Ru En

بوتين إلى طهران لحضور أول قمة مباشرة منذ 3 سنوات مع نظيريه الإيراني والتركي

١٩ يوليو ٢٠٢٢

يمارس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمله في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الثلاثاء 19 يوليو/تموز 2022. ويعقد رئيس الدولة الروسية ثلاث جولات من المحادثات الثنائية وقمة الدول الضامنة "الثلاثية" الخاصة بالتسوية السورية.

 



لقاءات مع القادة الإيرانيين



وبحسب يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، يصل بوتين إلى طهران منتصف النهار، ويفتتح زيارته بلقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. ومن المقرّر بعد ذلك إجراء محادثة مع المرشد الإيراني، علي خامنئي.


ووصف ممثل الكرملين إيران بأنها شريك مهم لروسيا، لأن العلاقات بين الدولتين ودّية ولها تاريخ طويل وتتطوّر بشكل فعّال للغاية في أوسع نطاق من المجالات. وأشار أوشاكوف أيضا إلى أن موسكو وطهران لديهما خطط للارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى جديد - مستوى الشراكة الاستراتيجية، ولذلك يجري الإعداد لتوقيع اتفاق جديد بين الدولتين.


كما تحظى مسألة بناء التعاون الروسي - الإيراني في المجال الاقتصادي بأهمية خاصة في ضوء تشديد العقوبات الغربية ضد روسيا، واحتمال التوقيع في هذا العام 2022 على اتفاقية دائمة بين إيران و"الاتحاد الاقتصادي الأوراسي" بشأن منطقة التجارة الحرة، والتي يجب أن تحل محل الاتفاقية المؤقتة.


هذا ولا تزال المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مشكلة مهمة، حيث تؤيّد كل من روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية استئناف الاتفاقية في صيغتها الأصلية. ومن المتوقع خلال اجتماعات الرئيس الروسي مع القادة في إيران تبادل وجهات النظر حول الجوانب الرئيسية للتعاون الثنائي، فضلاً عن الأمن الدولي والإقليمي، بما في ذلك الوضع الحالي حول "خطة العمل الشاملة المشتركة" بشأن البرنامج النووي الإيراني .

 

 

 



مفاوضات بوتين وأردوغان



يواصل فلاديمير بوتين سلسلة اللقاءات الثنائية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان. وبحسب يوري أوشاكوف، فإن الرئيسين سيبحثان "القضايا الرئيسية للتعاون الروسي التركي، وتنفيذ المشاريع الرائدة في المجالين التجاري والاقتصادي، وكذلك النظر بشكل موضوعي في عدد من القضايا الدولية، بما في ذلك الوضع حول أوكرانيا ومسألة تصدير الحبوب الأوكرانية".


وفي صباح يوم 19 يوليو/تموز في العاصمة الإيرانية طهران، سيعقد ممثلو روسيا الاتحادية وتركيا مشاورات خاصة حول القضايا الاقتصادية، من بينها موضوع التسويات بالعملات الوطنية.


في لقائه مع رئيس الدولة الروسية، يُخطط رجب طيب إردوغان للتركيز على مناقشة شاملة للعلاقات الثنائية، وآفاق حل الأزمة الأوكرانية، وإنشاء مركز تنسيقي في اسطنبول لإدارة توريد المنتجات الزراعية عبر البحر الأسود.


ومن المعروف أنه تمت مناقشة مسألة تشكيل "ممر الحبوب" يوم 13 يوليو/تموز، في اسطنبول من قبل الوفود العسكرية لتركيا وروسيا وأوكرانيا وممثلين عن الأمم المتحدة.


بدوره، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يوم أمس الاثنين، إن اجتماعاً جديداً للّجنة الرباعية قد يعقد هذا الأسبوع، ومن الممكن التوقيع على وثيقة نهائية بشأن إنشاء المركز وبدء تصدير الحبوب.


كما تتضمّن هذه المحادثات التطرق إلى زيارة محتملة لتركيا من قبل الرئيس الروسي، والتي دعا إليها إردوغان منذ يناير/كانون الثاني، لزيارة أنقرة. وفي وقت سابق أفيد بأنه لا توجد مواعيد محدّدة لزيارة تركيا حتى الآن.


كما يستعرض الرئيسان الوضع حول سوريا في ضوء خطط تركيا لشن عملية عسكرية جديدة في شمال الدولة المجاورة ضد مسلحي "حزب العمال الكردستاني" وفرعه السوري، "قوات الحماية الذاتية الشعبية".


وأيضاً، من المقرّر مناقشة قضايا تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا، والوضع في منطقة القوقاز، وقضايا إقليمية ودولية أخرى.


بدوره، أكد يوري أوشاكوف أن فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان سيناقشان خطط تركيا لإجراء عملية جديدة ضد التشكيلات الكردية في شمالي سوريا.


