سيواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برنامج عمله في عاصمة جمهورية كازاخستان، وسيجتمع مجلس رؤساء دول رابطة الدول المستقلة اجتماع روسيا - آسيا الوسطى، وذلك اليوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وذلك في مدينة أستانا التي تستضيف لليوم الثاني على التوالي قمم متعددة الأطراف.
في الواقع، يجتمع قادة رابطة الدول المستقلة للمرة الثانية خلال أسبوع، إذ حلّت في7 أكتوبر الذكرى السبعون لميلاد فلاديمير بوتين.
وكان القادة قد التقوا مؤخراً في قمة في عاصمة روسيا الشمالية - مدينة "سانت بطرسبرغ"، حيث تم التواصل بينهم خارج الإطار البروتوكولي، وحينها نوّه الرئيس الروسي بأن جدول أعمال الاجتماع في أستانا سيتضمن "موضوعات مهمة حقاً للتعاون في مجال التكامل السياسي والاقتصادي والمجال الإنساني".
وحسب فلاديمير بوتين فإن المحادثات ستركز على زيادة تنمية شراكات التجارة والاستثمار داخل رابطة الدول المستقلة، وزيادة استقرار اقتصاديات جميع الدول الأعضاء فيها.
في الاجتماع كانت القضايا الأمنية حاضرة حيث اكد بوتين بقوله: "بالإضافة إلى أوكرانيا، حيث تقع أحداث مأساوية، للأسف، تنشأ أحياناً نزاعات بين دول أخرى قريبة من فضاء الاتحاد السوفيتي السابق وهذا بالطبع يتطلب تطوير تدابير لحلها".
تترأس كازاخستان هذا العام رابطة الدول المستقلة. كما أشار الممثل الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية للجمهورية، أيبك صمادياروف، فإن القمة ستصبح أحد الأحداث الرئيسية في إطار رئاسة أستانا في هذه المنظمة. وبحسب معلومات وزارة الخارجية، سيشارك في الحدث، إلى جانب روسيا وكازاخستان، قادة أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وقرغيزستان وتركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان. كما سيتحدث في الاجتماع رئيس اللجنة التنفيذية، السكرتير التنفيذي لرابطة الدول المستقلة، سيرغي ليبيديف.
في الوقت نفسه، أكد صمادياروف أنه لن يكون هناك ممثل لأوكرانيا في القمة، التي علقت في السنوات الأخيرة المشاركة عملها، كما لن تتمكن رئيس مولدوفا، مايا ساندو، من المشاركة بسبب جدول العمل المزدحم.
ومن المتوقع أن يلخص رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف نتائج رئاسة الجمهورية في رئاسة المنظمة في الاجتماع.
الهياكل الجديدة في رابطة الدول المستقلة
كما هو متوقع، سيتم اتخاذ قرار في القمة لبدء عمل لجنة حقوق الإنسان التابعة لرابطة الدول المستقلة. وجاء في مواد الاجتماع أن "إنشاء مثل هذا الهيكل يرجع إلى ضرورة مواجهة محاولات الغرب استخدام قضايا حقوق الإنسان كأداة للضغط السياسي والتدخل في الشؤون الداخلية للدول".
كما سيتم إنشاء منظمة دولية لدعم وتعزيز اللغة الروسية تحت رعاية رابطة الدول المستقلة. وتعود ملكية هذه المبادرة إلى رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، وترمي إلى تعميم اللغة الروسية كوسيلة للاتصال الدولي.
تم إعداد مجموعة قوية من الوثائق المشتركة للموافقة عليها في القمة المنعقدة، وعلى وجه الخصوص، سيوافق قادة رابطة الدول المستقلة على برنامج محدث لمكافحة الإرهاب والتطرف للفترة 2023- 2025.
ومن المتوقع أيضاً اتخاذ قرار بشأن الحصول على صفة عضوية مراقب لدى منظمة معاهدة الأمن الجماعي. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر توقيع اتفاقيات حول التعاون في مكافحة الفساد وبشأن تشكيل مجلس استشاري لرؤساء الهيئات الانتخابية للدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، كما وقد تم تقديم عدد من الوثائق الأخرى لهذه القمة.
من الضروري تحديد موضوع كل عام في رابطة الدول المستقلة للفترة 2024- 2026، وكذلك الموافقة على العاصمة الثقافية للرابطة لعام 2023 - يمكن أن تكون سانت بطرسبرغ. كما سينظر القادة في انتقال رئاسة رابطة الدول المستقلة إلى قرغيزستان (ستصبح كازاخستان وروسيا رئيسين مشاركين) وعقد القمة المقبلة في عاصمة جمهورية قرغيزستان - مدينة بيشكيك.
روسيا - آسيا الوسطى
وفي نفس اليوم، سيُعقد اجتماع آخر بصيغة "روسيا - آسيا الوسطى" في عاصمة كازاخستان، علماً أن هذا الاجتماع سيُغقد للمرة الأولى، ويتزامن مع الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وجميع دول آسيا الوسطى الخمس (كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان). ويأمل الكريملِن في أن تكون مثل هذه الاجتماعات رفيعة المستوى منتظمة من الآن فصاعداً.
وانطلقت صيغة الحوار بمبادرة من موسكو عام 2019 على مستوى وزراء الخارجية لتبادل وجهات النظر حول الأجندة الإقليمية والدولية. وقد تم بالفعل عقد خمسة اجتماعات وزارية
ومن المتوقع أن يناقش القادة زيادة تطوير التعاون بين روسيا وآسيا الوسطى في شكل سداسي، بما في ذلك حماية التجارة المشتركة والمصالح الاقتصادية وغيرها، على خلفية الوضع الجيوسياسي الحالي في سياق ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والمواد الخام والخدمات اللوجستية. ومن المتوقع أيضاً أن يتبادل رؤساء الدول وجهات النظر حول الأمن الإقليمي في سياق الوضع في أفغانستان.
وسيتم في ختام القمة اعتماد بيان مشترك من المقرر أن يعكس قضايا الساعة للتعاون الإقليمي في الفضاء الأوراسي. بالإضافة إلى ذلك، ستشير الوثيقة النهائية إلى آفاق مزيد من التعاون في مجالات مثل السياسة والأمن والتجارة والتعاون الاقتصادي والثقافي والإنساني.
الاجتماعات السابقة
بدأ البرنامج الدولي في أستانا في اليوم السابق، إذ استضافت عاصمة كازاخستان يوم الخميس، قمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، وهو منتدى مشترك بين الدول تم تشكيله بمبادرة من كازاخستان في عام 1992، إذ يوحد هذا المنتدى27 دولة تشغل حوالي 90 بالمائة من أراضي آسيا، ويعيش فيها ما يقرب من نصف سكان العالم.
كما تم عقد عدد من اللقاءات الثنائية على هامش هذا الحدث، وعلى وجه الخصوص التقى الرئيس الروسي بزملائه من تركيا وقطر وفلسطين ودول أخرى.
مجموعة الرؤية الإستراتيجة "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي للرئيس الروسي
المصدر: تاس