Ru En

التوتر الحدودي بين أرمينيا وأذربيجان يثير القلق عالميا وردود الفعل دولية

١٧ يوليو ٢٠٢٠

أصبحت التوترات على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا مسألة تثير قلق المجتمع الدولي.

 

وتم يوم أمس الخميس 16 تموز/ يوليو، الإبلاغ عن هجمات جديدة على أهداف مدنية، فضلا وقوع قتلى وجرحى خلال الاشتباكات.

 

وأصدرت وزارات الدفاع الأذربيجانية والأرمينية، صباح اليوم الجمعة، بيانات حول قصف القرى والبنية التحتية المدنية بالقرب من الجزء الشمالي من الحدود بين الجمهوريتين.

 

وبحسب السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، فإن القوات المسلحة الأرمنية في الليل "منعت محاولة تخريب اختراق العدو".

 

كما أعلنت الوزارة عن قصف قريتي أيجبار وموفسيس. وفي وقت لاحق، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأرمينية آرتسرون هوفهانيسيان "إن أحد سكان قرية تشيناري الحدودية أصيب بجروح نتيجة قصف قامت به طائرة من دون طيار تابعة للقوات المسلحة الأذربيجانية".

 

بدورها، نفت وزارة الدفاع الأذربيجانية تقارير يريفان عن قصف القرى الأرمنية على الحدود وأعلنت مقتل جندي مجند في معارك على الحدود مع أرمينيا.

 

وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، خلال مشاركته في المؤتمر عبر الفيديو يوم الخميس، إن بلاده مستعدة للتفاوض بشأن تسوية نزاع مرتفعات قره باغ بشكل أساسي وجوهري. وشدّد على ضرورة تكثيف أنشطة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تعمل كوسيط في تسوية مشكلة قره باغ.

 

في غضون ذلك، وبعد الظهر، تبادل الجانبان تصريحات قاسية حول إمكانية توجيه ضربات ضد أهداف استراتيجية. وحذرت وزارة الدفاع الأذربيجانية من أنه في حالة وقوع هجوم على خزان مياه مينغاشيفر، فإن القوات المسلحة الأذربيجانية قد تنتقم بضرب محطة الطاقة النووية في أرمينيا.

 

وقال رئيس المكتب الصحفي في الوزارة فاغيف دارجاخلي للصحفيين: "على الجانب الأرمني ألا ينسى أن أنظمة الصواريخ الجديدة في ترسانة جيشنا تجعل من الممكن توجيه ضربات عالية الدقة في محطة "ميتسامور" للطاقة النووية، والتي يمكن أن تتسبب بكارثة كبيرة لأرمينيا".

 

وفي يريفان، تم وصف هذا البيان بأنه "جريمة". وقال أرتسر هوفهانيسيان المتحدث باسم وزارة الدفاع خلال المؤتمر الصحفي: "أريد أن أؤكد أن المسؤولين الأرمن لم يتحدثوا قط عن إمكانية مهاجمة البنية التحتية المدنية لأذربيجان. نحن حتى لا نطلق النار على المنازل. هذه التصريحات إجرامية".

 

رد الفعل الدولي

 

قال نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية أندريه رودينكو، في مقابلة مفتوحة مع وكالة أنباء "تاس" يوم أمس الخميس "إن روسيا تغتنم كل فرصة لحل مشكلة تفاقم الوضع الحالي بين أرمينيا وأذربيجان". وكما أكد رودينكو، فإن "لدى روسيا مثل هذه الفرص" واستخدمتها أكثر من مرة.

 

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "المهمة الأساسية للمجتمع الدولي بأسره هي الآن وقف وبسرعة كل ما يحدث خلال الأيام الأخيرة على حدود أذربيجان وأرمينيا"، وشدّد على أهمية "الموقف المتوازن" للدول الأعضاء في مجموعة مينسك. كما التقى رودينكو يوم الخميس بالسفير الأذربيجاني في موسكو بولاد بلبل أوغلو، حيث ناقش الجانبان الوضع الحالي على الحدود الأذربيجانية الأرمينية.

