Ru En

تصريحات قادة منظمة "شنغهاي" للتعاون في القمة: الحسابات بالعملات الوطنية والنظام العالمي متعدد الأقطاب

٠٤ يوليو ٢٠٢٣

صرّح الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين في قمة "التوحّيد"، أن منظمة "شنغهاي" للتعاون تلتزم التزاماً راسخاً بتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب قائم على القانون الدولي مع الدور التنسيقي للأمم المتحدة، وذلك اليوم الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023.

 

وشدد بوتين على أن منظمة "شنغهاي" للتعاون تقدم مساهمة حقيقية في الحفاظ على السلام والاستقرار، وكذلك لضمان النمو الاقتصادي المستدام للدول المشاركة.

 

من جهته الرئيس الصيني - شي جين بينغ يعتقد أنه من المهم تطوير العلاقات الاقتصادية من خلال زيادة حصة العملات الوطنية في التسويات التجارية بين دول الاتحاد. بالإضافة إلى ذلك، وقعت دول منظمة شنغهاي للتعاون على "إعلان نيودلهي المشترك"، الذي بموجبه حصلت إيران على عضوية كاملة في المنظمة.

 

 

حول الوضع في روسيا

 

 

 

 

شكر بوتين نظرائه من دول منظمة شنغهاي للتعاون الذين دعموا إجراءات القيادة الروسية "لحماية النظام الدستوري وحياة وأمن المواطنين"، منوهاً بأن روسيا تعتزم تعميق العلاقات مع أعضاء المنظمة.

 

ويذكر أن روسيا مستمرة في التطور بشكل مطرد، ويتم توحيد الناس كما لم يحدث من قبل. حيث يتم شن حرب هجينة ضد موسكو، لكن "روسيا تقاوم بثقة وستقاوم الضغوط الخارجية والعقوبات والاستفزازات".

 

 

حول دور منظمة شنغهاي للتعاون في العالم

 

تتزايد مخاطر حدوث أزمة اقتصادية ومالية عالمية جديدة في العالم على خلفية التراكم غير المنضبط لديون البلدان المتقدمة، فضلاً عن نمو الفقر وتدهور الأمن الغذائي والبيئي، إذ قال بوتين إن: "هذه المشاكل تؤدي إلى زيادة ملحوظة في احتمالات الصراع. من المهم أن يتفق جميع أعضاء الجمعية في تقييماتهم للوضع في السياسة العالمية والأمن والمجالات الاجتماعية والاقتصادية".

 

وأكد رئيس روسيا أن منظمة "شنغهاي" للتعاون ملتزمة بتشكيل نظام عالمي عادل حقاً ومتعدد الأقطاب على أساس القانون الدولي، والتعاون المتبادل الاحترام بين الدول ذات السيادة مع الدور التنسيقي للأمم المتحدة. حيث قال رئيس الوزراء الهندي - ناريندرا مودي: إنه في غضون 20 عاماً، أصبح منصة مهمة للتنمية في المنطقة الأوروبية - الآسيوية ويمكن أن يصبح صوتاً مهماً لإصلاح المؤسسات العالمية الأخرى، بما في ذلك الأمم المتحدة".

 

ومن جهته قال شي جين بينغ إن: "دول منظمة شنغهاي للتعاون يجب أن تدافع عن القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وأن تدافع عن النظام الدولي الذي تتمحور حوله الأمم المتحدة والنظام العالمي القائم على القانون الدولي، وأن تقاوم الهيمنة وسياسة القوة". كما يعتقد أنه من الضروري مقاومة محاولات من الخارج لإثارة حرب باردة جديدة وإثارة مواجهة كتلة في المنطقة، وكذلك معارضة محاولات التدخل من الخارج والثورات الملونة، إذ تحتاج الدول أيضاً إلى التحدث علناً ضد الحمائية والعقوبات الأحادية، وكذلك ضد محاولات إقامة حواجز مصطنعة وتعطيل العلاقات وسلاسل التوريد".

 

في الوقت نفسه، تدعو كازاخستان إلى منع حدوث صدع جيوسياسي بين الشرق والغرب. وقال الرئيس قاسم توكاييف إنه "يمكن لمنظمة شنغهاي للتعاون ويجب عليها أن تقدم رؤيتها للسلام المستدام للمجتمع الدولي". وهكذا، ستقدم كازاخستان مبادرة "الوحدة العالمية من أجل السلام والوئام العادل"، التي سترسي مبادئ تعزيز تدابير بناء الثقة، والحفاظ على الاستقرار والأمن.

 

 

حول التعاون الاقتصادي

 

قال الرئيس الصيني إن: "الصين تدعو إلى زيادة حصة العملات الوطنية في التسويات التجارية بين دول الجمعية، فضلاً عن إنشاء بنك التنمية لمنظمة شنغهاي للتعاون".

