أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تجعل من قطع العلاقات العسكرية الطويلة الأمد بين روسيا وسوريا "شرطاً للتسوية في ذلك البلد".
جاءت هذه التصريحات على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جويل ريبيرن، خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأمريكي في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020 حيث صرّح ريبيرن: "لن نجعل إنهاء العلاقات العسكرية طويلة الأمد بين روسيا والحكومة السورية كشرط لحل سياسي".
وأضاف أنه "تم التطرق إلى ضرورة جلاء القوات العسكرية الأجنبية التي لم تكن موجودة في سوريا حتى عام 2011، كجزء من عملية التسوية السياسية"، على حد قوله، وذلك في معرض رده على سؤال حول القاعدة الروسية في طرطوس، وحفاظ الروس على وجود بحري في سوريا لعقود عديدة حتى عام 2011".
كما قال إن مسألة التعاون العسكري المحتمل في المستقبل يجب أن تعالجها "الحكومة السورية المقبلة". ولفت المبعوث الخاص إلى أن "السوريين يقررون بأنفسهم، نأمل أن يفعلوا ذلك".
ويوجد حاليا مركز لوجستي لسفن البحرية الروسية في طرطوس، بدأ عمله في العام 1977، ويعتبر المعقل البحري الوحيد لروسيا في البحر الأبيض المتوسط.
الحل العسكري للأزمة
وقال المسؤول الأمريكي إن روسيا والسلطات السورية ترغبان في التوصل إلى حل عسكري للصراع في سوريا، مشيراً في هذا السياق إلى "عدم وجود محاولات لمهاجمة إدلب".
وأضاف في الشأن ذاته أن "الشيء المهم هو أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وحلفاءه اضطروا إلى وقف الهجوم الأساسي على إدلب (بعد اتفاق 5 مارس/آذار بين روسيا وتركيا بشأن وقف إطلاق النار في المحافظة - تاس)"، معتبراً أن "التوازن العسكري الاستراتيجي في الشمال تحول شرق سوريا ليس في صالح الأسد. ولا نرى أن الأسد يحاول العودة إلى الهجوم على إدلب وغزو (المحافظة)".
وبحسب المبعوث الخاص، فإن هذا يرجع إلى حقيقة أن القوات الحكومية تعرضت لأضرار جسيمة من قِبل تركيا و"شركائها السوريين المحليين. لا أعتقد أنهم سوف يخلّون بوقف إطلاق النار، لكن من الواضح أن روسيا والنظام يودان التوصل إلى حل عسكري للصراع".
هذا ولم يقدم ممثل وزارة الخارجية الأمريكية أي دليل يدعم تصريحاته التي جاء فيها، بحسب تفسيره للوضع، أن موسكو "تحاول مساعدة الأسد على تحقيق نصر عسكري منذ عام 2016 لكنه لا يستطيع تحقيق النصر والجيش السوري ضعيف. حان الوقت لمواجهة الواقع، الحل السياسي هو فقط الممكن".
إلى ذلك وصف ريبيرن "صيغة أستانا" للتسوية في سوريا بأنها "لم تعد موجودة" واصفً إياها بـ "الصيغة الميتة. إنها (الدول - الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا - روسيا وإيران وتركيا - وكذلك ممثلو الحكومة السورية وجماعات المعارضة - تاس) لا تزال تعقد اللقاءات، لكن كل ذلك لن يُفضي إلى حل سياسي"، معتبراً أن صيغة جنيف هي "المنصة الوحيدة القابلة للحياة".
هذا ويُذكر أن الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، اتفقا بمحادثات 5 مارس في موسكو، على بدء وقف إطلاق النار وعدد من الإجراءات الأخرى التي تهدف إلى حل الوضع في إدلب.
وقد نصت الاتفاق التي تم التوصل إليها على وقف العمليات القتالية في هذه المنطقة، على طول خط التماس بأكمله، علماً أن موسكو أشارت مراراً إلى أن الاتفاقات بشأن إدلب تسبب استياءً في واشنطن.
كما يُذكر أن روسيا تعتمد مسارين متوازيين في سوريا: مساعدة الحكومة الشرعية في القضاء على فلول العناصر الإرهابية، ومساعدة الأطراف السورية في بدء حوار سياسي.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس