Ru En

خبير روسي بارز يتحدث عن العلاقات الدبلوماسية الروسية التركية في الذكرى الـ 100 على إقامتها

٠٢ يونيو ٢٠٢٠

تحتفل روسيا الاتحادية وتركيا بالذكرى الـ 100 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في سياق التعاون المتعدد الجوانب والمتعدد العوامل، والذي يسوده خلافات حول سوريا وليبيا.

 

وجاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة أنباء "تاس" مع رئيس مركز الشرق الأدنى والأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، فلاديمير فيتين.

 

وقال فيتين: "خلال التفاعل بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، اكتسبت العلاقات سمة التعددية وأصبحت متعددة العوامل". هذه ميزة إيجابية، لأنه عندما تكون هناك قضايا ذات اهتمام متبادل، فإنها تجتمع وتجعل العلاقات أقل توترا بشكل عام، خاصة إذا كانت هذه مشاريع واسعة النطاق تحدد التعاون المستقبلي: هذه هي أنابيب الغاز، ومحطة للطاقة النووية، والانطلاقة الأولى لشحنات الأسلحة والمعدات العسكرية، وأقصد صفقة (إس – 400)".

 

وأضاف فيتين أنه بالنسبة لتركيا، فإن التدفق المستمر لقضاء المواطنين الروس للعطلات هناك له أهمية كبيرة، لأن السياحة تقدم مساهمة كبيرة في عائدات النقد الأجنبي للبلاد، واحتلت روسيا العام الماضي المرتبة الأولى في عدد الزوار بأكثر من 7 ملايين شخص.

 

وأضاف رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية: "فيما يتعلق بالمشاكل، بالطبع هي موجودة"، أولاً وقبل كل شيء، في الشرق الأوسط هذا هو الوضع في سوريا، حيث نشغل بالفعل مواقف متعارضة. روسيا، كما تعلمون تدعم الحكومة الشرعية لبشار الأسد، وتركيا منذ بداية الحرب الأهلية دعت إلى تغيير النظام هناك، وتواصل اتخاذ موقف قاطع من رفض الحكومة الحالية وفي نفس الوقت هي في حالة حرب مع الأكراد السوريين، الذين كانوا دائما مواطني هذا البلد.

 

مقاربات روسيا وتركيا تختلف أيضا حول الوضع في ليبيا

 

وحول المسألة الليبية، قال فلاديمير فيتين: "يدعم الأتراك بنشاط أحد أطراف النزاع، أي حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، وتحاول روسيا اتخاذ موقف محايد نسبيا، والحفاظ على الاتصالات مع كل من السراج وخصمه المشير خليفة حفتر".

 

وفي الوقت نفسه، أشار الخبير إلى أن وجود الصعوبات لا يجب أن يكون دراماتيكيا، لأن الأطراف تمكنت حتى الآن من إيجاد لغة مشتركة في سوريا، ويساهم تطوير التعاون في المجال التجاري والاقتصادي في زيادة تفاعل هذه الدول.

 

"العلاقات التجارية تتطور، ويبدو أنها ستتطور إذا لم تحدث بعض حالات الطوارئ. هذا هو التعاون في قطاع الطاقة، بما في ذلك النووية. وهذا تعاون محتمل في مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك على الأراضي الروسية بمشاركة الشركات التركية".

 

وأضاف: "إذا تم تنفيذ عقد (إس - 400) بشكل طبيعي، فمن الممكن زيادة التعاون في المجمع العسكري الصناعي"، متحدثًا هنا عن "المزيد من آفاق التعاون بين البلدين".

 

وفي سوريا، حسب الخبير فيتين، فإن الاشتباك الحقيقي، على الرغم من الوضع الصعب بالقرب من إدلب، لا يهدد البلدين لأن هذا لا يلبي مصالح موسكو أو أنقرة.

 

وأضاف: "أعتقد أن الطرفين سيكافحان لمواصلة التعاون في سوريا".

 

وقد استذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذكرى السنوية المقبلة خلال العام الماضي عندما قام الزعيم التركي رجب طيب أردوغان بزيارة للمعرض الدولي للطيران والفضاء في مدينة "جوكوفسكي" جنوبي موسكو.

 

وحينها قال الرئيس الروسي في ختام المحادثات مع نظيره التركي: "سنحتفل في العام المقبل بالذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين روسيا وتركيا، وبالتالي فإن الإدارات ذات الصلة والدوائر البرلمانية والمنظمات العامة في البلدين تعمل على وضع خطة احتفالات واسعة النطاق".

 

ومن بين هذه الفعاليات على سبيل المثال، معرض الوثائق التاريخية التي تم إعدادها في بداية شهر آذار/ مارس في أرشيف الدولة لروسيا الاتحادية ومعرض الصور في السفارة الروسية في تركيا، والذي يُقام حاليا عبر الإنترنت بسبب انتشار وباء فيروس كورونا.

 

وفي 2 حزيران/ يونيو 1920، بعث المفوض الشعبي للشؤون الخارجية في جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية غيورغي شيشيرين، بناء على تعليمات من رئيس مجلس المفوضين الشعبي فلاديمير لينين، برسالة إلى الحكومة التركية بقيادة كمال أتاتورك.

 

وقالت الرسالة إن الحكومة السوفيتية دعمت حق الأمم في تقرير المصير و"باهتمام شديد يتابع النضال البطولي الذي خاضه الشعب التركي من أجل استقلاله وسيادته، وفي هذه الأيام الصعبة لتركيا، يسعدها أن تضع أساسا متينا للصداقة التي يجب أن توحيد الشعبين التركي والروسي".

 

وفي وقت لاحق، قدمت موسكو مساعدة مالية لأنقرة. وفي عام 1921، تم إبرام معاهدة الصداقة والأخوة بين البلدين.

 

وساعد دعم موسكو والاعتراف الدبلوماسي بأتاتورك في كسب المعركة ضد الغزاة البريطانيين واليونانيين وإعلان جمهورية تركيا في العام 1923.

 

ومع ذلك، فإن العلاقات بين روسيا وتركيا لها تاريخ أقدم بكثير ويعود تاريخها إلى نهاية القرن الخامس عشر، عندما كتب دوق موسكو "إيفان الثالث" رسالة إلى السلطان العثماني "بايزيد خان الثاني" حول التجارة البحرية، ولفترة قصيرة فقط توقفت بسبب الاضطرابات الثورية في البلدين.