أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا ترغب في رؤية "دبلوماسية مكوكية" بمشاركة ممثلين غربيين في المفاوضات مع أوكرانيا. وصرّح وزير الخارجية الروسي بذلك اليوم الاثنين 28 مارس/آذار 2022، في مقابلة مع وسائل الإعلام الصربية.
وقال لافروف: "لا أريد أن أرى أي جولات مكوكية من زملائنا الغربيين، لأنهم أرسلوا بالفعل سياراتهم الخاصة في فبراير(شباط) 2014 إلى أوكرانيا وفي فبراير 2015 إلى (العاصمة البيلاروسية) مينسك".
وأشار الوزير لافروف إلى أنهم الآن يقولون لنا: "أعطوا فرصة للدبلوماسية. بالطبع، نريد أن نمنح الدبلوماسية فرصة، ولهذا السبب وافقنا على إجراء المفاوضات، التي يتم استئنافها الآن في اسطنبول. ولكن هناك العديد من الأمثلة عندما كانت الإنجازات الدبلوماسية دمرها زملاؤنا الغربيون، والآن لا يمكن الوثوق بهم".
كما استذكر لافروف كيف تصرف الاتحاد الأوروبي في فبراير 2014 كضامن للاتفاق بين رئيس أوكرانيا والمعارضة، التي كانت تعتبر ذروة الدبلوماسية.
وأضاف قائلا: "في صباح اليوم التالي، بصقت المعارضة على هذه الدبلوماسية، واضطر الاتحاد الأوروبي إلى ابتلاع هذا الوضع. ثم وصلت الدبلوماسية إلى آفاق جديدة كما كانت في فبراير 2015 في مينسك. وتم توقيع اتفاقيات أنهت الحرب في شرق أوكرانيا، وفتحت طريقة لاستعادة وحدة أراضي أوكرانيا من خلال منح وضع خاص لدونباس"، منوهاً أن "الاتحاد الأوروبي قد أثبت تماماً عدم ملاءمته كمنظمة قادرة على الوفاء بما يتفق عليه".
عدم قبول إحياء النازية الجديدة
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارحية الروسي عن أمله في أن تتحرك أوروبا الآن وتدرك عدم جواز إحياء ايديولوجية وممارسة النازية، فضلاً عن جعل أوكرانيا نازية، مما يخلق تهديداً مباشراً لروسيا الاتحادية.
هذا وأشار وزير الخارجية، إلى أن النازية الجديدة عادت إلى أوروبا قبل وقت طويل من الأحداث الجارية في أوكرانيا، لافتاً في هذا الخصوص، إلى أنه في كل شهر مارس/آذار في لاتفيا، هناك مسيرات لكتائب " "ڤافن إس إس" (الجناح العسكري للحزب النازي)، مبيناً أن "الحكومة تدعم هذه المسيرات، وفي أوكرانيا وبولندا، يتم هدم النصب التذكارية لأولئك الذين هزموا الفاشية".
وتابع وزير سيرجي لافروف: "آمل بشدة أن يتحرك الوعي الأوروبي الآن، لأن هذه الميول لإحياء ايديولوجية وممارسات النازية خاصة في أوكرانيا وبوضوح"، مشيراً إلى أن "الأمر في أوكرانيا لم يقتصر على مواكب المشاعل والمسيرات، إذ لقد أسسوا عمداً وحدات قتالية من النازيين الجدد"، موضحاً أن هناك أدلة وثائقية على ذلك سواء بالصور أو تسجيلات الفيديو.
وأكد في هذا الخصوص أن هؤلاء الجنود النازيون الجدد تسللوا إلى القوات المسلحة الأوكرانية ، بغية تولي علية القيادة هناك وهذا أمر معروف أيضا".
كما أعرب رئيس الدائرة الدبلوماسية الروسية عن ثقته في أن أوروبا، والعالم بأسره، يجب أن تفكر في عدم جواز تحويل أوكرانيا إلى النازية، ما من شأنه أن يشكل تهديداً مباشراً لروسيا لكونها دولة حدودية".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس