Ru En

الخارجية الروسية: "صفقة القرن" خلقت طريق مسدود في وجه تسوية الشرق الأوسط

١٣ يوليو ٢٠٢٠

أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والبلدان الإفريقية، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أن "الطريق المسدود" في مسألة التسوية الفلسطينية الإسرائيلية نشأت لأن الولايات المتحدة أصرت على عدم وجود بديل عن "صفقة القرن" المقترحة.

 

وجاء كلام بوغدانوف في مقابلة مفتوحة مع نائب المدير العام لوكالة أنباء "تاس"، ميخائيل غوسمان، اليوم الاثنين 13 تموز/ يوليو، قال فيها: "حتى الآن، نحن نشهد طريقا مسدودا في هذا الاتجاه، لأن شركائنا الأمريكيين، بعد أن طرح رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ما يسمى بصفقة القرن، أي المقترحات الأمريكية البحتة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، يصرون على أن هذا أساس لا جدال فيه للمفاوضات".

 

وأشار "بالطبع هذا غير مقبول للفلسطينيين والعرب على حد سواء، وقد أعربت كل من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية بالفعل عن موقفهم السلبي. موقف العالم العربي الإسلامي مفهوم: هذا نهج غير عادل يرضي المصالح طرف واحد في الصراع فقط".

 

وبحسب الدبلوماسي الروسي، مع استمرار الولايات المتحدة في فرض "صفقة القرن" كأساس ممكن للمفاوضات، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو دور اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، التي يشارك فيها بالإضافة إلى الأمريكيين، روسيا الاتحادية، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. ويتذكر قائلا: "بعد كل شيء، وضعت اللجنة الرباعية خارطة طريق، ونفذت مناهج جماعية، ونظمت اتصالات بين ممثلي القيادة الفلسطينية والإسرائيلية. وباختصار، فقد تم العمل بنشاط كبير".

 

وأكد بوغدانوف: "نحن نؤيد النهج الذي عبر عنه مؤخرا الأمين العام للأمم المتحدة، والذي يتمثل في حقيقة أن أساس المفاوضات يجب أن يكون الإطار القانوني الدولي الذي تم الاتفاق عليه بالفعل منذ وقت طويل... خلال المفاوضات، يجب على الأطراف أنفسهم الاتفاق على كيفية تنفيذ هذه القاعدة في "على الصعيد العملي، بالنظر إلى أن بعض القضايا تتطلب تنازلات متبادلة ومرونة وفهم لمواقف بعضها البعض. لا يمكن تحقيق تسوية إلا بتوافق الآراء وحلول مقبولة للطرفين. وهناك طريقة أخرى تؤدي إلى طريق مسدود أكبر."

 

اعتراف إسرائيل بضم مرتفعات الجولان

 

وبحسب بوغدانوف، فإن قيادة إسرائيل والولايات المتحدة تؤجل قرار الاعتراف بمرتفعات الجولان كأراضي إسرائيلية.

 

وأضاف: "أعتقد أنه توجد الآن في القيادة الإسرائيلية وفي المجتمع الإسرائيلي مناقشات صعبة حول مدى ملاءمة قرارات معينة وتنفيذها العملي. لذلك، سيكون من الضروري أن نرى كيف سيتطور الوضع، لأنه في البداية بعد طرح الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب مبادرته في كانون الثاني/ يناير، كان الأمر يتعلق بالقرارات وتنفيذ خطوات أحادية لضم عدد من الأراضي في الضفة الغربية والتي يمكن اتخاذها في 1 يوليو. الآن، كما نفهم، تم تأجيل هذه القرارات إلى أجل ما لأنها أظهرت على ما يبدو شكوك داخل القيادة الاسرائيلية وبين الاسرائيليين والامريكيين".

 

وأشار بوغدانوف إلى أن الخطوات الأحادية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية يمكن أن تؤدي ليس فقط إلى زيادة التوتر في العلاقات الثنائية مع فلسطين، ولكن أيضا إلى عدم الاستقرار في المنطقة ككل.

 

وشدد نائب وزير الخارجية في الوقت نفسه على أن روسيا تفضل إجراء حوار بنّاء بين إسرائيل وفلسطين.

 

وأضاف بوغدانوف: "الوضع صعب للغاية، ونحن على اتصال مع جميع الأطراف المعنية. ندعو إلى الجلوس على طاولة المفاوضات وبدء حوار بنّاء. أساس الحوار، بالطبع، هو مبادئ القانون الدولي واحترام مصالح بعضهم البعض".

 

وخلص بوغدانوف إلى القول: "نعتقد أن النهج غير البديل هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في سلام وعلاقات حسن جوار وأمن مع إسرائيل".

 

الشرق الأوسط "برميل بارود" في العالم الحديث

 

وفي إشارة إلى الصراع في منطقة الشرق الأوسط، قال بوغدانوف إنه لا يزال "برميل بارود" للمجتمع العالمي، وأن الأحداث الجارية هناك تشكل تهديدا للأمن الدولي.