 

كما أشار الرئيس الروسي الى إن استخدام العملات الوطنية في التسويات المتبادلة يتوسع بالفعل في التجارة بين روسيا والصين. قائلا: "يتم تنفيذ أكثر من 80٪ من المعاملات التجارية بالروبل واليوان. وتجاوزت حصة الروبل في معاملات التصدير مع جميع الدول المشاركة في عام 2022 40٪. وفي عام 2022، زادت تجارة روسيا مع الدول الأعضاء في المنظمة بنسبة 37٪، لتصل إلى رقم قياسي بلغ 263 مليار دولار، وفي الفترة من يناير إلى أبريل 2023، زاد المؤشر بمقدار 35 أخرى٪ .

وكما أضاف بوتين، فإن روسيا تؤيد زيادة التعاون في المجالات الاستثمارية والمصرفية والمالية والصناعة والطاقة والنقل وغيرها من القطاعات.

 

ويعتقد الرئيس الكزاخستاني أنه من المهم أيضاً أن تنسق دول منظمة "شنغهاي" للتعاون العمل على ضمان توازن الطاقة، فضلاً عن انتقال الطاقة وإزالة الكربون من الاقتصاد. واقترح تنسيق استراتيجية الطاقة لمنظمة شنغهاي للتعاون بحلول القمة القادمة في أستانا في عام 2024.

 

كما لفت توكاييف الانتباه إلى حقيقة أنه حتى الآن "لم يكن من الممكن تنفيذ أي مشروع اقتصادي كبير تحت رعاية منظمة شنغهاي للتعاون"، نظرا لعدم وجود آليات للدعم المالي لأنشطة المشروع، لذلك يجدر النظر في إمكانية إنشاء صندوق استثمار مشترك.

 

 

حول التحديات في المنطقة

 

أشار فلاديمير بوتين إلى أن الوضع في أفغانستان، الذي هو محور اهتمام منظمة "شنغهاي" للتعاون، لم يصبح أقل توتراً. لا يزال من المهم محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف والتطرف الديني ووقف تهريب المخدرات وأنواع التهريب الأخرى.

 

وبحسب الزعيم الروسي فإنه من الضروري مكافحة الإرهاب بحزم وإصرار وتعزيز التعاون في مكافحة تمويله. وقال رئيس الوزراء الهندي إن "الوضع في أفغانستان يؤثر على أمن جميع دول منظمة شنغهاي للتعاون. ولا يمكننا السماح باستخدام الأراضي الأفغانية لزعزعة استقرار الجيران".

 

 

حول توسيع منظمة "شنغهاي" للتعاون

 

أكد رئيس الوزراء الهندي - مودي أن انضمام إيران إلى منظمة "شنغهاي" للتعاون سيساعد على تنفيذ مشروع ميناء تشابهار بشكل أكثر فعالية - حيث تساهم ممرات النقل في التقارب بين البلدين. ووفقاً لمودي، فإن دولا أخرى تبدي اهتماماً أيضاً بالانضمام إلى منظمة "شنغهاي" للتعاون. ومع ذلك، من المهم الحفاظ على التركيز على مصالح وتوقعات بلدان آسيا الوسطى. من جانبه يرى فلاديمير بوتين أنه من المهم مساعدة إيران على الاندماج بفعالية في العمل متعدد الأوجه الذي يتم تنفيذه داخل منظمة "شنغهاي" للتعاون.

 

بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع مذكرة بشأن التزامات بيلاروسيا بالانضمام إلى المنظمة اليوم الثلاثاء. هذا يطلق إجراءات الانضمام الكامل للجمهورية إلى منظمة "شنغهاي" للتعاون. كما دعيت بيلاروسيا لحضور مؤتمر القمة بصفة عضو مراقب.

 

 

إعلان "نيودلهي"

 

كما هو مذكور في إعلان نيودلهي الموقّع في أعقاب اجتماع مجلس رؤساء دول منظمة "شنغهاي" للتعاون، تؤكد المنظمة عدم توجه الرابطة ضد البلدان الأخرى والانفتاح على التعاون الواسع، وتقف على احترام حق الشعوب في اختيار مستقل وديمقراطي لطرق تنميتها. وتدعو البلدان المشاركة أيضاً إلى الامتثال الصارم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. بالإضافة إلى ذلك تم التشديد على أولويات الأمن الغذائي وأمن الطاقة، والتأكيد على عدم جواز التدخل في شؤون البلدان بحجة مكافحة الإرهاب.

 

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم

الإسلامي "

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا

المصدر: تاس