 

ويوم الخميس، أجرى رئيس الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا جيجي تسيريتيلي محادثات على الإنترنت مع الممثل الشخصي للرئيس الحالي في هذا الهيكل الدولي، أندريه كاسبرزيك، تحدث خلالها لصالح تعزيز المراقبة في منطقة صراع قره باغ.

 

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، يوم أمس الخميس إن الجانب الإيراني مستعد للعمل كوسيط في تسوية الخلافات بين أذربيجان وأرمينيا حول قره باغ. كما أدلت وزارة الخارجية الطاجيكية ببيان، معربة فيه عن قلقها بشأن الحوادث المسلحة على الحدود الأذربيجانية الأرمنية ودعت الجانبين إلى منع المزيد من التصعيد.

 

من جهته أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه إزاء تفاقم الوضع على الحدود الأذربيجانية الأرمينية منذ يوم الثلاثاء، وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يوم الخميس في اجتماع مع نائب وزير الدفاع الأذربيجاني رامز تاخيروف، الذي سافر من أجل إجراء مشاورات، أن جيش الجمهورية لا يزال إلى جانب باكو وعلى استعداد لمساعدته في حالات الأزمات.

 

استقالة وسط صراع

 

أقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، يوم أمس الخميس/ وزير الخارجية إلمار محمدياروف الذي تولى هذا المنصب لمدة 16 عاما. وتم تعيين جيهون بيراموف، الذي كان يرأس سابقا وزارة التربية والتعليم في الجمهورية، كوزير جديد لوزارة الخارجية.

 

وأعقبت إقالة محمدياروف انتقادات حادة من رئيس الدولة، والتي أخضع لها أنشطة وزارة الخارجية يوم الأربعاء خلال اجتماع وزاري مخصص للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد في النصف الأول من عام 2020.

 

وأشار علييف إلى أن النشاط الدبلوماسي للبلاد يمكن أن يكون "أكثر فاعلية" وأن الدبلوماسية يجب أن تكون "هجومية وليست سلبية ودفاعية"، مشددا على أنه أشار عدة مرات خلال اجتماعات وزارة الخارجية والسفارات في الدول الأجنبية إلى الخطوات التي يجب اتخاذها فيما يتعلق بالصراع حول قره باغ وكيفية الدفاع عن المصالح الاقتصادية للبلاد، والرد على الاتهامات التي لا أساس لها ضد باكو، مبينا أنه "لم يتم اتباع التعليمات".

 

وأشار الرئيس الأذربيجاني علييف أيضا إلى أنه في 12 تموز/ يوليو، عندما تصاعد الموقف على الحدود مع أرمينيا، لم يتمكن من العثور على وزير الخارجية إلمار محمدياروف في مكان عمله.

 

تفاقم الصراع

 

تصاعد الوضع على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا في 12 يوليو. وأعلنت أذربيجان عن محاولة من قبل القوات المسلحة الأرمنية لمهاجمة مواقع جيش الجمهورية بواسطة المدفعية، بينما حددت يريفان سبب تفاقم بمحاولة الاختراق من الجانب الأذربيجاني. وأفادت باكو بمقتل 12 جنديا من الجيش الأذربيجاني. بينما أعلنت يريفان مقتل 4 وإصابة 10 جنود.

 

وبدأ الصراع بين أذربيجان وأرمينيا في شباط/ فبراير 1988، ونتج عن قضية ملكية مرتفعات قره باغ، التي أعلنت انفصالها عن أذربيجان الاتحاد السوفيتي. وخلال النزاع المسلح 1992-1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على المنطقة وسبع مناطق متجاورة.

 

ومنذ عام 1992، أجريت مفاوضات بشأن التسوية السلمية للصراع في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي ترأسها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الدفاع الأرمنية

المصدر: تاس