 

وردا على طلب التعليق، وفقا للتعبير المنسوب إلى أول مستشار لألمانيا، أوتو فون بسمارك، أن "البلقان هو برميل البارود في أوروبا"، ولكن في الوقت نفسه، أصبح الشرق الأوسط برميل البارود، ولكن بالنسبة للعالم بأسره.

 

وأشار بوغدانوف: "كان بسمارك على حق عندما تحدث عن برميل البارود في القارة الأوروبية وأنت على حق في برميل بارود الشرق الأوسط. في الواقع، كل هذه الأحداث تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، لذا فإن المجتمع العالمي بأسره يراقب الوضع عن كثب، تحاول التدخل بطريقة أو بأخرى. في بعض الأحيان بنجاح، وأحيانا أقل نجاحا".

 

 

 

 

 

وبحسب نائب الوزير، لهذا السبب دائما ما تكون قضايا جدول أعمال الشرق الأوسط حادة للغاية في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، يتم تبني القرارات، وتجري المناقشات. وأضاف: "نحن نشارك فيها بنشاط كبير وبطبيعة الحال، كدولة عضو دائم في مجلس الأمن وباعتبارها إحدى القوى العالمية. في الشرق الأوسط هناك وضع خطير للغاية، يموت الناس، والبنية التحتية تتدمر، الملايين من اللاجئين. ولا يمكنني حتى تحديد نقطة ألم واحدة.

 

واستدرك قائلا "سلط الضوء على الأزمات في سوريا وليبيا واليمن والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والوضع في الخليج لأنه يتعين عليك التعامل مع عدد من الأزمات وحالات الصراع".

 

"عليّ فقط أن أقول إن خطنا ثابت ومبدئي. نحن مع جميع هذه المشاكل نقول إنه يجب حلها بالطرق السياسية والدبلوماسية، على طاولة المفاوضات. وجميع هذه النزاعات، بالطبع لها أساس قانوني دولي معين، ونحن ندعو جميع البلدان، بما في ذلك الشركاء الغربيين إلى احترام مبادئ القانون الدولي والأحكام الأساسية لميثاق الأمم المتحدة التي تشير إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة واحترام سيادتها ووحدة أراضيها".

 

وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن روسيا تطبق هذا النهج على جميع حالات الصراع في الشرق الأوسط. "وهناك الكثير منها، وأجد صعوبة في تحديد أين يمكن أن تشتعل في أي لحظة لأنها مشتعلة بالفعل في العديد من الأماكن في هذه المنطقة المهمة للعالم بأسره من حيث المصالح الاستراتيجية، وشرايين النفط والنقل. لذا فإن هذه المنطقة مهمة جدا حقا".

 

واختتم بوغدانوف بالقول: "إن المجتمع الدولي وما يحدث هناك يأخذ اهتمامنا ويجذب الكثير من الاهتمام من كل من موسكو وشركائنا الدوليين الآخرين".

 

 

 

حول الإسلام الراديكالي والقضايا الإقليمية العالقة

 

قال نائب وزير الخارجية إن المشاكل الإقليمية المستمرة في الشرق الأوسط تغذي الأرض لانتشار التطرف.

 

ووفقا لبوغدانوف، فإن أساس المعاملة الإيديولوجية بين الشباب هو شعور بالظلم بسبب حقيقة أن بعض المشاكل التي تؤثر على مصالح مجموعة واسعة من الناس لم يتم حلها.

 

وبين الدبلوماسي "إن هذا يخلق قاعدة غذائية لتجنيد دائرة كبيرة من الناس في صفوف الجماعات الراديكالية. واليوم يوجد تنظيم الدولة الإسلامية (الجماعة الإرهابية المحظورة في روسيا الاتحادية) أكثر من مائة ألف من المقاتلين المدربين تدريبا جيدا. هذا جيش حقيقي يتكون من ممثلين مختلف الجنسيات التي جاءت من جميع أنحاء العالم، وهذا يشير إلى وجود أساس غذائي لها".

 

ولفت نائب الوزير الروسي الانتباه إلى أن "المشكلة الفلسطينية غير المحسومة تجعل الكثير من الناس يشعرون باليأس، وهذا يؤدي إلى التطرف، ويترجم في نهاية المطاف إلى أعمال إرهابية" "إننا نناقش مع شركائنا العرب ونقول لهم بصراحة أنه إذا كان تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا الاتحادية) يهدف إلى إنشاء الخلافة، فلا مكان لإسرائيل هناك. المنطق، ربما يكون لدى الناس بحيث أنه إذا لم تكن هناك طريقة لإنشاء دولة فلسطينية، فلن تكون هناك إسرائيل".

 

وخلص بوغدانوف إلى أنه بناء على عدم وجود حل عادل لهذه المشكلة، فقد تم إنشاء أساس للأشخاص الذين لم يعودوا يؤمنون بها للانضمام إلى صفوف الجماعات المتطرفة.

 

 

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"