وأشار ممثل الكريملِن إلى أنه "يتمثل الموقف الروسي المبدئي في أننا نعارض أي أعمال تنتهك المبدأ الأساسي للتسوية السورية، المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي قرارات صيغة أستانا، وهو احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا".

 



قمة "الثلاثية"



تستضيف طهران في النصف الثاني من اليوم اجتماعا لرؤساء "الدول الضامنة" لعملية "أستانا" للمساعدة في مسألة التسوية السورية.


وكان من المقرّر إجراء مفاوضات بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا في الجمهورية الإسلامية في العام 2020. لكن الحدث تم تأجيله عدة مرات بسبب انتشار الوباء.
هذا وقد أثيرت بشكل متكرر مسألة إمكانية اختزال هذه "الصيغة" إلى مؤتمر عبر الفيديو.


ومع ذلك، بحسب ما أشار إليه السفير الروسي في طهران ليفان دزاجاريان، في مقابلة مع وكالة أنباء "تاس"، فإن "مؤتمر بصيغة الفيديو جيد، لكن لا شيء يمكن أن يحل محل الاجتماعات التي تتم وجهاً لوجه، والتي تكون أكثر فاعلية وذات طبيعة سرّية".


كما ويتفق يوري أوشاكوف معه، معتقداً أنه "بالطبع، أكثر منطقية وملاءمة لمناقشة قضايا حساسة مثل التسوية السورية في صيغة وجهاً لوجه".


وقال مساعد الرئس الروسي إن "صيغة أستانا أثبتت ولا تزال تثبت فعاليتها، وربما تكون الأداة الدولية الوحيدة القادرة على إحداث تأثير إيجابي حقيقي على الوضع في سوريا".


ولفت إلى أنه "اليوم، يتم الحفاظ على وقف مستقر للأعمال العسكرية في جزء كبير من الأراضي السورية، إلى حد كبير بفضل الجهود والعمل المشترك لروسيا وإيران وتركيا، وتراجع مستوى العنف، والمراكز الرئيسية لتنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا الاتحادية - تاس)، وقوّضت بشكل كبير إمكانات الجماعات الإرهابية الأخرى والمتواطئين معها، وأعادت سيطرة الحكومة على معظم مناطق البلاد".


وبيّن السياسي الروسي أن رؤساء الدول الثلاث "سيناقشون مجموعة من الإجراءات المشتركة من أجل تحقيق تسوية نهائية وطويلة الأمد في سوريا"، ولفت إلى أنّه "سيولى اهتماماً خاصاً لقضايا تطبيع الأوضاع في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في منطقتي إدلب وشرقي الفرات".


وفي الوقت نفسه، أولى المتحدث باسم الكريملِن اهتماماً خاصاً لحقيقة أن الولايات المتحدة تواصل زعزعة استقرار الوضع في منطقة شرقي الفرات، وتعمل على تشجيع نزعة الانفصالية وتزويد الهياكل شبه الحكومية الكردية بالأسلحة.


وذكر مساعد الرئيس الروسي أن القضايا الإنسانية المتعلقة بسوريا ستكون من بين موضوعات القمة.


وصرّح بأن "الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا صعب للغاية، والعقوبات الغربية غير القانونية أحادية الجانب ضد دمشق كان لها تأثير سلبي خطير".


وأضاف: "تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها تسييس مسألة تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، خلال العام الماضي لم يقوموا بالإيفاء بالتزاماتهم لدعم مشاريع التعافي المُبكر للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية الأساسية في سوريا، فضلاً عن تخفيف العقوبات، وذلك على الرغم من التوصل إلى جميع التفاهمات ذات الصلة قبل عام وتسجيلها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2585 بشأن آلية تقديم المساعدات عبر الحدود".


وشدّد يوري أوشاكوف على أن روسيا الاتحادية، بعد تقديم حل وسط آخر، في يوليو، عبر دعم قرار مجلس الأمن رقم 2642 بشأن تمديد الآلية عبر الحدود لمدة ستة أشهر لمنح الطرفين فرصة أخرى للوفاء بالتزاماتهما.


وقال مساعد الرئيس الروسي: "نحن نعارض أي تمديدات أخرى في هذا الصدد، وفي المرة القادمة سيتم التعبير عن موقفنا بشكل قاطع"، مضيفاً أن موسكو تعتبر الآلية العابرة للحدود إجراء مؤقتاً وطارئاً يجب تقليصه منذ ذلك الحين، وأنّه ينتهك القانون الإنساني الدولي والسيادة السورية نفسها.


وبذلك، وعد يوري أوشاكوف بإدلاء رؤساء الدول الثلاث بتصريحات صحفية عقب القمة. كما أنهم يخطّطون لاعتماد بيان مشترك. هذا ويفترض مساعد رئيس الدولة الروسية أن بفلاديمير وتين سيعود إلى موسكو مساء غد الأربعاء.

 



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس