أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قناعته بأن شعب بيلاروسيا يمكنه معرفة الوضع الحالي في بلاده بمفرده.
وقال الوزير لافروف في مقابلة على قناة "روسيا 1" ": آمل حقا أن يكون البيلاروسيون، مثل جميع أصدقائهم في الخارج، قادرين على ترتيب شؤونهم بأنفسهم وأن لا يتبعوا خطى أولئك الذين يحتاجون إلى بيلاروسيا فقط من أجل تطوير الفضاء الجيوسياسي عندهم، ومن أجل الترويج للمنطق التدميري المعروف: (أن تكونوا إما مع روسيا، أو مع أوروبا)".
وأضاف: "أنا مقتنع بأن الشعب البيلاروسي، بحكمته، يمكنه معرفة الوضع الحالي بنفسه".
ووفقا له، في عام 2014، عندما ظهر "الميدان" في أوكرانيا، كان هذا المنطق "إما - أو" هو ما تحدث به العديد من المسؤولين في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية الروسي إن الانتخابات في بيلاروسيا لم تكن "مثالية"، لكن لا يمكن استخدامها لتقويض الحوار الطبيعي القائم على الاحترام المتبادل بين الحكومة والمجتمع.
مبينا أن "هذا لا يعني أن الانتخابات كانت مثالية. بالطبع لا. هناك الكثير من الأدلة على ذلك. القيادة البيلاروسية تحاول أيضا الدخول في حوار مع المواطنين المحتجين على ما يعتبرونه انتهاكا لحقوقهم".
وأضاف الوزير الروسي: "أود ببساطة أن أنصح الجميع بعدم محاولة استخدام هذا الوضع في بيلاروسيا (وهو ليس بالأمر السهل) لتقويض الحوار الطبيعي القائم على الاحترام المتبادل بين السلطات والمجتمع، وجعله استفزازيا".
ولفت لافروف "لا أرى نقصا في الاستعداد من جانب السلطات للحوار. وآمل بشدة أن يظهر نفس الاستعداد من جانب أولئك غير الراضين لسبب أو لآخر عن نتائج الانتخابات".
وبدأت احتجاجات المعارضة الضخمة في جميع أنحاء بيلاروسيا في 9 آب/ أغسطس، بعد الانتخابات الرئاسية، والتي فاز بها للمرة السادسة الزعيم البيلاروسي الحالي ألكسندر لوكاشينكو وبحسب لجنة الانتخابات المركزية، حصل لوكاشينكو على نسبة 80.1 % من الأصوات.
وتعتقد المعارضة أن سفيتلانا تيخانوفسكايا ربحت الانتخابات، وليس لوكاشينكو.
وفي الأيام الأولى، واجهت قوات الأمن المتظاهرين الذين لم يوافقوا على النتائج، واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي.
ثم توقفت أجهزة إنفاذ القانون عن تفريق المسيرات واستخدام القوة، وبحسب معطيات رسمية، تم اعتقال أكثر من 6.7 ألف شخص خلال الأيام الأولى.
وبحسب ما أوردته وزارة الشؤون الداخلية للجمهورية، أصيب مئات الأشخاص خلال أعمال الشغب، من بينهم أكثر من 120 من ضباط إنفاذ القانون، وقتل اثنان من المتظاهرين.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: نوفوستي