Ru En

الخارجية الروسية: "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" غير قادرة على إقامة تعاون مع الـ "ناتو"

٠٩ فبراير ٢٠٢٢

أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين، أن "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"،  أقامت اتصالات في المجال الأمني مع العديد من الهياكل الدولية، مشيراً إلى أنه مع ذلك لم يتم إقامة تعاون مع حلف شمال الأطلسي الـ "ناتو".


وصرّح نائب وزير الخارجية الروسي بذلك اليوم الأربعاء 9 فبراير/شباط 2022، في مؤتمر "الأمن الجماعي في عصر جديد: تجربة وآفاق منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، في إطار منتدى "فالداي" الدولي للنقاش.


وقال بانكين: "وضعت  منظمة معاهدة الأمن الجماعي نفسها على الساحة الخارجية. وقد أقامت المنظمة علاقات مع (الهياكل) الدولية الأخرى - الأمم المتحدة وعدد من الجهات الأخرى المشاركة في المجال الأمني، ولكن ليس من الممكن (إقامة تفاعل) مع الـ ناتو".


وأضاف الدبلوماسي الروسي: "من الغريب أن منظمة مثل الـ ناتو لا تعترف بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي كما لو أنها غير متكافئة وكلاعب مهم في مجال الأمن، ويُعتقد أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي هي منظمة روسية يوجد فيها (الأعضاء) الباقون ببساطة".


وفي هذا الصدد، أفاد نائب الوزير الروسي بأن الزملاء الغربيين ليسوا على دراية كاملة بأن أعضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي "يتحملون مسؤولية جماعية مشتركة عن أمنهم".


وقال إن "التهديد الذي يتعرض له كل منا لم يتغير لعدة أسباب: بسبب الحدود المفتوحة، وعدم وجود تأشيرات الدخول وأشياء أخرى"، موضحاً أن "نحن عملياً مساحة واحدة بالمعنى الاقتصادي لحركة الأشخاص والأفكار، لذا فإن تهديد أحدنا يمثل تهديداً لأي أحد آخر".


هذا وفي الوقت نفسه، شدّد بانكين على أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي لا تشمل الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى أو الغرب أو الشمال في منطقة مسؤوليتها. وبيّن قائلا: "منطقة المسؤولية هي مساحة منظمة معاهدة الأمن الجماعي الخاصة، في حين أن منطقة مسؤولية النـ اتو وحلفاء الـ ناتو - لأن الحلف (هو أيضاً) أثر للحلفاء والشركاء - هي منطقة عالمية، حتى لو تم إعلان منطقة مسؤولية الولايات المتحدة عالمية، وهذا هو الفرق".


وبحسب ألكسندر بانكين، يشير العديد من الشركاء الجنوبيين والشرقيين إلى استعدادهم للتعاون مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي.


وقال: "لذلك، يبدو لي أن الطلب على منظمة معاهدة الأمن الجماعي ليس فقط بيننا، أعضاء  المنظمة فقط، يجب أن يكون الطلب على منظمة معاهدة الأمن الجماعي على المسرح العالمي بمعنى أوسع. ويشير العديد من شركائنا إلى استعدادهم للتعاون، الشركاء الجنوبيون والشرقيون في الغالب".


وأضاف في هذا الجانب: "من المحتمل أن الوقت قد حان لشركائنا الغربيين أن يعتقدوا أيضاً أن هذه ليست لعبة، ولكنها منظمة حقيقية، عسكرية سياسية، دفاعية، متعددة التخصصات، تراقب ما يحدث، وتلتقط التغييرات".



وبالإضافة إلى ذلك، تابع نائب وزير الخارجية الروسي، "هذه منظمة تتكون من ست دول متجاورة و"مرتبطة تاريخيا بالقواسم المشتركة بدرجة عالية من التفاهم المتبادل".


كما نوّه ألكسندر بانكين بأن "الأمر الرئيس هو عدم السماح بدق إسفين بيننا بشأن تلك القضايا، حيث يُمكن أن يكون لدينا تناقضات أو خلافات، مثل أي جيران عاشوا جنبا إلى جنب لفترة طويلة طويلة وإلى الأبد".

 



تنفيذ مهام حفظ السلام



وفي شأن آخر أعلن بانكين أيضاً أنه بعد الأحداث التي وقعت في كازاخستان، ينبغي أن تعمل منظمة معاهدة الأمن الجماعي على المزيد من تبسيط الإجراءات من أجل إنجاز مهام حفظ سلام بصورة أكثر سلاسة وبشكل أسرع.


وقال: "نحن بحاجة إلى تعلم الدروس التنظيمية، بالطبع، كيف يجب أن نفعل كل ذلك من الناحية الإجرائية، في حالة التبسيط، بحيث يكون كل شيء سلسا بالمعنى القانوني وبأسرع وقت مُمكن من حيث النشر وفهم المهام".


وأضاف نائب الوزير أن تماسك فرق دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ليس فقط في حالة كازاخستان، ولكن بشكل عام، قد تطوّر بسبب كثرة التدريبات والعمليات الجارية، حيث أن هناك "أنواع مختلفة من التفاعل وأنواع مختلفة من الإجراءات المضادة" ضد تهديدات إرهابية معينة وقمع تهريب المخدرات وما إلى ذلك قد تم شحذها.


واستدرك قائلا: "الدرس هو أننا استجبنا على الفور تقريباً.. ربما يكون هذا غير مسبوق".


وقال بانكين عن نتائج عملية حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان "لم يكن أحد يستعد لذلك، هذا ليس تصعيدا"، مشيراً إلى أن أحد الأمثلة على التصعيد القوي للخلفية الإعلامية هو محاولة الغرب عزو عدوان غير موجود ضد أوكرانيا إلى روسيا.


وأوضح: "في حالة كازاخستان، لم يكن لدينا أي خلفية إعلامية من شأنها أن تسمح لنا بإعداد أو حساب أي من هذه الخيارات. لذلك، كانت عملية سريعة التنفيذ وجيّدة التنفيذ. في الواقع، كان يكفي حتى إعادة تلقيم رشاش كي تظهر أنك موجود، وأنك متضامن ومستعد. علاوة على ذلك، كانت هذه الوحدات النخبة مدرّبة تدريباً جيداً، كما أفهم، مما أظهر أن مقاتلاً واحدا من هذه الوحدات يساوي مائة".


هذا ومن المعروف أنه تم إرسال قوات حفظ السلام الجماعية التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة زمنية محدودة، من أجل تحقيق الاستقرار وإعادة الوضع فيها إلى ما كان عليه، وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن الجماعي للمنظمة، والذي تم تبنيه في 6 يناير/كانون الثاني الماضي - 2022.


وقد بقيت وحدة حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان، حيث اندلعت هناكى أعمال شغب جماعية في أوائل يناير الماضي، مصحوبة بأعمال قتل وهجمات على مسؤولين حكوميين، حتى تاريخ 19 يناير نفسه.


من جهتها، أعلنت سلطات الجمهورية، أن هذه التجربة أثبتت جدوى وفعّالية المنظمة وقدرتها على العمل بسرعة.
 


مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس