Ru En

تونس تُكرّم إرث مهندسين عسكريين سوفييت أزالوا الألغام على طول الحدود مع الجزائر

١١ أبريل

صرح رئيس جمعية قدامى ضباط الجيش التونسي - العقيد المتقاعد محمود مزوري، أن بلاده تواصل تكريم مساهمات المهندسين العسكريين السوفييت الذين ساعدوا في إزالة الألغام على طول الحدود التونسية - الجزائرية في ستينيات القرن الماضي، وذلك اليوم الجمعة 11 ابريل/نيسان 2025.

 

ويتم تسليط الضوء على هذا الأمر من خلال معرض أُقيم مؤخراً حول الجهود الإنسانية للقوات السوفييتية. وقد نُظّم هذا الحدث من قِبل البعثة العسكرية الروسية في الجزائر، وأُقيم في مركز "البيت الروسي" بتونس، كجزء من جهودها التوعوية في دول العالم الثالث.

 

وقال مزوري لمراسل وكالة "تاس" للأنباء إن هذا المعرض يُعبّر عن تونس بقدر ما يُعبّر عن الجزائر، لأن أجزاء من تونس كانت ساحات معارك خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء الحرب بفترة طويلة، ظلت الألغام غير المنفجرة تُشكّل تهديداً مُميتاً للمجتمعات المحلية، وخاصةً المزارعين الذين يعملون في الأراضي.

 

وأشار العقيد محمود مزوري إلى أن وحدات الجيش التونسي كُلّفت بتطهير هذه المناطق، لكن العملية كانت بالغة الصعوبة نظراً لنقص الخرائط المُفصّلة، "إلا أنه تم إحراز التقدم الحقيقي بمساعدة المهندسين العسكريين السوفييت، لذا يجب على التونسيين ألا ينسوا هذا الفصل من التاريخ، الذي يُظهره المعرض اليوم بشجاعة الجنود السوفييت وجهود الجيش التونسي".

 

ووفقاً للمقدم دميتري ألكسندروف، الذي أشرف على تنظيم المعرض، صُمم المشروع كوسيلة لاستخدام التاريخ المشترك لبناء تعاون أقوى في المجالات العسكرية والتقنية والثقافية. وأوضح ألكسندروف قائلاً: "هذا التراث يحظى باهتمام متساوٍ من الروس والجزائريين. والآن، نقلنا المعرض إلى تونس - إلى الجانب الآخر من الحدود - لأن خبراء الألغام السوفييت لم يخدموا الجزائر فحسب، بل لعبوا أيضاً دوراً حاسماً في أمنها".

 

تجدر الإشارة إلى أن حقول الألغام، التي غالباً ما يُطلق عليها السكان المحليون اسم "مناطق الموت"، امتدت لما يقرب من 800 - 900 كيلومتراً على طول الحدود الجزائرية - التونسية، وكانت مليئة بعشرات الآلاف من العبوات الناسفة.

 

بعد استقلال الجزائر عن الحكم الفرنسي عام 1962، طلبت الجزائر المساعدة السوفييتية في إزالة هذه البقايا القاتلة. وقد صل أول المتخصصين السوفييت في عام 1963، وعلى مدى العامين التاليين، قاموا بتحييد ما يقدر بنحو 1.5 مليون لغم قبل إكمال مهمتهم في عام 1965.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: ziedkammoun/Pixabay

المصدر