انتقد السفير الروسي لدى بريطانيا أندريه كيلين، العقوبات التي فرضتها المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من لدول الأخرى على سوريا، واصفاً هذه التصرفات بأنها "غير مقبولة وغير أخلاقية".
وقد صرّح السفير الروسي بذلك خلال حديثه يوم أمس الاثنين 15 مارس/آذار 2021، في مؤتمر عبر الإنترنت حول الشأن السوري، طالب فيه كيلين الدول الغربية بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا عوضاً عن ممارسة ضغوطات العقوبات.
وأشار كيلين في المؤتمر الذي نظمه المركز الأوروبي لدراسة التطرف ومقره في كامبريدج، إلى أن التنمية في سوريا لا تعيقها فقط نتائج الصراع وانتشار المرض الناجم عن فيروس كورونا، وإنما كذلك العقوبات غير القانونية أحادية الجانب، التي فرضتها الولايات المتحدة على سوريا، وبريطانيا وبعض حلفائها.
منا أكد السفير الروسي لدى بريطانيا أن هذه الإجراءات التقييدية لا تخلق عقبات أمام التنمية الاقتصادية فحسب، بل تعيق أيضا مسألة شراء الأدوية الأساسية والمعدات الطبية ومعدات البناء.. "إنه أمر غير أخلاقي وغير مقبول".
هذا وتحدّث الدبلوماسي الروسي عن المساعدة التي تقدمها روسيا إلى سوريا، مشيراً، من بين أمور أخرى، إلى تقديم 4.7 ألف طن من المساعدات الإنسانية تم تسليمها إلى روسيا الاتحادية منذ العام 2015، لافتاً إلى أن البرنامج الاستراتيجي الشامل للتعاون الثنائي قيد التطوير حالياً،علماً بأن أندريه كيلين نوّه وبوضوح في الوقت نفسه، بأن "هذا لا يكفي".
واستدرك بالقول: "الشعب السوري في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، وسياسة الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا العظمى، هي تقديم المساعدات فقط للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وخنق بقية البلاد عبر العقوبات، إن هذا قاسي ومقلق للغاية. من الضروري مد يد العون لجميع السوريين، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه أو من يدعمون، ومن دون تمييز أو شروط مسبقة".
موضحا أنه بدلا من تقديم مساعدات عرضية إلى البلدان المجاورة حيث يقيم اللاجئون السوريون فيها بشكل مؤقت، "يجب توجيه المساعدات لأولئك الذين يرغبون في العودة، كما يساعد ذلك في تخفيف العبء الاجتماعي والاقتصادي عن البلدان المضيفة".
إلى ذلك اعتبر السفير الروسي لدى بريطانيا أنه "من الواضح أن سوريا تغلّبت على أصعب مشاكل الحرب الأهلية والغزو الإرهابي. ومع ذلك، فإنه أمام البلاد طريق شائك للعودة إلى الحياة الطبيعية. لقد تأخر المجتمع الدولي بأسره، وهنا أناشد سلطات المملكة المتحدة، ومنذ فترة طويلة، لدعم هذه العملية من خلال المشاركة في إعادة الإعمار ومد يد العون لاستعادة (الوضع) أفضل مما كانت عليه. وكما يقول المثل: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبدا".
عقوبات بريطانية جديدة
الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية البريطانية وسعت، في وقت سابق من يوم الاثنين، قائمة العقوبات المفروضة على سوريا، مضيفة في هذا الخصوص وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد إلى قائمة من شملتهم قائمة االعقوبات البريطانية بعد التحديث، فضلاً عن أنها تضم القائمة 5 مسؤولين ورجال أعمال آخرين، بينهم قائد الحرس الجمهوري اللواء مالك عليا، والمستشارة الشخصية للرئيس السوري بشار الأسد لونا الشبل.
وبحسب العقوبات، أصبح كل هؤلاء الأفراد ممنوعون من دخول المملكة المتحدة، وسيتم تجميد أصولهم، في حال وُجِدت في المملكة المتحدة.
ومما يُذكر أيضاً أن لندن فرضت 353 عقوبة على سوريا، في غضون 10 سنوات فقط من الحرب السورية، ولكن الإجراءات التقييدية التي تم الإعلان عنها مؤخراً تعتبر الأولى منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس