صرح نائب الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا - ألكسندر فولجاريف في المنتدى الدولي "دور الدول المحايدة في تعزيز الأمن والاستقرار والحوار داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، بأن "روسيا تقدر تقديراً عالياً حياد تركمانستان وسياسة الدولة القائمة عليه".
وقال إن "الاستعداد للدفاع عن مسار السياسة الخارجية من منظور مصالح الدولة دون المساس بالعلاقات مع الدول الأخرى يتطلب اليوم شجاعة واستراتيجية متعددة الأبعاد. ومن الأمثلة الحية على النجاح سياسة تركمانستان التي أعلنت وضع الحياد الدائم منذ ما يقرب من 30 عاماً، تم تكريسه في قرار خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة تم اعتماده في 12 ديسمبر/كانون الاول 1995، وفي نفس الوقت يسعى إلى تطوير علاقات سلمية وودية ومفيدة للطرفين مع جميع البلدان. في بداية تعريف الحياد الحديث في مطلع القرن. تقدر روسيا تقديراً عالياً هذا النهج، وتحترم التقاليد السياسية والتنوع الحضاري الثقافي لشركائها كعناصر مهمة في تكوين عالم أكثر عدلاً متعدد الأقطاب".
ووصف فولغريف مفهوم الحياد "بالطراز التركماني" بأنه أكثر تكيفاً مع حقائق القرن الـ 21. كما أوضح أن "الأنظمة الغربية للحياد في أوروبا الغربية، مثل الفنلندية والسويدية والنمساوية والسويسرية، لم تصمد أمام اختبار الحقائق الجيوسياسية الحديثة وفي الواقع فشلت. الآن لا يمكنك التحدث عن أي حياد عندما تنظم كل من السويد وفنلندا إلى حلف الـ ناتو وكذا النمسا بالطبع، وكأعضاء في الاتحاد الأوروبي انضمت كلها إلى العقوبات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي، وانضم السويسريون إلى جميع عقوبات الاتحاد الأوروبي وذهبوا إلى أبعد من ذلك. لقد تعدوا على ماهو مقدس،على النظام المصرفي السويسري".
وفي الوقت نفسه، وبحسب نائب الممثل، فإن نموذج حياد تركمانستان يخضع الآن للاختبار من حيث الحيوية.
وأختتم حديثه قائلا: "لقد أنتهجت تركمانستان مفهوم الحياد الحقيقي الحديث في مطلع القرن، والذي يستند في المقام الأول إلى مراعاة مصالح الشعب التركماني، التي تحدد بالمفهوم: ألا نكون أصدقاء ضد طرف ما وليس لإقامة تحالفات ضد طرف ما ولكن ان نكون أصدقاءً للجميع أولاً، وهذا لمصالح شعبهم وبلدهم ومصالح تنميتها الاقتصادية ومصالح التنمية البشرية حتى يسعد الجميع بالتعامل مع هذا البلد".
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها بتاريخ 12 ديسمبر 1995 وبدعم من 185 دولة بالإجماع قد تبنت قرار خاص بشأن الحياد الدائم لتركمانستان. وأعادت تبني هذا القرار في 3 يونيو/حزيران 2015 في الدورة الـ 69 للجمعية العامة بتأييد إجماع من 193 دولة.
ينعقد المنتدى الدولي "دور الدول المحايدة في تعزيز الأمن والاستقرار والحوار داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" في عاصمة جمهورية تركمانستان - عشق أباد، اليوم الثلاثاء، ويُقام بالاشتراك مع الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ويحضره أعضاء من برلمانات تركمانستان وأوزبكستان وقيرغيزستان ودول أخرى، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية"روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: Kerri-Jo Stewart/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس