثيقة جديدة على الإنترنت تحمل اسم خبير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "يان هندرسون". ويجادل بأنه، باحتمال عالي تم وضع كلتا الأسطوانتين بشكل يدوي في موقع الهجوم، ولم يتم إسقاطها من الهواء. ومع ذلك، لم يتم تضمين هذه الاستنتاجات، التي تتحدث لصالح نسخة روسيا وسوريا حول الطبيعة المرحلية للحادث، في التقرير النهائي.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons
المصدر: تاس