Ru En

تسليم الدفعة الأولى من الوقود النووي إلى محطة "أق قويو" للطاقة النووية

٢٧ أبريل ٢٠٢٣

ستقام مراسم تسليم الدفعة الأولى من الوقود النووي لوحدة الطاقة الأولى لمحطة الطاقة النووية "أق قويو" اليوم الخميس 27 ابريل/نيسان 2023 في موقع المحطة، الذي تبنيه الشركة الروسية روساتوم في تركيا.

 

ومن المقرر أن يحضر الحفل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية - رافائيل غروسي، والمدير العام لشركة "روساتوم" الحكومية - أليكسي ليخاتشيف. ووفقاً للمكتب الصحفي للكريملِن، يخطط الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين أيضاً المشاركة في الحفل عبر تقنية الفيديو.

 

كما أفاد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم - إركان كانديمير مساء يوم أمس الأربعاء 26 ابريل، بأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيشارك أيضاً في الحفل عبر تقنية الفيديو. وفي وقت لاحق، تم تأكيد هذه المعلومات من قِبل وزير الطاقة التركي.

 

هذا وأعلن إردوغان أنه قرر إلغاء جميع الأحداث العامة المقررة اليوم، بناء على توصية من الأطباء بسبب تعرضه لوعكة صحية خلال مقابلة تلفزيونية مباشرة.

 

وبعد تسليم الوقود إلى الموقع، سيحصل هذا المرفق على حالة منشأة نووية رسمية. في فبراير/شباط الماضي، خلال زيارة لموقع بناء المحطة النووية، قال الرئيس التنفيذي لشركة "روساتوم" - أليكسي ليخاشيف إنه من المخطط إكمال أعمال تركيب البناء العامة في وحدة الطاقة الأولى والمضي قدماً في التشغيل، في الربع الثالث من عام 2023.

 

 

روسيا ومحطة الطاقة "أق قويو"

 

قال الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين في وقت سابق إن "شركة روساتوم تستخدم التقنيات الأكثر تقدماً وموثوقية في بناء محطة "أق قويو" للطاقة النووية، مع مراعاة أعلى معايير السلامة والمتطلبات البيئية الأكثر صرامة. أنا على يقين من أن التنفيذ الناجح لهذا المشروع لن يؤدي فقط إلى رفع التعاون الثنائي في قطاع الطاقة إلى مستوى جديد نوعياً، ولكنه سيساهم أيضاً في زيادة تعزيز الشراكة الروسية - التركية متعددة الأوجه، وتعزيز الصداقة والتفاهم المتبادل بين شعبيّ البلدين".

 

كما لفت رئيس روسيا الانتباه إلى حقيقة أن الجانب الروسي يجذب بنشاط الأعمال التركية لبناء المحطة وأن تنفيذ جزء كبير من عقود بنائها محلي الصنع في تركيا نفسها، مما يؤكد مرة أخرى الفوائد التجارية للمشروع لجميع المشاركين فيه.

 

ووفقاً لفلاديمير بوتين، مع تنفيذ مشروع بناء محطة "أق قويو" للطاقة النووية، ستتلقى تركيا زخماً جاداً لتطوير الصناعة النووية. وسيكون لتركيا موظفوها الخاصون في الصناعة النووية، حيث يتم تدريبهم في كل من موقع محطة الطاقة النووية والجامعات الروسية.

 

هذا ويناقش الرئيس الروسي بانتظام عملية بناء المحطة مع نظيره التركي، ووعد بكل دعم ممكن في تنفيذ المشروع.

 

 

محطة "أق قويو" والاقتصاد التركي

 

تعتبر السلطات التركية محطة الطاقة النووية الجديدة واحدة من أهم المشاريع في التاريخ الحديث للجمهورية وتسميها "حلماً قديما". ويعد بناء المحطة جزءً من استراتيجية تطوير قطاع الطاقة في البلاد، التي تهدف إلى زيادة استخدام مصادر الطاقة النظيفة، وتقليل الاعتماد على واردات وتحسين أمن الطاقة ككل. كما تعتبر السلطات التركية تطوير الطاقة النووية خطوة مهمة نحو تنويع وتعزيز البنية التحتية للطاقة في البلاد.

 

وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة كيلوواط (كيلوواط / ساعة) من الكهرباء حسب الاتفاقية الحكومية الدولية بين روسيا وتركيا، تبلغ 12.5 سنتا. وسيتم بيع 70٪ من إنتاج الكتل الأولى والثانية بالسعر المحدد في الاتفاقية، و30٪ في السوق. ومن الكتل الثالثة والرابعة، سيتم بيع 30٪ من الحجم بسعر 12.5 سنتاً، و70٪ في السوق المفتوحة. وبالتالي، فإن السعر المضمون للكهرباء ثابت بالنسبة إلى 50٪ فقط من الحجم المتولد من كهرباء المحطة، إذ سيتم تطبيق هذا السعر لمدة 15 عاماً فقط. وبعد الوصول إلى الاسترداد في غضون 15 عاماً من بداية التشغيل التجاري لكل كتلة، سيحصل الجانب التركي على 20٪ من صافي الربح.

 

من جهته لا يستبعد الرئيس التركي إمكانية توسيع التعاون بين أنقرة وموسكو في مجال الطاقة النووية في المستقبل القريب. في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، صرّح رجب طيب إردوغان أنه يمكن أيضاً بناء محطتيّ الطاقة النووية الثانية والثالثة في "سينوب" و"تراقيا" بالاشتراك مع روسيا.

 

 

محطة "أق قويو" للطاقة النووية

 

تجدر الإشارة إلى أن "أق قويو"هي أول محطة للطاقة النووية قيد الإنشاء في تركيا، إذ يتم تنفيذ المشروع على أساس اتفاقية تعاون حكومية دولية أُِبرمت بين روسيا وتركيا في 12 مايو/أيار 2010، وهي تنص على بناء 4 وحدات طاقة مع مفاعلات "VVER" روسية التصميم من الجيل "3+ "، ستكون قدرة كل وحدة طاقة "NPP 1200" ميغاوات. وبمجرد تشغيلها بكامل طاقتها، ستولد المحطة حوالي 35 مليار كيلووات في الساعة سنوياً، إذ ستغطي محطة الطاقة ما يصل إلى 10٪ من احتياجات تركيا من الكهرباء.

 

هذا ويعتبر المشروع ممول بالكامل من الجانب الروسي. ويعد بناء محطة "أق قويو" أول مشروع في الصناعة النووية العالمية يتم تنفيذه وفقاً لنموذج البناء والتشغيل، إذ ستتم إدارة المحطة من قِبَل عدد كبير من المتخصصين المحليين، الذين إما أكملوا  أو ما زالوا يخضعون للتدريب العملي والنظري في روسيا.

 

في ما يتعلق بالزلازل المدمرة في فبراير/شباط في جنوب تركيا، أكدت وزارة الطاقة في الجمهورية أن محطة الطاقة النووية الجديدة ستكون قادرة على تحمل زلزال بقوة 9 درجات. في الوقت نفسه، أكدت الإدارة أنه لا توجد خطوط صدع لقشرة الأرض بالقرب من محطة "أق قويو"، لذا لا شيء يهدد سلامتها الزلزالية.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"

Photo: akkuyu.com

المصدر: تاس