يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو لقاءهما الثاني فترة أسبوع، حيث كان الأول في 10 مارس/آذار الجاري في منتدى "أنطاليا" الدبلوماسي، كما أنهما أجريا محادثة هاتفية في 14 مارس.
هذا وسيكون الوضع في أوكرانيا أحد الموضوعات المركزية للمحادثات بين الوزيرين، وفقاً لما تم الإعلان عنه اليوم الربعاء 16 مارس/آذار 2022.
وبحسب وزارة الخارجية الروسية، فإن الجانب الروسي سيبلغ الزملاء الأتراك بالتقدم المحرز في العملية العسكرية الخاصة للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا والخطوات المتخذة لضمان سلامة السكان المدنيين، بما في ذلك إنشاء ممرات إنسانية و إجلاء المواطنين الأجانب. وفي اليوم التالي، الخميس، سيتوجه تشاويش أوغلو في زيارة إلى أوكرانيا.
كما تسعى أنقرة لأن تصبح وسيطا بين موسكو وكييف. وفي المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا الأسبوع الماضي، تمكنت تركيا من تنظيم لقاء بين لافروف ووزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا.
إلى ذلك وعلى الرغم من أن المفاوضات لم تكن ناجحة، إلا أن أنقرة لا تتخلى عن محاولاتها وتعلن استعدادها لتوفير منصة لمفاوضات محتملة بين رئيسيّ روسيا وأوكرانيا، فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي.
بالإضافة إلى ذلك، سيناقش الوزيران قضايا بناء التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي في مواجهة ضغوط العقوبات المتزايدة. وبحسب ما أكده وزير الخارجية التركية، فإن أنقرة لن تنضم إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، والتي فرضت بسبب العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
السلام في القوقاز وسوريا
يُشار إلى أنه من المتوقع أن يعمل الطرفان بالتفصيل على قضايا تعميق التعاون في منطقة القوقاز، بما في ذلك فتح طرق النقل والاتصالات وإعادة الإعمار بعد الصراع.
كما سيتسنى ذلك من خلال إقامة علاقات دبلوماسية بين أرمينيا وتركيا، وهو ما أعلنه وزير الخارجية الأرمني أرارات ميرزويان عشية استعداده لذلك. وتلعب روسيا دورها في جهود تطبيع العلاقات الأرمنية – التركية حيث احتضنت موسكو يوم 14 يناير/كانون الثاني الماضي الاجتماع الأول لممثلين عن يريفان وأنقرة.
كما وتبقى التسوية الليبية من بين المجالات المهمة لجهود الجانبين. وأكدت وزارة الخارجية الروسية عشية الاجتماع، أن روسيا وتركيا تقدمان مساهمة كبيرة في الحفاظ على الهدنة بين القوى المتصارعة في ليبيا.
إلى ذلك، سيركز لافروف وتشاويش أوغلو في المحادثات المقبلة على إيجاد طرق لمواصلة إقامة حوار سياسي شامل، وإعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية في ليبيا إلى المسار السلمي والمستقر.
ثلاثية "أستانا"
بصورة تقليدية، سيولي الوزيران اهتماماً خاصاً للعمل المشترك بشأن التسوية في سوريا، بما في ذلك صيغة "أستانا".
كما يُشار إلى أنه يوم أمس، قام وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، بزيارة إلى موسكو، وهو مشارك في صيغة "أستانا". وكما هو متوقع، سيعمل الطرفان على تحديد مواعيد ومضمون القمة الثلاثية المقبلة التي ستعقد هذا العام في إيران.
وبالإضافة إلى ذلك، سيناقش لافروف وتشاويش أوغلو المهام في سياق تكثيف عمل اللجنة الدستورية السورية، والتي من المقرر اجتماعها المقبل يوم 21 مارس/ آذار في جنيف - سويسرا.
القضايا الثنائية
بدورها، تشير موسكو إلى الاتجاهات الإيجابية في العلاقات التجارية والاقتصادية مع تركيا. ولذلك، خلال العام 2021، زاد حجم التبادل التجاري بنسبة 57 بالمائة مقارنة بالعام 2020 كي تصل إلى 33 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يتطرق الوزيران إلى قضايا التعاون في مشاريع مثل تشييد محطة "آق قويو" للطاقة النووية وتشغيل خط أنابيب غاز "السيل التركي".
هذا ومن بين المجالات الأخرى ذات الأولوية للتعاون بين موسكو وأنقرة هي مكافحة انتشار الوباء. وفي وقت سابق، تم الاتفاق على توطين إنتاج اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا "سبوتنيك V" في تركيا.
وفي سياق آخر، زار أكثر من 4 ملايين مواطن روسي المنتجعات التركية خلال العام 2021. وفي هذا الصدد، من المقرر إيلاء اهتمام وثيق لمسائل ضمان الأمن الشامل للروس في تركيا.
كما يعتزم الوزيران مناقشة تنظيم الاجتماع التاسع لمجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك، وقد عُقِد الاجتماع الثامن السابق للمجموعة في 29 ديسمبر/كانون الأول 2020 في سوتشي الواقعة بالجنوب الروسي.
وشدّدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها عشية المحادثات المقررة: "نتوقع أن يقدم الاجتماع الوزاري القادم في موسكو مساهمة حقيقية في زيادة تطوير العلاقات المتبادلة المنفعة بين روسيا وتركيا، وتعزيز الرؤية الاستراتيجية للقضايا الدولية المُلحّة، مع مراعاة المصالح الوطنية للبلدين".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس