قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، "إن روسيا ناجحة عسكريا للغاية في سوريا".
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن جيفري خلال كلمة له في مؤتمر عبر الفيديو بمعهد "هدسون" للدراسات الاستراتيجية، قال فيها: "إنهم بالفعل ناجحون عسكريا في سوريا. المشكلة هي أنه لا يوجد حل سياسي بسبب المشاكل مع (الرئيس بشار) الأسد. مهمتنا هي أن نمهد لهم الطريق إلى الأمام من خلال الأمم المتحدة، بدعم من الأمم المتحدة. لكن هذا يتطلب أن ينأوا بأنفسهم إلى حد ما عن الأسد والإيرانيين".
إن روسيا، بحسب جيفري، لها مصالح رئيسية في سوريا: الحفاظ على القواعد العسكرية وكذلك حماية استثماراتها الاقتصادية.
بالإضافة إلى ذلك، كما قال جيفري، تعتقد روسيا أن المشاركة العسكرية المحدودة في سوريا تساعدها على تحقيق نجاحات استراتيجية كبيرة.
وفي هذا المؤتمر عبر الفيديو، سُئل جيفري عن كيفية "دق إسفين بين الأسد والروس" وما إذا كان الأمر يستحق تصديق التقارير التي تفيد بأن هناك شعور بعدم الرضا عن الأسد مؤخرا في موسكو، وأجاب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا: "نعتقد أن هذه الرسائل صحيحة. تحدثنا مع الروس خلال العام الماضي. الروس غير راضين عن الأسد. المشكلة هي أنهم لا يرون بديلا".
يُذكر أن روسيا والولايات المتحدة تدعمان عملية السلام في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة. ومع ذلك، طالبت الولايات المتحدة منذ عام 2011 باستقالة الرئيس السوري الأسد، ومنذ 2014 تجري أمريكا عملية عسكرية ضد تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا الاتحادية) في سوريا والعراق وهي تتحرك دون إذن من سلطات البلاد.
كما تطرق جيفري إلى مسألة العلاقات بين روسيا وتركيا خلال مؤتمر عبر الفيديو. ووفقا له "تعتقد واشنطن أن قضية استحواذ أنقرة على أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس - 400" تظل مصدر القلق الرئيسي في العلاقات بين البلدين.
وأضاف جيفري: "إن (إس – 400) مسألة ضخمة ... إنها مسألة استثنائية صعبة، لأنها تتعلق بأكبر استثمار في الدفاع للولايات المتحدة وحلفائها منذ الحرب العالمية الثانية وهي مقاتلات "إف - 35".
واعتبر جيفري أن تصرفات تركيا تقوض إمكانات العمل على صفقة هذه المقاتلات ... "كان الجانبان في حالة ركود إزاء هذه القضية. هذه أكبر مشكلة. بخلاف ذلك، أتفق مع تركيا بشكل جيد على معظم القضايا، بما في ذلك ليبيا، الناتو، منطقة القوقاز- البحر الأسود، سوريا والعراق".
يذكر أن روسيا زودت تركيا بأحدث أنظمة الدفاع الجوي "إس – 400" في العام 2019. وطالبت واشنطن أنقرة بالتخلي عن هذه الصفقة، وفي المقابل، الحصول على أنظمة باتريوت الأمريكية، مهددة بتأخير أو حتى إلغاء بيع أحدث مقاتلات "إف - 35" إلى تركيا، وكذلك فرض عقوبات. وقد رفضت أنقرة تقديم تنازلات واستمرت المفاوضات بشأن دفعة إضافية من منظومة "إس - 400".