قام خبراء المتفجرات في القوات المسلحة الروسية بتدمير كهف فارغ في محافظة إدلب السورية، حيث أنشأ المسلحون فيه مستشفى ميداني كان مهيئا لتنفيذ العمليات الجراحية حتى المعقدة منها.
وصرّح قائد وحدات قوات الهندسة في القوات المسلحة الروسية في سوريا، العقيد رومان بسّميرتني، بأن "هذا المستوصف الكبير كان واحداً من أكثر المستوصفات تجهيزاً من بين تلك التي عُثر عليها الجيش الروسي في البلاد"، وفقاً لما أفاد به العقيد للصحفيين اليوم الإثنين 1 مارس/آذار 2021.
وأضاف رومان بسّمرتني أن "داخل هذا الكهف، كان هناك مستشفى حديث، تم تجهيزه بكافة التقنيات والتجهيزات اللازمة لاستقبال المرضى الخارجيين والقيام بالعمليات المعقدة. وتسمح معدات المستشفى باستيعاب ما يصل إلى 100 فرد".
ووفقا للعقيد بسّميرتني، فقد تم تجهيز الكهف على مدار عامين من قبل جماعة صغيرة نسبياً، لكنها شديدة العنف، هي "جيش العزة"، المعروفة بتطرفها الديني ورفضها التفاوض مع الجميع سواء السلطات السورية أو الجماعات المسلحة غير الشرعية الأخرى.
ومنذ عام 2015، يقوم المستشفى باستقبال المرضى والجرحى، وغادره المسلحون أثناء الانسحاب في العام 2019، وسحبوا منه معظم المعدات والأدوات والأدوية. وقاموا بإحراق جزء من الممتلكات ورمي جزء منها.
ويقع الكهف الآن في الخطوط الخلفية لمواقع وحدات الجيش السوري، على بعد عشرات الكيلومترات من منطقة التماس مع المنطقة التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة غير الشرعية، وقد تقرر تدميره وفقاً للمتطلبات الضرورية.
تجهيزات المستشفى
عمد المسلحون إلى إنشاء كهف اصطناعي في منحدر أحد التلال المرتفعة، مع عدة مداخل له تواجه واديا جبليا. ولا توجد مناطق سكنية كبيرة في الجوار، والكهف غير مرئي تقريباً من الجو، ويمر بجانبه خط توتر عالي للتغذية الكهربائية. الأمر الذي سمح للمسلحين، ليس فقط بالحفاظ على سرية موقع المستشفى لفترة طويلة، ولكن أيضا بتوصيله بمصدر الطاقة المركزي، والتخلي عن مولدات الديزل، التي تستخدم عادة في مثل هذه التحصينات تحت الأرض.
وعند بناء الكهف، الذي تصل مساحته الإجمالية إلى عدة آلاف من الأمتار المربعة، استخدم المسلحون آليات الحفر الثقيلة. كما تم تعزيز المدخل الرئيسي للمستشفى بهياكل خرسانية مسلحة ومدعومة بأعمدة، كما أن الممرات والغرف بالداخل مبطنة بالخرسانة ومزينة بالرخام والبلاط.
وتم تجهيز المستشفى بكافة أدوات الاتصالات اللازمة، وكان هناك نظام إمداد بالمياه، ونظام صرف صحي وأنظمة تهوية، وكان هناك أيضاً اتصال بشبكة الإنترنت. وفي الداخل كانت هناك أبواب وأنابيب وأثاث.
ومن بين الموجودات التي تركها المسلحون، تم العثور على معدات طبية، بما في ذلك أجزاء من أجهزة التنفس الاصطناعي والعديد من العباءات الطبية والقفازات والأقنعة والقطارات، ومعدات نقل الدم، وكذلك الأدوية والضمادات. إضافة إلى أنه توجد في الجوار عدة كهوف صغيرة أخرى، حيث يتمركز الحراس، كما تم اقتناء المواشي من أجل إطعام الأطباء والجرحى.
وبحسب ما أوضحه خبراء المتفجرات، فإنه على الرغم من التكلفة الباهظة لمثل هذه الأشياء، فإن المقاتلين يعتبرون أن التكاليف مقبولة. حيث كانت هناك مستشفيات مجهزة في المنطقة التي يسيطرون عليها في إدلب، إلا أنها جذبت الكثير من الاهتمام، وكان الاستطلاع الجوي يسجل النشاط من حولها بشكل سريع، ومن أجل حماية أطبائهم والقدرة على علاج الجرحى، بمن في ذلك المصابين بجروح خطيرة، تم تجهيز المستشفى تحت الأرض.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس