أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده مهتمة بالحفاظ على معاهدة "ستارت" (معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها، والمسماة بشكل غير رسمي "ستارت 3") بشكل ليس أكثر من الولايات المتحدة، فهي ضامنة أمنها في حالة عدم تجديد الاتفاقية.
وجاء كلام الوزير الروسي اليوم الجمعة 10 تموز/ يوليو، خلال الجلسة عبر الإنترنت للمنتدى الدولي "قراءات بريماكوف" حول موضوع "روسيا وما بعد تشكل العالم".
وقال لافروف: "نحن نعلم أن هناك اعتقادا راسخا بأننا واثقون من ضمان أمننا على المدى الطويل حتى في ظل غياب هذه الاتفاقية". وأضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن الخطوات التي ستتخذها روسيا في حالة توقف سريان معاهدة "ستارت".
وأضاف وزير الخارجية الروسية: "لكننا مستعدون لأي تطور للأحداث، هذا هو الحال بالفعل، وإذا تم رفض التجديد، فقد تكون الخيارات مختلفة. لكن في الاتجاه العام، يمكنني أن أؤكد لكم، ستكون هناك مواصلة للحوار مع الولايات المتحدة حول القضايا الاستراتيجية، وحول أدوات جديدة للاستقرار".
وشدّد الوزير على أن قضية الأسلحة هي في سياق جميع العوامل التي تؤثر على الاستقرار الاستراتيجي، وأضاف أن روسيا لن تقنع الولايات المتحدة بتجديد المعاهدة.
"إذا رفضوا بشكل قاطع، فلن نقنعهم "..." نحن بحاجة إلى التمديد بالقدر الذي يحتاجه الأمريكيون. يرون الآن في دعواتنا لتمديده لمدة خمس سنوات أو لبضع سنوات دون شروط مسبقة نوع ما من اللعب".
وقال لافروف إن الولايات المتحدة تركز بكل طريقة ممكنة على استمرار النقاش بلا حدود بشأن الحد من الأسلحة النووية في صيغة ثلاثية (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين) وهذا يشير إلى قرار واشنطن بعدم تمديد معاهدة "ستارت".
"يبدو أن قرار عدم تجديد هذه المعاهدة (ستارت) في الولايات المتحدة قد تم اتخاذه بالفعل. واستمرار التأكيد على البديل في تحويل المحادثات بالكامل إلى صيغة ثلاثية يجعل من هذا الأمر بشكل مسبق منته.
بالإضافة إلى ذلك، يجري وضع شروط من قبيل أنه "من الضروري إدراج أحدث الأسلحة الروسية في المحادثات وهو ما يعني بشكل عام كسر الباب المفتوح".
إن روسيا، كما أكد لافروف، ستدافع عن الموقف بشأن عدم جواز الحرب النووية خلال القمة المقبلة للدول الخمس "الدائمة" العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وقال "نحن قلقون بشكل خاص من رفض الأمريكيين لمدة عامين إعادة التأكيد على المبدأ الأساسي، والفرضية القائلة بأنه لا يمكن أن يكون هناك منتصرون في حرب نووية، وبالتالي يجب عدم إطلاقها بتاتا."
القضية هي عدم جواز الحرب النووية، وعدم القدرة على النصر فيها ويجب الترويج لذلك في سياق قمة "الخمس" المقبلة (قمة "الخمس النووية" لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - بحسب تاس).
وفي الوقت نفسه، أضاف لافروف أنه من المهم "عدم الذهاب بعيدا واللعب مع أولئك الذين يحاولون حظر جميع الأسلحة النووية تماما والدفع بالموجة في هذا الاتجاه بالفعل".
وتقترح روسيا أن تناقش في قمة الأمم المتحدة الخمسة، روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا العظمى، المبادئ الجماعية في الشؤون العالمية والحد من الأسلحة وقضايا أمنية أخرى، بالإضافة إلى التغلب على عواقب وباء فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي. وجاء ذلك أيضا في مقالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تاريخ الحرب العالمية الثانية. ونُشر المقال باللغة الإنجليزية في مجلة "ناشيونال إنترست"، ثم ظهرت على الموقع الإلكتروني للكرملين وفي الصحيفة الروسية باللغة الروسية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: وكالة "تاس"